المنوعات

برنامج العمارة العمانية .. يبحر عبر التاريخ ويستعرض نماذج بارزة

14 يونيو 2017
14 يونيو 2017

عبر إذاعة سلطنة عمان خلال الشهر الفضيل -

تقدم إذاعة سلطنة عمان حزمة من البرامج الهادفة خلال الشهر الفضيل، ويأتي برنامج العمارة الإسلامية في طليعتها للتعريف بمنجزات الحضارة الإسلامية معماريا، حيث إن الفكرة السائدة عن العمارة الإسلامية ارتباطها بالمساجد، وفي الحقيقة فإن العمارة الإسلامية تتعدى ذلك، فتعبير العمارة الإسلامية لا يشير فحسب إلى مباني المساجد التي أنشئت للصلاة والعبادة فقط، وإنما يشمل فنون وإبداعات الثقافة الإسلامية، وفي حقيقة الأمر فإن العمارة الإسلامية تشمل المدارس والكتاتيب وقنوات الماء المعروفة بالأفلاج والسواقي، والسبلات العامة والساحات والأسواق والأعمال الفنية التي أبدعتها الشعوب الإسلامية كالزخارف الهندسية والنباتية، وتكوينات الخط العربي والتزيين بالفسيفساء وأحجار الزجاج.

يأتي برنامج العمارة الإسلامية يوميا خلال شهر رمضان المبارك للتعريف بنماذج بارزة ومشرفة من الحضارة التي بناها المسلمون في مختلف البلاد الإسلامية من شرق آسيا إلى العمق الهندي وبلاد فارس وشبه الجزيرة والشام وإفريقيا، وصولا إلى الغرب في الأندلس.

تناولت الحلقات الأولى من البرنامج طرزا معمارية من العهد الأموي كالمسجد الجامع بقرطبة والجامع الأموي بدمشق، وطرزا من العهد العباسي كملوية سامراء بالعراق، وطرزا من العمارة العثمانية كجامع السلطان أحمد المعروف بالجامع الأزرق، ومن الطراز المغولي مبنى تاج محل الذي يندرج تحت عمارة الأضرحة والمراقد.

ويربط البرنامج بشكل وثيق بين تلك الطرز وأوجه استفادة العمارة العمانية من التصاميم المستوحاة من تلك الطرز فهناك جامع السلطان سعيد بن تيمور على الطراز العثماني بمناراته القلمية المدببة وجامع السلطان تيمور بن فيصل على الطراز المغولي ممزوجة بملامح من العمارة العمانية كما هو الحال في جامع السيدة ميزون المتميز باللغة الحربية والدفاعية.

كما تطرقت الحلقات السابقة إلى جوامع كبيرة تطورت عبر عدة حقب وتأثرت بطرز معمارية متعددة كما هو الحال في الحرمين المكي والمدني، حيث توالى الخلفاء والملوك والسلاطين المسلمون إلى توسعتهما ختاما بالإضافات الحديثة التي ألحقت في الفترة المتأخرة في عهد جلالة خادم الحرمين الشريفين.

وتتطرق حلقات أخرى لنماذج جرى فيها توظيف التقنيات الحديثة في البناء، وكيف تمت الاستفادة من الطرز المعمارية القديمة وإعادة توظيفها بشكل مبتكر وإبداعي، كما في جامع السلطان قابوس الأكبر الذي ضم عناصر من مختلف الطرز التاريخية مطعما بعناصر محلية من المعمار العماني، وفي حلقة أخرى عن توظيف فنون الخط العربي والزخرفة بالنباتات والورود كما في جامع الشيخ زايد بأبوظبي.

ولا تنحصر الحلقات في المساجد فقط فالحلقات القادمة تشمل نماذج معمارية من إبداع المسلمين كقلعة قصر الحمراء في غرناطة التي تميزت في عمارة الحصون والقصور، وحلقة أخرى عن مركز الدراسات الإسلامية بقطر كمبنى تعليمي وديني في آن من طرز عمارة الحداثة.

ويعرّف البرنامج خلال الحلقات ببعض المعماريين ممن ساهموا في بناء الحضارة الإسلامية كالمعماري سنان من البلاط العثماني الذي استفاد من الطرز البيزنطية وأعاد توظيفها في العمارة الإسلامية، كما يسلّط البرنامج في الحلقات القادمة الضوء على بعض الجوانب التاريخية التي أثرت على المعمار كتزاوج العمارة الإسلامية بالعمارة المسيحية في متحف آيا صوفيا، أو القباب التي تفوقت على هندسة الكنائس كما في مسجد قبة الصخرة وما يرتبط به تاريخ عريق لمدينة القدس، أو بعض الأحداث التاريخية التي حولت دور العبادة إلى جوامع كما في جامع الأزهر من طراز العمارة الفاطمية.

يقوم بإعداد البرنامج المهندس المعماري علي بن جعفر اللواتي، ويقدّم البرنامج خالد بن عبدالله السلامي وإخراج علي بن عبدالله العجمي.