1034513
1034513
العرب والعالم

الرئيس الفلبيني: لم نطلب دعما أمريكيا - شرطة مانيلا في حالة تأهب قصوى جراء القتال بمدينة «مراوي»

11 يونيو 2017
11 يونيو 2017

مانيلا - كاجايان دو آورو (الفلبين) - (د ب أ - رويترز): أعلنت الشرطة في العاصمة الفلبينية حالة تأهب قصوى أمس قبيل احتفالات العيد الوطني للدولة وسط استمرار القتال منذ ثلاثة أسابيع تقريبا في مدينة جنوبي البلاد، حسبما أفادت متحدثة باسم الشرطة.

وجاء تعزيز الأمن وسط تحذيرات من هجمات للانتقام وتشتيت الانتباه دعما للمسلحين الإسلاميين الذين يقاتلون قوات الحكومة في مدينة مراوي.

وقتل إجمالي 217 شخصا في القتال الدائر في المدينة الواقعة على بعد أكثر من 800 كيلومتر جنوب مانيلا منذ 23 مايو الماضي.

وذكرت الشرطة أنه من بين أحدث القتلى سقط أربعة أشخاص يشتبه أنهم من أنصار المسلحين،والذين ألقي القبض عليهم مع والدة اثنين من العناصر المسلحة البارزة خلال الحصار.

وقال كبير المفتشين ريوبن سينداك إنه خلال نقل الشرطة للمشتبه بهم الأربعة إلى مدينة إيليجان المجاورة، تعرضوا لكمين في بلدة بانتار بإقليم لاناو دي سور المجاور لمدينة مراوي مساء أمس الأول.كما أشار الليفتنانت جنرال كارليتو جالفيز،وهو قائد محلي في الجيش، إلى أن الكمين ربما كان محاولة لصرف الانتباه عن القتال في مراوي.وقال:نعلم أن المجموعة لها بعض النفوذ في المنطقة...ويمكن أن يقوموا بهجمات تشتيت لتخفيف الضغط (على المسلحين في مدينة مراوي)».

وتحتفل الفلبين اليوم بمرور 119 عاما على الاستقلال عن أسبانيا التي حكمتها لأكثر من ثلاثة قرون، حيث يتقدم الرئيس رودريجو دوترتي احتفالات رفع العلم في مانيلا.

وقالت المفتشة كيم موليتاس المتحدثة باسم شرطة مانيلا: سوف نحتفل بعيد الاستقلال الـ119 وسط تأهب كامل ... جميع التدابير الأمنية متخذة».

وأفادت موليتاس بأن الشرطة تفحص أيضا البروتوكولات الأمنية التي ينفذها منظمو حفلة سبيرز المقررة يوم الخميس، وذلك للحيلولة دون وقوع هجوم مماثل للتفجير الذي أسفر عن مقتل 22 شخصا خلال حفل للمغنية الأمريكية أريانا جراندي بمدينة مانشستر في بريطانيا الشهر الماضي.

كما تعتزم السلطات رفع علم الفلبين في أنحاء مراوي اليوم حيث تسعى القوات جاهدة لتطهير المدينة من مئات المسلحين الذين أعلنوا ولاءهم لتنظيم داعش.

وانضمت قوات خاصة أمريكية للعملية العسكرية ضد المسلحين الذين قتلوا 13 جنديا من مشاة البحرية في معركة بالنيران استمرت 14 ساعة الجمعة، لتسجل أكبر حصيلة قتلى يومية لقوات الحكومة خلال حصار المدينة المستمر منذ 20 يوما.

وأفاد الجيش بأن هذا العدد رفع حصيلة القتلى من الجنود ورجال الشرطة في هذا الحصار إلى 58 قتيلا، كما قتل 21 مدنيا على الأقل على يد المسلحين.

وأشاد المتحدث الرئاسي في الفلبين،أرنيستو أبيلا، بجنود البحرية القتلى وأكد للشعب أن الأزمة لن تنال من إصرار الجيش على تحرير مراوي من أيدي المسلحين.

وقال المتحدث الرئاسي في بيان إن «هذا الحادث،وإن كان مؤسفا، فإنه يمنحنا حماسة كبيرة لتطهير مراوي من العناصر الخارجة على القانون وإنقاذ المدنيين المحاصرين وإعادة النظام والأمن والحياة الطبيعية للمدينة وسكانها». ومن جانبه قال وزير الدفاع دلفين لورينزانا إن قوات الحكومة سوف تستخدم «كل ما بوسعنا لإنهاء الحرب» مع مواصلة حماية نحو مائة رهينة يعتقد أن المسلحين يحتجزونهم.

وناشد لورينزانا الشعب التحلي بالصبر خلال هذه المعركة التي شردت أكثر من 200 ألف شخص وخربت المدينة.

سياسيا قال الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي أمس إنه لم يطلب دعما من واشنطن لإنهاء حصار فرضه إسلاميون متشددون على مدينة جنوب الفلبين بعد يوم من إعلان الولايات المتحدة إنها تقدم مساعدة بناء على طلب من حكومة مانيلا.

وقال دوتيرتي في مؤتمر صحفي في مدينة كاجايان دو آورو على بعد مئة كيلومتر عن مدينة مراوي المحاصرة إنه «لم يتجه لأمريكا على الإطلاق» لطلب المساعدة.

ولدى سؤاله عن الدعم الأمريكي في محاربة متشددين موالين لتنظيم داعش في مدينة مراوي على جزيرة مينداناو قال دوتيرتي «لم أكن أعلم بذلك لحين وصولهم». والتعاون بين الدولتين الحليفتين منذ أمد بعيد مهم لأنه يأتي بعد اتخاذ دوتيرتي، الذي تولى السلطة قبل عام، موقفا معاديا لواشنطن وتعهداته بطرد القوات الأمريكية التي تعمل في التدريب وتقديم المشورة من بلاده.ومن غير الواضح إن كان الجيش الموالي للولايات المتحدة في البلاد قد طلب المساعدة الأمريكية دون إذن من دوتيرتي.

وقال الجيش الفلبيني أمس الأول: إن الولايات المتحدة تزوده بمساعدة فنية لإنهاء حصار مدينة ماراوي لكن ليس لها قوات على الأرض مؤكدا بذلك بيانا من السفارة الأمريكية أنها عرضت الدعم بطلب من الحكومة الفلبينية.

وأثار استيلاء مئات المتشددين المحليين والأجانب على مراوي في 23 مايو قلق دول جنوب شرق آسيا التي تخشى من اكتساب تنظيم داعش موطئ قدم في جزيرة مينداناو في الفلبين بما يهدد أمن منطقتهم.

وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، التي ليس لها وجود ثابت في الفلبين لكنها أبقت لسنوات ما يتراوح بين 50 ومئة جندي من القوات الخاصة في جنوب البلاد لإجراء تدريبات دورية، أنها تساعد الجيش الفلبيني في مراوي.

وفي بيان قالت الوزارة: إنها تزود القوات الفلبينية بمساعدة أمنية وتدريب في مجالات المخابرات والمراقبة والاستطلاع.

وأضافت أن لديها ما يتراوح بين 300 و500 جندي في البلاد لدعم أنشطة التدريب المعتادة دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وقال دوتيرتي: إن وفقا للأحكام العرفية، التي أعلنها على مينداناو بسبب استيلاء المتشددين على مراوي، فإن له سلطة على وزارة الدفاع.ولم يقل إن كانت القوات المسلحة قد تخطته لكنه قال «جنودنا موالون لأمريكا..لا يمكن أن أنكر ذلك» بسبب سنوات من التدريب من الولايات المتحدة.