1032788
1032788
المنوعات

الفانوس وموائد الرحمن والكنافة أشهر عادات المصريين في رمضان

09 يونيو 2017
09 يونيو 2017

1032787

القاهرة «العمانية»: يستأثر شهر رمضان المبارك على اهتمام المصريين وجميع المسلمين في جميع أنحاء العالم، ولكن ما يميز رمضان في مصر ارتباطه بعادات وطقوس جعلته مختلفا عن باقي بلاد العالم.

ونظرا لأن المصريين شعب اجتماعي، فقد جعلوا من رمضان مناسبة فريدة يظهرون فيه كل ما له علاقة بالتراحم الاجتماعي والتواد الإنساني، بجانب إضفاء اللمسات المميزة على الصورة العامة لمصر في الشهر المبارك.

ويتجسد ذلك الترابط الاجتماعي في عادتين شهيرتين بمصر، أولاهما اجتماع الأهل للإفطار معا في اليوم الأول من رمضان ويكون ذلك في ضيافة الأب أو الأم أو الأخ الأكبر، وهو ما يعد مناسبة للالتقاء وصلة الأرحام وتجديد الروابط الاجتماعية، أما العادة الثانية فتتجسد في «موائد الرحمن» التي تمتد عبر أرجاء مصر، لتقديم وجبات الإفطار للمسافرين وللفقراء، أو لأولئك الذين تعطل وصولهم إلى منازلهم وقت الإفطار.

وقال الباحث المصري في مجال التاريخ محمد السيد لوكالة الأنباء العمانية «إن موائد الرحمن يعود تاريخها إلى أيام الإمام الليث بن سعد الذي كان فقيها وغنيا، فقد كان يقيم الموائد للصائمين ويقدم فيها أشهى الأطعمة وخصوصا الهريسة والتي عرفت باسم

«هريسة الليث» ، مشيرًا إلى أن بعض الباحثين يرجع بدء موائد الرحمن إلى الأمير أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية، حيث يعد أول من أقام مائدة الرحمن في السنة الرابعة من ولايته، وجمع التجار والأعيان على مائدة حافلة في أول يوم من شهر رمضان وخطب فيهم».

ويشكل «فانوس رمضان» أبرز مظاهر الشهر الفضيل في مصر، حيث يستعد المصريون مبكرا للشهر بتزيين الشوارع وواجهات المنازل والمحلات بأشكال مختلفة من الزينة، وتتعدد أشكال الفوانيس في مصر فمنها المحلي ذو الطابع الإسلامي المميز ومنها المستورد بأشكال عصرية ومنها المصنوع من الخشب أو المعدن والمصنوع من الورق أو البلاستيك وتراوحت أسعار الفوانيس صغيرة الحجم التي يستخدمها الأطفال هذا العام ما بين 20 إلى 100 جنيه بينما وصل سعر الفانوس الكبير الذي تزين به الشوارع إلى 500 جنيه.

ومن أشهر عادات المصريين أيضا في رمضان «إمساكية رمضان» وهي مطبوع يسجل مواقيت الإفطار والسحور والصلاة على مدار الشهر في مدن مصر المختلفة، ويجري توزيعها غالبا أمام المساجد عند الخروج من صلاة الجمعة.

ويرجح الباحث المصري ياسر قطامش أن أول إمساكية طبعت كانت في عصر محمد علي الذي تولى حكم مصر عام 1805م، وقد طبعت بمطبعة بولاق على ورقة صفراء ذات زخارف، بلغ طولها 27 سنتيمترا وعرضها 5 و17 سنتيمترا.

وتعد «الكُنافة» من أشهر أكلات المصريين في رمضان، ويتم تناولها غالبا بعد الانتهاء من صلاة التراويح وتتنوع أشكالها بين «الكُنافة البلدي» التي يتم تصنيعها يدويا و(الكنافة الآلي) التي تصنع باستخدام الأفران الآلية.

ومن الأكلات الشهيرة أيضا بمصر في شهر رمضان «القطائف» والتي يؤكد سامح الزهار الباحث المتخصص في الآثار الإسلامية أنها ظهرت في أواخر عصر بني أمية ومطلع العصر العباسي، حيث تنافس صناع الحلوى لتقديم ما هو أطيب، فابتكروا فطيرة محشوة بالمكسرات، وقاموا بتقديمها بشكل جميل مزين ليقوم الضيوف بقطفها ومن هنا اشتق اسمها (القطايف)، بينما يرى البعض الآخر من المؤرخين أن سبب التسمية هو أن القطايف لها ملمس يشبه القطيفة إلى حد كبير.

وتمتلئ المساجد في مصر خلال الشهر الفضيل بالمصلين خاصة في صلاة التراويح، لذلك يذهب المصلون مبكرا إلى المساجد للعثور على مكان داخل المسجد.

كما يولي المصريون في رمضان أهمية لبعض المشروبات كالكركديه المثلج، وقمر الدين، والتمر الهندي، والعرقسوس التي تعد أشهر المشروبات في الشهر الكريم، حيث تجد الباعة ينتشرون في الشوارع بعد صلاة العصر لبيعها بجانب محلات العصير التي تقوم هي الأخرى بتلك المهمة.

ومن عادات المصريين في شهر رمضان والتي تلاشت تقريبا «مدفع رمضان» والذي كان يستخدم لإعلان الناس بحلول موعد الإفطار وموعد الإمساك عن الطعام.

ويشير الباحثون إلى أن القاهرة كانت هي أول مدينة ينطلق فيها مدفع رمضان، وكان هذا الأمر عن طريق الصدفة وذلك عندما أراد السلطان المملوكي «خشقدم» أن يجرب مدفعا جديدا وبالمصادفة خرجت دانة من المدفع وقت أذان المغرب، فاعتقد الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى موعد الإفطار، فخرج المواطنون إلى قصر السلطان لشكره على هذه الفكرة الجميلة التي استحدثها، وعندما

وجد السلطان أن هذا الأمر أدخل السرور عليهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانا بالإفطار، ثم أضاف بعد ذلك مدفعين أحدهما للسحور والآخر للإمساك.

ومن عادات المصريين في شهر رمضان كذلك «المسحراتي» والتي بدأت تتلاشى بسبب ظهور وسائل التكنولوجيا الحديثة ، وقد كان المسحراتي يجوب الشوارع لإيقاظ الناس من أجل السحور ضاربا على طبلة يحملها على أن يتقاضى أجرا عن ذلك من كل الأسر في نهاية شهر رمضان.