العرب والعالم

سقوط مدنيين في غارات كثيفة للتحالف الدولي ومعارك مستمرة في الرقة

09 يونيو 2017
09 يونيو 2017

بوتين: الفرص متاحة لتثبيت خطة وقف «الأعمال القتالية» في سوريا -

عواصم - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

يكثف التحالف الدولي بقيادة واشنطن غاراته على مدينة الرقة وضواحيها موقعا المزيد من الضحايا المدنيين في وقت تسعى قوات سوريا الديموقراطية لتحقيق المزيد من التقدم في معقل المتشددين الأبرز في سوريا.

وتتواصل الاشتباكات في شرق المدينة، الجبهة الوحيدة التي دخلتها قوات سوريا الديموقراطية منذ إعلانها الثلاثاء «المعركة الكبرى لتحرير الرقة»، كما عند أطرافها الشمالية والغربية في محاولة لاقتحامها أيضا من هاتين الجبهتين.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «استهدف التحالف الدولي طوال الليلة قبل الماضية مدينة الرقة وضواحيها بالغارات الكثيفة، والقصف لا يزال مستمرا حتى امس».

وقتل 23 مدنيا مساء الخميس، بحسب المرصد، بعد تنفيذ طائرات التحالف «25 غارة جوية» على الرقة وأطرافها. وكان المرصد أفاد في وقت سابق عن مقتل 17 مدنيا وإصابة العشرات بجروح. ويعود ارتفاع حصيلة القتلى الى وفاة جرحى متأثرين بجروحهم وانتشال آخرين من تحت الأنقاض.ومن بين القتلى، وفق المرصد، 15 شخصا قضوا في غارة استهدفت مقهى للإنترنت في ضاحية جزرة غرب المدينة.

ويدعم التحالف الدولي قوات سوريا الديموقراطية بالغارات الجوية أو التسليح أو المستشارين العسكريين على الأرض.

ومع تقدم قوات سوريا الديموقراطية أكثر في حملة الرقة وتصاعد حدة المعارك، سجل ارتفاع في الضحايا المدنيين جراء غارات التحالف الدولي. ويسعى التحالف الدولي، بحسب عبر الرحمن، عبر تكثيف الغارات الجوية «لزعزعة قدرات تنظيم داعش وإفساح المجال أمام قوات سوريا الديموقراطية للتقدم اكثر في شرق المدينة واقتحامها من جهات أخرى». وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية طلال سلو لفرانس برس: «سيطرت قوات سوريا الديموقراطية على حي المشلب» في شرق المدينة، وهو الحي الأول والوحيد الذي دخلته حتى الآن، و«تقوم حاليا بتنظيفه من الألغام والعبوات الناسفة».

وأشار سلو إلى تحقيق قوات سوريا الديموقراطية تقدم آخر عند الأطراف الشمالية للرقة، كما «تمكنت من صد هجوم لداعش في ضاحية جزرة غرب المدينة». وتسعى تلك القوات حاليا، وفق المرصد، للتقدم من المشلب باتجاه حي الصناعة المجاور.

وقد استهدفت الغارات الجوية ليلا المنطقة الواقعة بين الحيين، بحسب المرصد، تمهيدا لتقدم قوات سوريا الديموقراطية.

ووصف أبو محمد من حملة «الرقة تذبح بصمت»، التي تنشط سرا في المدينة وتوثق انتهاكات التنظيم، قصف التحالف بـ«غير الطبيعي». وأشار إلى ازدياد الأوضاع الإنسانية سوءا في المدينة في ظل انقطاع المياه والكهرباء، لافتا الى أن المحلات التجارية تفتح أبوابها «ساعة او ساعتين» فقط.

وتهدد أعمال العنف في الرقة، وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، «حياة اكثر من 40 ألف طفل لا يزالون عالقين في ظروف خطرة للغاية». وتحدثت المنظمة عن تقارير حول «مقتل 25 طفلا وإصابة آخرين في أعمال العنف الأخيرة في الرقة».

وكان يعيش في مدينة الرقة تحت حكم الجهاديين نحو 300 ألف مدني، بينهم 80 ألف نازح من مناطق سورية اخرى. إلا أن الآلاف فروا خلال الأشهر الأخيرة من المدينة ليبقى فيها 160 ألف شخص وفق الأمم المتحدة.

وطالما شكلت الرقة محط اهتمام أطراف اخرى، واعتبرتها دمشق «أولوية» للجيش السوري. إلا أن الأخير لم يتدخل كثيرا في هذه الجبهة الى أن دخل محافظة الرقة من الجهة الغربية الثلاثاء.

وحققت قوات الحكومة منذ ذلك الحين تقدما بسيطرتها على «20 قرية وبلدة» بعد اشتباكات مع المتشددين رافقها قصف جوي روسي، بحسب المرصد. وأشار المرصد الى أن قوات النظام «باتت في منطقة تماس مع قوات سوريا الديموقراطية»، التي كانت سيطرت على مناطق واسعة في ريف الرقة الغربي، أبرزها مدينة الطبقة وسد الطبقة (سد الفرات).

وأكد الإعلام الرسمي السوري تقدم الجيش السوري في ريف الرقة الغربي. وكان مصدر عسكري سوري قال لفرانس برس إن تقدم الجيش السوري في محافظة الرقة يهدف الى «ضمان أمن ريف حلب (المحاذي) من هجمات داعش والتضييق عليه داخل معقله في الرقة». وليس واضحا ما إذا كان هناك تنسيق بين قوات سوريا الديموقراطية والجيش السوري.

سياسيا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن وجود فرصة لتثبيت خطة وقف «الأعمال القتالية» في سوريا، مشيرا إلى ظهور بوادر وصفها «بالإيجابية» في عملية التسوية السورية. وقال إن ظهور هذه البوادر «ترتبط بشكل مباشر بعملية أستانا، حيث تعقد لقاءات دولية دورية بوساطة روسيا وتركيا وإيران». ولفت أنه من أهم إنجازات هذه اللقاءات «الاتفاق على وقف إطلاق النار بين القوات الحكومة والمعارضة المسلحة، وإقامة مناطق تخفيف توتر في سوريا». ولفت بوتين الى ظهور فرصة حقيقية لتثبيت نظام وقف الأعمال القتالية ودفع العملية التفاوضية السورية في جنيف قدما إلى الأمام». وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أعلن أول امس، أن نظام وقف إطلاق النار صامد في جميع مناطق تخفيف التوتر بسوريا، مبيناً أن الخروقات التي تسجل لا تحمل طابعا كارثيا، ولا تتطلب تقديم رد جدي. واعتمدت الدول الضامنة الثلاث للهدنة في سوريا، روسيا وإيران وتركيا، مذكرة تفاهم حول إنشاء 4 مناطق تخفيف التصعيد في سوريا لمدة 6 أشهر.