1031038
1031038
روضة الصائم

الدفاعي: أهم لوحاتي «3» تناولت أبياتا شعرية في مدح النبي وأحبها إليَّ لوحة «غوث الوجود» تدرجت في التعلم والتطور إلى أن اتجهت إلى اللوحة الحروفية

08 يونيو 2017
08 يونيو 2017

أنتمي للمجال التشكيلي الحروفي -

أجرى اللقاء - سيف بن سالم الفضيلي -

1031031

يؤكد الخطاط والفنان التشكيلي سلطان بن سعيد بن محمد الدفاعي قائلا: «وعيي الفني بدأ بالظهور والتشكل في بداية صغري والبداية كانت مع والدي جزاه الله عني كل خير هو من اهتم بي لتطوير موهبتي ومع معلم التربية الفنية الذي لاحظ موهبتي وإعجابي بفن الخط وأنا أكتب في كراسة الخط العربي آنذاك. ثم بدأت في تطوير موهبتي ابحث وأقلد كل ما أراه مكتوبا بالخط العربي إلى أن التحقت بمرسم الشباب وبدأت في تعلم الخط وأصوله وأنواعه».

ويضيف: بدأت في تعلم خط الرقعة في البداية وكان الخطاط سليمان وبعدها بشهور انتقلت إلى الجمعية العمانية للفنون التشكيلية وبدأت أتعلم الخط العربي مع الأساتذة محمد الصائغ في خط الديواني ومع سلطان الراشدي وسامي الغاوي ومحمد النوري. وتدرجت في التعلم والتطور إلى أن اتجهت إلى اللوحة الحروفية التي تضم أحياناً قواعد الحروف المتعارف عليها أو في أحيان أخرى تتخذ شكل التجريد البحت للحرف.

والدفاعي عضو في الجمعية العمانية للفنون التشكيلية وعضو مرسم الشباب حاصل على بكالوريوس في إدارة الأعمال يتحدث عن مراحل العمل الفني فيقول: «بالنسبة لي تبدأ أولا من الفكرة أو الإلهام، فكثيراً في حياتنا اليومية نصادف الكثير من الأحداث التي قد يرسخ البعض منها في الذهن، وبناء على هذه الأحداث والمواقف أحب أن أعبر عنها بطريقتي شأني في ذلك شأن كل فنان، ولذلك فإنني أبدأ باستعادة ذلك المشهد ذهنياً ثم أبدأ بمحاولة التعبير عنه بالألوان التي تناسبه والأدوات والمواد لإخراجه بشكل يتوافق والصورة الذهنية المستحضرة، وفي أحيان كثيرة قد لا يعجبني ما وصلت إليه في التنفيذ فأعيد المحاولة مرات ومرات.

وفي أحيان كثيرة قد لا تكون هناك أية أفكار أو إلهام معين، وإنما من باب حبي الشديد لهذا الفن فإنني أمسك بفرشاتي وألواني وأبدأ العمل تاركاً المجال مفتوحاً أينما أخذتني التجربة بضربات الفرشاة حتى أصل إلى مرحلة معينة والتي بدورها قد تعطيني تصوراً لما سيؤول إليه الشكل النهائي للوحة».

وحول تجربته في العمل من خلال مدارس مختلفة يشير الدفاعي إلى «جربت العمل بمجال الفن التشكيلي البحت بالتجريد إلا أنني أجد نفسي أنتمي للمجال التشكيلي الحروفي المرتبط بفن الخط العربي وذلك لكوني أهوى فن الخط العربي».

أما عن اتجاهه إلى الحروفيات يؤكد الدفاعي ان اتجاهه للحروفيات جاء بشكل أكبر سنة 2014 «بدأت في التجارب والممارسات الفنية الحروفية الذاتية، إلى أن حصلت على دعوة للمشاركة بورشة التشكيلات الحروفية بدولة قطر بجاليري ريجينسي آرت والذي ترعاه مجموعة مؤسسات الأصمخ، وأنجزت في هذه الورشة 3 لوحات حروفية واستفدت منها بالاحتكاك بالفنانين ذوي الخبرة والباع الطويل، وبعدها بدأت انطلاقتي في البحث الأكبر في عالم الحروفيات».

وعن أسلوبي الفني لكوني ما زلت قيد الممارسات والتجارب الفنية فالأسلوب الفني يحتاج لسنوات طويلة حتى تكون لي بصمة معروفة في الساحة الفنية، وأنا من محبي الألوان الهادئة والمحببة لدى الجميع أحاول فيها أن أضفي جوّاً من الرومانسية والشاعرية وهذا ما تلاحظونه في جميع لوحاتي الحالية بعيدا عن الألوان الصارخة.

ثم تحدث عضو الجمعية العمانية للفنون التشكيلية عن أقرب اللوحات اليه واهمها فيؤكد:«أهم لوحاتي هما اللوحات الثلاث التي تناولت أبياتا شعرية في مدح النبي علية أفضل الصلاة والسلام في معرض رشفا من الديم من قبل مؤسسة بيت الزبير الذي أقيم مؤخرا بدار الأوبرا السلطانية، واللوحة إلي أحبها أكثر هي لوحة غوث الوجود لأنها في مدح الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام.

ويتحدث الدفاعي عن مشاركاته الداخلية والخارجية والجوائز التي حصل عليها خلال مسيرته الفنية «شارك في معظم الورش والدورات التي أقامتها الجمعية منذ 2004م، وشارك في معرض الفن التشكيلي الثامن للشباب سنة 2004م، وشارك في معرض الفن التشكيلي التاسع للشباب سنة 2005م، وشارك في المعرضين السنوي الأول والثاني للخط العربي والتشكيلات الحروفية سنة 2006م و 2007م، وشارك في ورشة الدكتور محمد غنوم بسلطنة عمان بمرسم الشباب سنة 2007م، وشارك في ورشة اتيليه الاصمخ 7 في دولة قطر الشقيقة سنة 2014م، وشارك في ورشة الحروفيات في مركز سبيس للفنون مع الفنان البحريني محسن غريب 2014م، وشارك في المعرض السنوي التاسع للخط العربي والتشكيلات الحروفية 2014م، وشارك في معرض الأعمال الفنية الصغيرة ( مرسم الشباب ) 2014 م، وشارك في فعالية الأيام الثقافية العمانية في البرازيل سنة 2015م، وشارك في المعرض السنوي العاشر للخط العربي والتشكيلات الحروفية 2015م، وشارك في معرض الأعمال الفنية الصغيرة (مرسم الشباب) 2015 م، وأول معرض شخصي (روح الحرف) في المركز العماني الفرنسي 2016م، وشارك في الملتقى الثاني لخطاطي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دولة الكويت الشقيقة سنة 2016م، وشارك في معرض السنوي الحادي عشر للخط العربي والتشكيلات الحروفية 2016م».

أما الجوائز التي حازها فيشير الى: «جائزة لجنة التحكيم في المعرض السنوي الثاني للخط العربي والتشكيلات الحروفية 2007م، والجائزة الثالثة في المعرض السنوي التاسع للخط العربي والتشكيلات الحروفية 2014م، وجائزة لجنة التحكيم في المعرض السنوي العاشر للخط العربي والتشكيلات الحروفية 2015م، والجائزة الثانية في معرض السنوي الحادي عشر للخط العربي والتشكيلات الحروفية 2016م».

ولحماية الخط العربي من طغيان الحواسيب الإلكترونية على الساحة الآن في مجال الخطوط، يبيّن الدفاعي: «أن فن الخط العربي هو فن نخبوي بمعنى انه ليس كل الناس تتذوقه بل تتذوقه الناس التي عندها ذوق فني وثقافة خطية مسبقة، وان خط الحواسيب لا يمكن بحال من الأحوال أن يطغى على الخط العربي لأن فن الخط العربي مستخدم من قبل الخطاطين والفنانين، وخط الحواسيب لا يمكن استخدامه كفن وإنما يستخدم استخداما تجاريا مثل عمل اللوحات الإعلانية والتجارية والواجهات، وواجبنا كخطاطين وفنانين ومتعلمين ومتذوقين للخط أن نظهر بأن الخط العربي ليس مجرد حركات و جرات قلم وانه يمكننا الاستغناء عنه بالبرامج.. فالخط بداخله روح وانه فن نبيل وباختصار شديد نظهر للعامة أن الخط العربي رسالة سامية وهادفة.

ودعا عضو مرسم الشباب الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، «استقطاب معارض دولية.. وتوسع فن الخط العربي في أرجاء السلطنة، وتثقيف الشارع العماني وتعريفه عن فن الخط العربي وأصوله من جميع النواحي».

وعما يمنحه الفن له يقول: «يمنحني الفن الشعور بالانطلاق والحرية والتعبير عن مكنوناتي والتحليق في آفاق رحبة. وفي أحيان كثيرة يكون الفن مهرباً لي وملاذاً من هموم الحياة وتعبها ومصاعبها».

وقدم الدفاعي كلمة تشجيعية لمن يحب الخط العربي بأنواعه قال: «نصيحتي دائماً أن عليهم بالتحمل والصبر في بداية مشوارهم في تعلم الخط العربي بكافة أنواعه، وعليهم بالممارسة الفعالة والجدية وكثرة القراءة والاطلاع على كنوز عالم الخط العربي والاطلاع في لوحات كبار الخطاطين القدامى».

أما أجمل أنواع الخطوط التي أميل اليها «هناك بطبيعة الحال 7 خطوط وخط الثلث هو أبرز الخطوط ولكن انا اميل لخط الديواني والديواني الجلي لكونه الأقرب لي أكثر.

وأما اللون المفضل «اللون هو روح العمل الفني بحد ذاته وبطبيعة الحال الحرف واللون هما من يزين اللوحة بكل ما فيها من جمال وروعة وكما أسلفت لكم سابقا كوني أحب جميع الألوان ولكن ألواني المفضلة هما اللون البني والأحمر والأخضر والأبيض».

أما عن الطموحات والخطط القادمة التي يسعى إليها فيقول «أطمح في أن أزيد فهماً وإدراكاً أكبر في مسيرتي الخطية وتطوير لوحاتي الحروفية والارتقاء بها، وأتطلع أيضا لإقامة معرض ليس فقط على مستوى السلطنة وإنما على مستوى العالم لإيصال هذا الفن لأكبر فئة ممكنة ولعرض الخط العربي بصورة تواكب العصر الذي نحن فيه.