أهمية الخط العربي 1

الشيخ أحمد بن حمد الخليلي -

إن الكتابة جعلها الله سبحانه وتعالى رمزا لما يتحدث به من الكلام المفهم للحقائق فالقلم احد اللسانين وإذا كانت كل لغة تتميز بلسانها المعبر عن مضامين المعاني التي تدور في فلك تلك اللغة فإن الكتابة أيضا هي معبرة عن اللغة نفسها.

واللغة العربية بما أنها هي لغة القرآن اختصها الله سبحانه وتعالى بأن جعلها وعاء لكلامه المنزل للهداية والإعجاز فإن اللسان العربي يجب على أي حال أن يحافظ عليه وان يصان من كل ما عسى أن يؤثر عليه من المؤثرات التي تكون إما باختلاط الألسنة وإما ان تكون بغزو الثقافات ومن ذلك المحافظة على الخط العربي الذي جعله الله سبحانه وتعالى رمزا لهذه اللغة ورمزا لكلماته به تتميز هذه الكلمات ويعرف ما يراد منها عندما تدون. فالتدوين إذن هو من آيات الله تعالى وقد بين الله تعالى ذلك في قوله «ن، والقلم وما يسطرون» كما بينها الله تعالى في أول سورة أنزلها على قلب النبي صلى الله عليه وسلم «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ» والله سبحانه وتعالى علم بالقلم وجعل هذا القلم حافظا لأنواع العلوم وجعله سببا لانتشارها أيضا وانتقالها من أمة الى أمة.