1029553
1029553
روضة الصائم

موسوعات عمانية - مكنون الخزائن الجزء الثاني أو القطعة الثانية برقم: 175

07 يونيو 2017
07 يونيو 2017

إدريس باحامد القراري -

تقع هذه القطعة الثانية في 360 ورقة، أي ما يعادل: 720 صفحة، مسطرتها: 33.5 طولا، و23 سم عرضا، تحمل كل صفحة 20 سطرا، مكتوب بخط النسخ المشرقي الجميل الواضح والثخين، باللون الأسود والأحمر والأزرق، مع بعض التزيينات باللون الأحمر، مع ملاحظة تنوع الخط فقد كان في أو القطعة ثخينا عاديا ثم صارَ خطا رقيقا جميلا، الأمر الذي جعلني أقول بتنوع نسّاخ هذه القطعة، ورق المخطوط سميك عليه علامة مائية أبيض نقي ممتاز لم يتأثر بعوامل الزمن، لا ما قلّ بل وندر، النص مكتوب في وسط الصفحة ما يعني أن الهوامش من الجوانب الأربعة في حدود 4 سم إلى 5 سم، جلد المخطوط أصلي وعليه زخرفة فنية رائعة، مع أن بدوّ القدم عليه، لا وجود لبيانات النسخ فيه، لعدم وجود حرد المتن، ولكن أرجح أن يكون الناسخ هو الشيخ راشد بن سيف اللمكي، وذلك للتقييد الذي وجدته بعد عرض فهرس المواضيع أول المخطوط مفاده: « تمت الأبواب والله الهادي إلى خير باب بقلم الفقير لله راشد بن سيف اللمكي بيده يوم: 7 من شهر الحج سنة 1303»، هذه القطعة تحوي مواضيع الطهارة أيضا ومواضيع الصلاة وما يتعلق بها بكل تفصيل، فقد ذكر حكم ما يتنجس من الأنواع النباتية والحيوانية وذكر طهارة الماء وغيره، ثم ذكر أحكام الغسل والتيمم، وغيرها من المطهرات، ليتناول موضوع نية الصلاة والدخول فيها وكل ما يتعلق بهما من تفصيلات تفيد المتعلم والعالم، بأسلوب علي رصين بعيد عن التعقيد والركاكة.

ما يميِّزُ هذه القطعة وجود تقييدات مهمة في الأخير منها مسائل عن الشيخ محمد بن مسعود بن سعيد البوسعيدي عن كشف ميراث المعتق، وبعده مباشرة تقييد آخر أو جواب آخر على الصحيح في الولاء والعتق ذكر فيها مجموعة من العلماء أمثال الشيخ حبيب بن سالك النزوي، وأبو نوح صالح الهاني، والشيخ عبد العزيز الثميني، وبعد هذا التقييد نقرأ مسائل عن الشيخ جاعد بن خميس في أحكام الجزائز ذاكرا ما يحفظ عن العلماء جابر بن زيد والمرداس وأبي عبد الله محمد بن محبوب وأبي جابر، وأب المؤثر وأبي الحواري، وعمر بن محمد وغيرهم، ثم أورد أبياتا من أرجوز الشيخ سالم بن سعيد الصائغي في هذا المعنى. ما يميز هذه القطعة أيضا وجود تقييد على ظهر الغلاف مفاده: «الحمد لله الوهاب الذي وفق صاحب هذا الكتاب لتوقيفه طلبا للثواب وخوفا من العقاب والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله والأصحاب، قد أوقف هذا الكتاب صاحبه طلبًا لما عند الله من الثواب وخوفا من أليم العقاب، ورجاء أن يكون له ذخرا يوما المآب، وقفا مؤبدا لا يباع ولا يوهب ولا يملك ولا يورث حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فمن بدّله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم، بتاريخ يوم: 27 شعبان سنة 1311هـ». وقد وجدت تقييدا مهما بخط المرحوم السيد محمد بن أحمد بن سعود البوسعيدي بخط جميل مفاده: «القطعة الثانية من النصف الأول من كتاب مكنون الخزائن وعيون المعادن المؤلف موسى بن عيسى البشري الرستاقي في الأديان، رتّب الأبواب الشيخ: راشد بن سيف اللمكي بقلمه، في 7 الحج سنة 1303هـ، وفيه فتوى من الشيخ محمد بن مسعود البوسعيدي في ميراث المعتق». وبعد هذه التقييدات المهمة نجد تقييدا آخر وهو عبارة عن قصـــــة بــلال بن رباح ، حين مرض النبي وأمره بأن يخبر أبا بكر في إمامة الناس، وذكر لبعض ما وقع للنبيفي مرضه، وما حدث له مع قبر أمّه.

تميزت هذه القطعة بتفصيل مهم لكل جزئية من جزئيات الموضوع، استدلالا وشرحا وتبيانا، لذا نلحظ ذكر عدد كبير من العلماء مستشهدا بأقوالهم أمثال: الشيخ أبو سعيد، الشيخ أبو نبهان جاعد بن خميس الخروصي، أبو المنذر بشير بن محمد بن محبوب، الشيخ صالح بن وضّاح، وغيرهم كما نجد ذكرا لبعض الكتب الأمهات مثل منهج الطالبين وغيره، وهذا كله في عرض جزئيات مسائل الأبواب، الأمر الذي جعل هذا الكتاب ينال لقب الموسوعة بكل جدارة لاحتوائه على أغلب مسائل الأبواب المذكورة، حتى أن القارئ ليجد متعة في الأسلوب الذي كتب به (قال، قلت) ليعلم أدب النقاش والسؤال وكيفية ممارستهما، فهي موسوعة علمية بجدارة مع كونها موسوعة أخلاقية لمن تمرّس وتعمَّق فِيها.