روضة الصائم

عادات ضارة في رمضان

07 يونيو 2017
07 يونيو 2017

جاء الشهر الفضيل ببركته وفوائده للروح والجسد فصوم رمضان من النعم الربانية التي تصحح ما اختل من توازن في بناء الجسد والنفس. أدرك الأطباء والفلاسفة فوائد الصوم منذ القدم وتغنوا بفوائده وقد وصفه الأطباء حديثا بأعظم علاج وأنه الطبيب في داخلنا. فالصوم يساعد في العلاج من أمراض السكري و القلب وازدياد نسبة الدهون والسمنة ويقلل من ارتفاع ضغط الدم. بالصوم يمكن للمعدة والأمعاء ترميم ما هدم منها والتخلص من الأخماج والسموم المتراكمة،وكذلك فان الصوم يحسّن حركة الجهاز الهضمي ويهدئ القولون العصبي والتهابات القناة الهضمية والكبد والبنكرياس، بالتخلص من السموم وعوامل الأكسدة يصبح الجلد اكثر نضارة. صيام رمضان بشكل سليم يشكل فرصة للتخلص من رواسب السابق والبدء بداية صحية جديدة. هذه الفوائد لا يمكن الوصول إليها ان لم يتم الصيام بشكله الصحيح فكثير من عادات المسلمين في رمضان هذه الأيام تقضي على فوائد الصوم و قد تتسبب في أضرار كبيرة أتى الصيام بالأصل ليعالجها. نسرد هنا بعض العادات الضارة في مجتمعاتنا.

المشكلة: يتم تحضير عدة أطباق من الأطعمة على مائدة الإفطار فالصائم يكون متلهفا لملء معدته بأنواع مختلفة من الطعام اللذيذ ويأكل الصائم حتى الشبع ويفرط في تناول الطعام الغني بالنشويات والسكريات والدهون والأطعمة التي تحتوي على التوابل الكثيرة ويهمل الخضار والفواكه وحتى الماء ليعوضها بالشاي والقهوة. ومن نواتج هذه العادات ازدياد حالات التخمة والتلبك المعوي وعسر الهضم والتي هي من اهم الشكاوى المباشرة التي يتعرض لها الأطباء في هذا الشهر الفضيل. وكذلك يكثر في هذا الشهر تناول المشروبات الغازية والعصائر المحلاة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر والسعرات الحرارية العالية وهذا بلاء لسرعة امتصاصه وخزنه وحتى سرعة إنتاج الدهون في الكبد. لهذا وبمرور الوقت يتعرض الشخص لزيادة الوزن واضطرابات في مستويات الدهون والسكر في الدم تناول السكر بكثرة يؤدي لازدياد إنتاج الأنسولين مما يرهق البنكرياس وكذلك يبدأ الجسم بتشكيل مناعة ضد الانسولين وبالتالي تزداد نسبة السكر في الدم وتزيد خطورة الإصابة بالسكري. الحل: الأصح هو التدرج في تناول الطعام على ثلاث مراحل بعد الإفطار والبدء بما هو خفيف من تمور وسوائل لتهيئة المعدة والحصول على السكر اللازم والماء. تناول التمر يمثل مخزونا سكريا قويا يشبع حاجة الصائم في بداية الإفطار ويجب أن يحتوي طعام الإفطار بعد ذلك على المجموعات الغذائية الرئيسة من نشويات، ولحوم، وخضراوات، وفواكه، وألبان والتقليل من المواد الدسمة وإضافة السلطات التي توفر الألياف والفيتامينات الضرورية ومن الممكن لاستغناء عن العصائر المحلاة بالعصير الطبيعي الغير محلى صناعيا أو الماء لتجنب الأضرار..

المشكلة: يلجأ الصائم الى النوم الطويل في النهار وبعد الإفطار يلجأ الى الجلوس ومتابعة التلفاز ببرامجه الشيقة الرمضانية مما يؤدي الى الخمول الشديد ويزيد من المشاكل السابقة من عسر هضم وزيادة وزن والحل البسيط هو ممارسه أي نشاط خفيف بعد الإفطار لتنشيط الجهاز الهضمي بعد خموله والتمارين الرياضية يمكن ممارستها بعد الإفطار بساعتين إلى ثلاث ساعات أو حتى قبل الإفطار بساعة. مشكلة: وعلى الجانب الاخر فان تأخير السحور أو التقليل منه والاستهانة به يؤدي لانخفاض السكر في الدم ومن أعراض هذه الحالة :الشعور بالضعف العام والدوخة وضعف التركيز، الشعور بالغثيان والارتعاش، والصداع وعدم انتظام دقات القلب، وانخفاض ضغط الدم، التعرق الشديد، غالبا في المساء. وكذلك يؤدي عدم تناول قدر كاف من السوائل الى زيادة تركيز الأملاح في الجسم والجفاف والإمساك الذي يؤدي الى الإصابة بالبواسير، وكذلك فان طول مدة الصيام تؤدي الى إنتاج جسيمات حامضية من الكبد ضارة بالجسم والدماغ. وعلى الصعيد النفسي لا ننسى ان نقصان السكر يؤدي الى التوتر العصبية وزيادة الانفعال. الحل: فيجب تأخير وجبة السحور وتناول الماء الكافي فيها لتفادي الشعور بالجوع وعدم الإكثار من الأملاح وقت السحور لأنها تؤدي الى العطش في وقت مبكر ونقص السوائل والإمساك والجفاف وينصح بتناول الفواكه والخضار مما لها من عوامل ملينة وخاصة الخضار المليئة بالماء كالبطبخ.

د. جمانة صالح

كلية الطب والعلوم الصحية

جامعة السلطان قابوس