1030831
1030831
الاقتصادية

إزالة الشجرة أصبح مطلبا وأمرا ملحا - أشجار المسكيـت خطــر على الإنسان والحيــوان والنبـات والميــاه

06 يونيو 2017
06 يونيو 2017

متابعة - خميس بن علي الخوالدي -

تتواصل أنشطة الحملة الوطنية لإزالة أشجار المسكيت بمختلف المحافظات حرصا من الجميع على القضاء على هذه الأشجار الضارة « عمان » أجرت متابعة للحملة من حيث أضرار الأشجار على الأرض والإنسان والحيوان والمياه والجهود التي تقوم بها الجهات الحكومية المعنية في الإزالة والتوعية بخطورة الشجرة والحد من انتشارها وإزالتها نهائيا وذلك لتأثيرها السلبي على الإنسان والمياه الجوفية والمراعي والحيوانات.

بداية يقول المهندس سالم بن علي بن سالم العمراني مدير عام الزراعة والثروة الحيوانية بمحافظتي شمال وجنوب الباطنة بالندب: إن القطاع الزراعي يعتبر من أهم القطاعات الإنتاجية في السلطنة ومن هنا جاءت توجيهات الحكومة للاهتمام الدائم بالزراعة والثروة الحيوانية لتحقيق الأمن الغذائي للوطن وتشجيع المواطنين على الاستفادة من الأراضي الزراعية بالاستغلال الأمثل بغية تحسين مستوى المعيشة للمواطن والمساهمة في تنويع مصادر الدخل القومي.

وأكد العمراني أن المحافظة على الموارد الطبيعية مثل التربة الزراعية والمياه وحمايتها من الأخطار التي تتهددها أصبح مطلبا عالميا في ظل النمو السكاني المتسارع والحاجة الماسة للغذاء والدواء مشيرا إلى أن الزراعة تعاني من شح المياه سواء من حيث قلة الأمطار أو الاستخدام غير الرشيد مما أدى إلى ظهور مشاكل أخرى مثل الملوحة والتصحر بإدخال بعض الأشجار الغير ملائمة والمستنزفة الموارد للمائية في كثير من مناطق العالم مع تزايد الحاجة إلى هذا المورد المهم للحياة وبذلك جاءت التوجيهات السامية الداعية إلى المحافظة على الموارد الطبيعية استشعارا بأهمية المياه في الحياة وتنفيذا لهذه التوجيهات دشنت وزارة الزراعة والثروة السمكية الحملة الوطنية لإزالة أشجار المسكيت (أشجار الغاف البحري) التي تمثل أحد أهم المخاطر الدخيلة على القطاع الزراعي والبيئي.

وأوضح العمراني أن الحملة الوطنية تهدف إلى استنهاض روح التعاون في المجتمع والمؤسسات الحكومية ذات العلاقة للقضاء والتخلص من شجرة المسكيت بسبب أضرارها الظاهرة على مواردنا الطبيعية مع ما تتميز به أشجار المسكيت من الخضرة المستديمة إلا أن أضرارها وآثارها السلبية لم تقتصر على استنزافها للمياه ومنافستها للزراعات الاقتصادية بل وصلت إلى تفتيت الأرض الزراعية والبنية الأساسية للمباني والطرقات بسبب امتداد جذورها إلى أكثر من 52 مترا داخل باطن الأرض وتؤثر كذلك على الحيوان وخصوصا إذا تناولها، كما لها تأثيرات على الإنسان أيضا.

وأضاف العمراني إن عملية إزالة الشجرة أصبح مطلبا وطنيا وأمرا ملحا حيث ذكرت التقديرات أن أعداد هذه الشجرة وصل الى أكثر من 20 مليون شجرة في السلطنة ولهذا جاءت التوجيهات السامية للقيام بحملة وطنية لإزالة هذه الشجرة استشعارا لمخاطرها الكبيرة ولدينا ولله الحمد والمنة من الكفاءات والطاقات الوطنية التي استطاعت إيجاد معالجات للتعامل مع هذه الشجرة والقضاء عليها واحتوائها وعدم انتشارها، وقد استهدفت الحملة ملايين الأشجار واحتاجت إلى الكثير من الجهد وكان هناك حقيقة دعم من المؤسسات الحكومية ذات العلاقة والمجتمع منها على سبيل المثال وزارات الداخلية والتربية والتعليم والبيئة والشؤون المناخية والشؤون الرياضية والبلديات الإقليمية وموارد المياه وبلدية مسقط على أن تتولى وزارة الزراعة والثروة السمكية رئاسة فريق العمل الميداني بالمحافظات.

من جانبه قال المهندس عبدالله بن سيف بن محمد السعيدي مدير دائرة التنمية الزراعية بصحار: تعتبر شجرة المسكيت من أخطر الأشجار المؤثرة على المراعي والشجيرات المحلية والحيوانات، كما أنها تتداخل مع النباتات والحشائش الموسمية ذات البذور السطحية عن طريق منافستها على الماء والعناصر الغذائية، كما تسبب حبوب اللقاح حساسية لبعض الأشخاص وعند تغذية الحيوانات على قرون المسكيت بشكل كلي من غير خليط مع أعلاف أخرى تؤدي إلى إصابتها بالهزال ونفوقها في أغلب الأحيان.

وأضاف السعيدي: إن دائرة التنمية الزراعية بصحار قامت بالإعداد والتخطيط وتفاعل مع أهداف الحملة حيث تم تشكيل لجنة داخلية في الدائرة من رؤساء الأقسام ومن في مستواهم للتخطيط والأعداد لإزالة أشجار المسكيت في ولاية صحار وارتأت اللجنة بالقيام بالجانب الإعلامي أولا وجمع مزيد من المعلومات عن مخاطر أشجار المسكيت وأماكن انتشارها في الولاية وأشعار المجتمع بأضرار المسكيت على أنفسهم وعلى حيواناتهم وأراضيهم الزراعية وغيرها لذلك قمنا بعقد مجموعة من الندوات والمحاضرات لتوعية المجتمع بمختلف أطيافه ثم انتقلنا إلى الجانب العملي حيث تم التنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة لاقتلاع أشجار المسكيت من الأودية والسدود والأماكن المفتوحة والمخططات العمرانية، كما تمت مخاطبة المزارعين وأصحاب العزب للتخلص من أشجار المسكيت في ممتلكاتهم وتم ذلك التنسيق مع الجهات ذات العلاقة عن البدء في إزالة أشجار المسكيت من سد وادي عاهن وهو أكبر سدود الولاية حيث تتواجد به أعداد كبيرة من أشجار المسكيت المسببة أضرارا للأشجار الرعوية وما زالت الجهود متواصلة مقدرين وشاكرين لبلدية صحار على التعاون اللامحدود للتخلص من أشجار المسكيت في ولاية صحار.

وقال سالم بن جمعة الهنائي مدير دائرة الرقابة الصحية والصرف الصحي ببلديات شمال الباطنة وعضو اللجنة الوطنية لإزالة شجرة الغاف البحري: إن المديرية تشارك بعضويتها في اللجنة الوطنية لإزالة شجرة المسكيت والمعروفة محليا بشجرة الغاف البحري والتي انتشرت سريعا بالسلطنة وتعتبر من الأشجار الضارة والخطرة وسريعة الانتشار التي تقتل الأشجار المثمرة ما إن كانت بجانبها وتستنزف كميات كبيرة من المياه ولا يمكن أن يستفيد منها الإنسان أو الحيوان.

وأكد محمد بن علي الكشري مدير إدارة الشؤون الصحية ببلدية صحار أن البلدية بدأت تنفيذ مشروع إزالة شجرة المسكيت (الغاف البحري) من وسط الإحياء السكنية وبطون الأدوية والطرق والشوارع الداخلية منذ عدة أشهر ويعتبر هذا المشروع من المشاريع الحيوية الهادفة إلى القضاء على هذه الشجرة التي انتشرت انتشارا كبيرا وتسببت في تشويه المنظر العام في الكثير من المواقع كما كان لها آثار سلبية على تعاظم النمو النباتي. وحول جهود بلدية صحار قال الكشري: لقد نفذت البلدية مشروع القضاء على شجرة المسكيت والتي تسمى محليا (شجرة الغاف) منذ شهور عديدة ثم انتقلت الجهود إلى العمل المشترك والجهود الحكومية المشتركة للقضاء على هذه الشجرة بإشراف وزارة الزراعة والثروة الحيوانية وما تسببه هذه الشجرة من آثار أنها سريعة النمو والتكاثر وكثيرة التفرع فما أن تنتشر في مكان ما إلا وتجد أن المواقع القريبة من هذا الموقع تنمو بها هذه الشجرة ولها آثار سلبية كبيرة ونواجه شكاوى من قبل الأهالي والمقيمين من انتشار القوارض والحشرات بسبب هذه الشجرة التي تنمو في أي أرض وبين الأحياء والسكك وبالقرب من الشوارع حتى أنها تحجب الرؤية أحيانا وتدخل في إحرامات الطرق.

وأشار الكشري إلى أنه خلال المرحلة الماضية من المشروع استطاعت إدارة الشؤون الصحية وبتكاتف أقسامها خاصة قسم النظافة من إزالة هذه الشجرة من عدد من مناطق الولاية مثل منطقة مجز الكبرى وقد تدرج العمل أولا بإزالة الشجرة بالمعدات الثقيلة وبعد عدة أشهر بمتابعتها من خلال عمال النظافة وبعد المتابعة الحثيثة تم استئصال هذا النوع نهائيا منها والعمل جارٍ في بعض الإحياء السكنية المنتشرة فيها هذه الشجرة ونعمل على رفع الضرر عن المواطنين وإزالتها وتوعية المواطنين بضرورة العمل على إزالتها من جوار منازلهم حتى لا تكون عبئا جديدا عليهم مستقبلا.