1029939
1029939
عمان اليوم

خطة لإعادة تدوير 60% من النفايات أو استغلالها لإنتاج الطاقة مع نهاية 2020

05 يونيو 2017
05 يونيو 2017

1029940

1029942

أكثر من 300 موقع للطمر التقليدي بالسلطنة -

د. سعيد الطوقي: المرادم الهندسية مصممة لحماية البيئة على مدى 200 عام مقبلة -

حاوره – جمعة بن سعيد الرقيشي -

أعلنت الشركة العمانية القابضة لخدمات البيئة «بيئة» عن تحسين مستوى أعمال التخلص من النفايات، وذلك للتقليل من مخاطرها البيئية في كافة ولايات محافظات السلطنة. وأكد الدكتور سعيد بن محمد الطوقي مدير إعادة تأهيل المرادم بالشركة قائلا: إن إغلاق وإعادة تأهيل مواقع الطمر التقليدية التي يبلغ عددها أكثر من 300 موقع في كافة أنحاء السلطنة يهدف إلى التقليل من المخاطر البيئية والصحية لهذه المواقع المتمثلة في الانبعاثات السامة الناتجة عن الحرائق العشوائية والروائح وانتشار الحشرات والقوارض. ويأتي هذا المشروع الحيوي في إطار خطة الشركة الاستراتيجية الهادفة إلى تقييم الوضع البيئي لهذه المواقع وتقسيمها إلى عدة فئات بناء على مساحة تلك المواقع وقربها من الأحياء السكنية وكميات ونوع النفايات بها ومدى تأثيرها على عناصر البيئة المحيطة وغيرها من العوامل، كما يتم أيضا خلال هذه المرحلة تحديد الطريقة المثلى للتعامل مع كل موقع سواء كان ذلك بالإغلاق المؤقت كما حدث في ولايات محافظة الداخلية وجنوب الشرقية أو بإنشاء أنظمة تجميع الغازات والعصارة السائلة، ومن ثم استغلال تلك المواقع كحدائق عامة أو أية مشاريع أخرى للمنفعة العامة كما هو معمول به في الدول المتقدمة التي لها باع طويل في هذا المجال. وقبل إغلاق تلك المواقع بشكل نهائي يأتي إنشاء البنية الأساسية لقطاع إدارة النفايات والمتمثلة في المرادم الهندسية والمحطات التحويلية في أرجاء السلطنة والبدء في تشغيلها.

وعن عدد المرادم الهندسية التي حلت محل مواقع الطمر التقليدية يتحدث الدكتور سعيد بن محمد الطوقي مدير إعادة تأهيل المرادم بالشركة بالقول: إن المرادم الهندسية التي اكتمل إنشاؤها، التي بدأت فعليًا بعملية استقبال النفايات هي 8 مرادم هندسية في صحار ومحضة وعبري ومنح وبركاء والعامرات والكامل وثمريت، كما لا يزال مردمان هندسيان تحت الإنشاء بولايتي خصب بمحافظة مسندم والدقم بمحافظة الوسطى.

يذكر أن المرادم الهندسية التي أنشأتها الشركة صممت حسب أفضل المواصفات والمعايير العالمية التي تهدف إلى حماية البيئة التي تتضمن نظام منع تسرب عصارة النفايات السائلة إلى المياه الجوفية ونظام آخر للحد من انتشار الروائح والغازات التي تضر بالسكان، حيث يتم تجميع الغازات الناتجة من تحلل النفايات العضوية بالمردم الهندسي عن طريق شبكة من الأنابيب مصممة خصيصا لهذا الغرض، ومن أهم هذه الغازات غاز الميثان القابل للاشتعال والذي يعتبر مصدرا للطاقة ويشكل نسبة 50-60% من مجموع الغازات الناتجة. وبعد إغلاق خلية المردم الهندسي تقوم الشركة بإنشاء وحدات خاصة لمعالجة الغازات حراريًا، كما تدرس الشركة حاليًا كميات الغازات الناتجة من المرادم الهندسية وإمكانية استغلالها اقتصاديا لإنتاج الطاقة الكهربائية.

تجميع عصارة النفايات

أما عصارة النفايات السائلة فهي عبارة عن كميات المياه الملوثة المترسبة من النفايات داخل خلية المردم. حيث يتم داخل خلية المردم الهندسي تجميع هذه العصارة عن طريق شبكة من الأنابيب في باطن المردم، ومن ثم يتم ضخها إلى برك التبخير أو محطات المعالجة. كما أن باطن المردم الهندسي يكون مغطى بالكامل بعدة طبقات عازلة تهدف إلى منع تسرب هذه الملوثات إلى المياه الجوفية لأكثر من 200 عام. وقامت الشركة بالإشراف على إنشاء محطة لمعالجة العصارة بالمردم الهندسي بالعامرات التابع لبلدية مسقط. وتعد هذه المحطة الأولى من نوعها بالمنطقة، حيث تبلغ سعتها التشغيلية 100متر مكعب في اليوم، وتستخدم المياه المعالجة حاليا لري النباتات والأشجار داخل حدود المردم الهندسي.

وعن السعة الاستيعابية للمرادم الهندسية الجديدة التي أنشأتها شركة بيئة يضيف الطوقي القول: تختلف السعة الاستيعابية من النفايات للمردم الهندسي باختلاف عدة عوامل أهمها المساحة السطحية المتوفرة لإنشاء المردم الجديد وعدد السكان بالمحافظة، وكميات النفايات الناتجة منها ففي مردم بركاء الهندسي مثلا تبلغ سعة المردم 1.5 مليون متر مكعب، وقد صمّم ليستقبل كميات النفايات الناتجة من محافظة جنوب الباطنة على مدى 4 - 5 سنوات، وكذلك الحال في باقي المحافظات الأخرى فقبل امتلاء الخلية الأولى بعام واحد تقوم الشركة بالبدء بإنشاء الخلية الثانية وهكذا.

إغلاق 200 موقع طمر تقليدي

وعن مواقع الطمر التقليدية التي قامت شركة «بيئة» بإغلاقها والولايات التي شملتها، يضيف الدكتور سعيد الطوقي بالقول: فور انتقال قطاع إدارة النفايات إلى الشركة بكل محافظة، تقوم الشركة بتحويل مسار النفايات البلدية إلى المردم الهندسي الذي يخدم المحافظة وبالتالي يتم إيقاف عمليات طمر النفايات بجميع مواقع الطمر التقليدية بالمحافظة كما هو الحال بمحافظات الداخلية وجنوب الشرقية وجنوب الباطنة والبريمي وأجزاء من محافظات الظاهرة وظفار، وقد تم وفقاً لذلك وقف أعمال الطمر التقليدية في المحافظات وإغلاق حوالي 200 موقع بهذه المحافظات.

بيئة صحية آمنة

كما تقوم الشركة بتقييم الوضع البيئي بهذه المواقع وتحديد ذات الأولوية منها ليتم بعد ذلك إغلاقها أو إعادة تأهيلها. وحتى الآن تم تنفيذ أعمال الإغلاق المؤقت بمواقع الطمر التقليدية الرئيسية بكل ولاية من ولايات محافظة الداخلية الثماني، كما انتهت الشركة مؤخرًا من إغلاق مواقع الطمر التقليدية بولايات بركاء والكامل والوافي وجعلان بني بو علي ونيابة الأشخرة. وأبدى الأهالي بهذه المناطق ارتياحًا تامًا بعد تنفيذ هذه المشاريع التي خلصتهم من الروائح والأدخنة والحشرات التي عانوا منها لسنوات عدة ووفرت لهم وللأجيال القادمة بيئة صحية وآمنة.

تأثير مباشر على القاطنين

وعن الأسباب التي دفعت شركة بيئة لإغلاق هذه المواقع يضيف الدكتور سعيد الطوقي قائلا: إن عملية إغلاق مواقع الطمر التقليدية تعتمد على عدة عناصر من ضمنها المسافة بين تلك المواقع والمناطق الآهلة بالسكان حيث تكون الأولوية في قائمة الإغلاق للمواقع القريبة جدًا من الأماكن السكنية وذلك لتأثيرها المباشر على القاطنين في تلك المناطق. وهناك عوامل أخرى كمدى انتشار الحرائق والأدخنة الناتجة عنها حيث تحدث هذه الحرائق أحيانا بشكل عشوائي لوجود غاز الميثان وارتفاع درجات الحرارة أو بفعل فاعل من قبل العمالة الوافدة المنتشرة في هذه المواقع نظرًا لعدم معرفتهم بالأضرار والمخاطر التي من حولهم حيث يقومون بجمع المواد القابلة لإعادة التدوير كالمواد المعدنية والبلاستيكية والورقية، فهذه جميعها عوامل تندرج تحت عملية التقييم البيئي لهذه المواقع.

واختتم الدكتور سعيد بن محمد الطوقي مدير إعادة تأهيل المرادم بشركة بيئة القول: تعمل الشركة حاليًا على تنفيذ خطتها الطامحة لإعادة تدوير 60% من النفايات البلدية أو استغلالها لإنتاج الطاقة بدلًا من التخلص منها في المرادم الهندسية وذلك بحلول عام 2020. وتقوم الشركة حاليًا بالتنسيق مع العديد من القطاعات والمصانع لدفعها لاستخدام النفايات كمصدر بديل لإنتاج الطاقة، وهناك تقبل مبدئي من قبل المسؤولين بهذه القطاعات لهذه الفكرة. وستساهم هذه الاستراتيجية في تخفيف العبء على البيئة العمانية من آثار النفايات، كما ستوفر مساحات كبيرة بالمرادم الهندسية لاستقبال النفايات لفترات زمنية أطول.

شركة بيئة تجدر الإشارة إلى أن السلطنة أدركت أهمية المضي قدمًا في تنمية إدارة قطاع النفايات وتطوير أدائه، الذي نتج عنه إنشاء الشركة العمانية القابضة لخدمات البيئة «بيئة»، وذلك بموجب المرسوم السلطاني رقم (46 /‏‏ 2009 )، بحيث تتولى إعداد وتنفيذ استراتيجية حكومة السلطنة لإدارة وتخصيص قطاع النفايات في السلطنة، والدخول بها إلى مرحلة جديدة من خلال تطبيق أفضل ممارسات إدارة النفايات لمواجهة تحديات المحافظة على البيئة والتخلص من النفايات بالطرق العلمية الصحيحة، وذلك من خلال إيجاد شراكة فاعلة بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني، وتبني خطط توعوية هادفة للحد من إنتاج النفايات.