صحافة

مناظرات تلفزيونية واتهامات متبادلة

05 يونيو 2017
05 يونيو 2017

سطع مؤخرا على الساحة السياسية نجم زعيم حزب العمال البريطاني جيمي كوربين بعد أن كانت أحاديثه وفكره اليساري وهندامه لا تلقى رواجا بين البريطانيين، وبعد أن كان منافسا لا يشكل أي خطورة على رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، في الانتخابات العامة، اصبح منافسا شرسا يخشى منه حاليا او على الأقل لن يتيح الفرصة لتريزا ماي الحصول على أغلبية مريحة في البرلمان كما كانت تتوقع. وقبل عشرة أيام من موعد الانتخابات العامة واجهت تريزا ماي وجيرمي كوربين أسئلة عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والسياسة الخارجية في برنامج تلفزيوني يقدمه الصحفي المعروف بأسئلته القاسية، جيرمي باكسمان، وأذاعته القناة الرابعة وقناة سكاي نيوز. وجرت المناظرات لكل منهما على حدا، بسبب رفض ماي مناظرة مباشرة مع كوربين. وسئل كوربين عن وجهة نظره في القصف بطائرات بلا طيار، وخطط زيادة الضرائب، ومشاركته في الماضي في حفل في أيرلندا الشمالية. وحول البريكست اكد كوربين انه سيعمل على «التوصل الى اتفاق» مع الاتحاد الأوروبي. ودافعت ماي عن إصلاحاتها الخاصة بالرعاية الاجتماعية، وسئلت اكثر من مرة عما إذا كانت قد غيرت رأيها بالنسبة للخروج من الاتحاد الأوروبي، لكنها قالت إنها مستعدة للانسحاب بدون اتفاق، موضحة أن عدم إبرام اتفاق افضل من التوصل الى اتفاق سيء، ووعدت ان تكون حازمة قدر الإمكان خلال المفاوضات. وهاجم الجمهور في الاستوديو جيرمي كوربين بشأن قضية الأمن التي تشكل نقطة ضعفه. أما ماي فتعرضت لانتقادات مرات عدة بسبب اقتطاعات الميزانية التي فرضتها حكومة المحافظين على الخدمات العامة منذ 2010. وحقق كوربين نجاحا في هذه المناظرة من وجهة نظر احد اشد معارضيه وهو نايجل فاراج الزعيم السابق لحزب استقلال المملكة المتحدة، الذي قال عنه انه صادق لكن سيظل يعارضه. وفي تقرير كتبته هيذر ستيوارت لصحيفة «الجارديان» عقب مناظرة الاثنين مع جيرمي باكسمان قالت فيه ان تريزا ماي استخدمت المناظرة التلفزيونية لشن هجوم شخصي على كوربين وأسلوب قيادته، قائلة إن المناظرة التلفزيونية أثبتت عدم صلاحية كوربين لقيادة مفاوضات الخروج من الاتحاد، وانه سيكون»عاريا في غرفة المفاوضات»، في إشارة الى مفاوضات البريكست. وترى الصحيفة أن هذه التصريحات الهجومية هي محاولة من استراتيجيي حزب المحافظين لإعادة تركيز رسالة ماي على الفرق بينها  وبين زعيم العمال، حيث يحاول المحافظون تعزيز وضعهم في استطلاعات الرأي، قبل أسبوع من بدء الاقتراع.