صحافة

انسحاب أمريكي من اتفاقية باريس للمناخ

05 يونيو 2017
05 يونيو 2017

بعد ترقب لم يدم طويلا اعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس حول المناخ، وقال ترامب أمام مؤتمر صحفي عقده في حديقة البيت الأبيض: «اعتبارا من اليوم الخميس، ستكف الولايات المتحدة عن تنفيذ مضمون اتفاق باريس، ولن تلتزم بالقيود المالية والاقتصادية الشديدة التي يفرضها الاتفاق على بلادنا».

وأضاف إن اتفاق باريس لا يصب فى صالح الولايات المتحدة. وانه يرفض أي شيء يمكن أن يقف في طريق إنهاض الاقتصاد الأمريكي، مشيرا الى أن اتفاق باريس، لن يكون له تأثير كبير على المناخ. وكان ترامب شن هجوما على اتفاق باريس للمناخ خلال حملته الانتخابية، وتعهد بالخروج منه إذا فاز بالرئاسة، إذ يرى أن الالتزام الكامل بالاتفاق «سيخفض الناتج المحلى الإجمالي بمقدار 2.5 تريليون دولار خلال العقد المقبل».

وينص اتفاق باريس على التزام جميع الدول بمحاربة تغيير المناخ، وتقليل مستوى الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلى مستويات يمكن للأشجار والتربة والمحيطات امتصاصها بشكل طبيعي. وقد وقع على الاتفاقية 195 دولة من بين الـ 197 بلدا الأعضاء في مجموعة الأمم المتحدة للتغير المناخي، بغياب سوريا ونيكاراغوا.

صحيفة «ديلي تلجراف» المعارضة للاتفاقية كتبت في افتتاحية لها بعنوان «نهج معاهدة باريس للمناخ عفا عليه الزمن وهو ساذج»، قالت إن العالم في طريقه إلى مستقبل أخضر، وتساءلت عن ما هي أفضل الطرق إلى هذا المستقبل؟، ووصفت التفكير الذي يقف وراء الاتفاقية بأنه «قديم» يعتمد على الحلول التي تأتي من الدولة، والأهداف غير الواقعية والعمل السياسي الساذج. وتقول إن ترامب انتخب لتعزيز الإنتاج الصناعي لبلاده، والاتفاقية لا تقود إلى ذلك.

ودعت الصحيفة للتخلي عن أيديولوجيا النقاش المتصل بالطاقة، وترك العالم ليستثمر فيما يراه مجديا وفيما يستطيع، ووصفت الاتفاقية بأنها تقيّد الأعمال بالأهداف بدلا من إطلاقها يد الأسواق لتطوير أدوات التكنولوجيا الخضراء.

صحيفة «الجارديان» تعارض الانسحاب من الاتفاقية بشدة، فقد كتب جيل ابرامسون مقالا للصحيفة تحت عنوان «دونالد ترامب يتخلى عن العالم لصالح عمالقة النفط»، قال فيه إن هذا الانسحاب يعبر عن أنانية عميقة ولا يفيد إلا أقذر الملوثين للمناخ. وأضاف إن ترامب صد جميع التوسلات وتجاهل الدليل العلمي الذي يظهر تآكلا كارثيا للشواطئ ويشقق طبقات الجليد بالقطب الشمالي ويغمر المدن بالفيضانات، وإنه لقرار «جبان» لأن الولايات المتحدة وباستمرار كانت هي المساهم الأكبر في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الذي يسمم الجو ويحرق كوكب الأرض. وأضاف ساخرا بأنه إذا لم تكن الحجج الأخلاقية تحرك شيئا في الرئيس ترامب فإن الألاعيب الجيوسياسية يمكنها تحريكه وهزيمته، لأن انسحابه هذا سيهزم أمريكا بعزلها وتقليص نفوذها. وفي مقال آخر كتب ديفيد سوزوكي يقول إن ترامب انسحب من أفضل صفقة في التاريخ وبذلك منح العالم حجة قوية لرفض مزاعمه السابقة بأنه رجل أعمال حاذق ويفهم الاقتصاد وفن إبرام الصفقات.

وعلى الصعيد السياسي انتقد كوربين انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ ووصفه بانه تصرف «متهور وخطير»، وأضاف «أن الالتزامات التي تم التعهد بها في باريس أمر حيوي لوقف العالم الى نقطة عدم العودة الى تغير المناخ، ولا يمكن أن يكون هناك أي سؤال عن الإخفاق بها».

ومن جانبها أعربت رئيسة الوزراء البريطانية، في مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن أسفها لإعلان الولايات المتحدة خروجها من اتفاقية باريس للمناخ، ونقلت صحيفة «ديلي ميل» عن المتحدث باسمها أن ماي أعربت عن خيبة أملها إزاء قرار الرئيس الأمريكي، مشيرة إلى أن المملكة المتحدة لا تزال ملتزمة باتفاق باريس، مشددة على أن اتفاق باريس يوفر الإطار العالمي الصحيح لحماية الأجيال المقبلة.