1029992
1029992
المنوعات

«موسيقى الصحراء» لعمار خمّاش.. البحث عن نوتات جديدة

05 يونيو 2017
05 يونيو 2017

عمّان، «العمانية»: يقدّم المعماريّ عمار خماش في معرضه «موسيقى الصحراء» تجربة تجمع بين التشكيل والموسيقى، هي نتاجُ أبحاثه لفهم طبيعة البادية وكيفية تشكّلها. إذ يركّز خمّاش على طبقة محددة من الصخور الصوّانية التي تشكلت في الأصل من مادة هلامية كانت تترسب في قاع بحر «تيثس» الذي غمر المنطقة قبل ملايين السنين، قبل أن تبدأ هذه المادة بالتراكم في طبقات قاسية وصلبة.

وتتراصّ في أروقة وفضاءات دائرة الفنون-مؤسسة خالد شومان التي تحتضن المعرض، مئاتُ القطع من حجارة الصوّان فوق بعضها بعضًا، في انتظامٍ يجسد الشكل الذي وُجدت عليه في بيئتها الصحراوية. وبمرور قطع معدنية فوق هذه الحجارة تخرج أصوات موسيقية يتم تسجيلها على أجهزة خاصة لرصد إمكانية أن تقدّم هذه الأصواتُ الطبيعية مقترحاتٍ لسلالم موسيقية جديدة، والخروج بنوتات تتجاوز النوتات الاثنتي عشرة الموجودة حاليًا.

يقول خماش الذي يسعى في معظم تصاميمه المعمارية لدمج المكان بالبيئة: إن محاولته الربط بين هذه الحجارة الصوانية والموسيقى تستند إلى اعتقاده بإمكانية التوصل لسلالم موسيقية جديدة مستمدة من أصوات الطبيعة، لهذا فإن اختبار الأصوات الصادرة من عيّنة الأحجار التي أُخذت من بيئتها من دون تكسير أو تشذيب، هو «أفضل وسيلة لمعرفة إن كانت أصواتها معًا مضبوطة ومدوزنة وفق نظام محدد أو منطق، أم لا». ويؤكد خماش أن معرضه يهدف إلى «تدمير الصورة الكبرى والقارّة عند الناس، واقتراح سلالم موسيقية جديدة، وبث الحماسة لدى الجمهور للتفكير بأنه من المحتمل أن تتضمن الصحراء رسائل خفيّة تود إيصالها لنا».

ويتوزع المعرض على ثلاث قاعات رئيسية، في الكبرى منها رُصفت الحجارة على الأرضية مع تمرير الكرات المعدنية على أسطح الحجارة لتخرج أصواتًا منتظمةً، وفي القاعة الأخرى، وُضعت الحجارة في صفَّين على طاولات مرتفعة عن الأرض مع ترك مقابض خشبية للجمهور يمكنهم استخدامها للضرب يدويًا على الحجارة، وإخراج أصوات مختلفة، وكل صوت يتم تسجيل بياناته على جهاز خاص بتحليل النوتات الموسيقية الصادرة. أما في القاعة الثالثة فقد تم تركيب أجهزة بيانو من خلال استخدام معدن الحديد، ويمكن للجمهور العزف عليها عبر الضرب بقوة على مفاتيح البيانو القاسية والصلبة.