1029959
1029959
المنوعات

متحف غالية للفنون الحديثة بمطرح حاضن للتراث والفن العماني الأصيل

05 يونيو 2017
05 يونيو 2017

«العمانية»: يعد متحف غالية للفنون الحديثة الذي يقع بجوار قلعة مطرح التاريخية حاضنا للتراث والفن العماني الأصيل ومكتشفًا لحضارات الشعوب، وما تتميز به من تراث تاريخي وثقافات متوارثة جيلًا بعد جيل، وما قامت به من ابتكارات وصنعته من أدوات فنية، فكل زائر للمتحف سواء من داخل السلطنة أو خارجها يشاهد المعالم الحضارية والتراثية للعديد من دول العالم يحس بأنه زار تلك الدول، فالمشاهد تغني عن تكلف مشاق وتعب السفر والوصول لتلك الدول.

وتسرد مقتنيات ومعروضات المتحف حكاية الإنسان العماني المرتبط ببيئته ومجتمعه وعشقه للتراث وللفن والجمال، وقد ترجمت هذه المفردات إلى نقوش وزخارف بديعة في منزله وأدواته، وملابسه ذات الألوان الجميلة، وأعطت تلك المفردات للفضة رونقها وأشكالها المبهرة.

وقال مرتضى بن عبدالخالق اللواتي مدير متحف غالية للفنون الحديثة في تصريح لوكالة الأنباء العمانية: إن متحف غالية للفنون الحديثة لم يكن مخططا له الظهور للعلن، إنما الفكرة الأساسية كانت شخصية، إذ اهتمت المؤسِسة للمتحف صاحبة السمو السيدة الدكتورة غالية بنت فهر آل سعيد بمجموعة البيوت القديمة بما تحتويه من معمار قديم وتراث عريق.

وأضاف اللواتي: إن من مجمل آراء زوار المتحف الخاص أنه يرقى لأن يكون متحفا عاما وملتقى للمثقفين؛ لما يمثله من أهمية للباحث، والمتأمل لتاريخ عمان الذي يصب في الإنسان العماني وكيفية تعايشه مع مستجدات القرن التاسع عشر وصولًا إلى القرن العشرين والحادي والعشرين.

وأوضح أن العمل في المتحف بدأ عام 2005م بترميم السقوف ورصف المنطقة المحيطة بالمتحف والعمل على ربط البيوت بعضها البعض، وبعدها تمت تهيئة الغرف لتتناسب مع المنظر العام الذي كان سائدًا في البيوت العمانية أثناء الحقبة التاريخية التي تجسدها مقتنيات المتحف، وتم الترميم دون المساس بجماليات البيوت.

وأكد مرتضى بن عبدالخالق اللواتي أن الموضوع العام للمتحف يتناول حقبة زمنية معينة لا يتعداها، وهي الفترة ما بين 1950 م إلى ما بعد عصر النهضة العمانية 1975م مشيرًا إلى أن متحف غالية يشكل إضافة جديدة إلى المشهد العماني إذ يتميز عن المتاحف الأخرى بأنه لا يتحدث عما خلفه الإنسان العماني عبر العصور من تراث وأدوات إنما يتناول الإنسان العماني ذاته وكيفية تأقلمه وتعايشه مع العالم الحديث ومستجداته من لباس وابتكار وصناعات، ومن المعروف أن الإنسان العماني مبتكر ومنتج وله باع طويل في ابتكار الآلات والأدوات لذلك فإن متحف غالية للفنون الحديثة يصب جل اهتمامه في الإنسان العماني ليشاهد العالم ابتكاراته وتقبله ابتكارات الآخر ليجعل منها أداة خلاقة.

وأوضح اللواتي: إن أهداف متحف غالية للفنون الحديثة تصب في المجال الثقافي والفني أولًا بتهيئة أرضية لكل متتبع للثقافة العمانية إذ إن المتحف ذاته فرصة للدراسات العلمية بما يحتويه من مقتنيات لازمت الإنسان العماني، وكانت الانعكاس الحقيقي لثقافته وتاريخه وشمولية اندماجه مع العالم.

وقال: إن المتحف يشتمل على عدد من البيوت العمانية ذات الطابع التقليدي الأصيل التي لم تغير الحداثة شيئا في مضمونها، والغرف بالبيوت تعد أقساما بذاتها وكلها تصب في نفس الهدف الأساسي وهو (الإنسان العماني وتعايشه)، عليه فإن المرتكز الأساسي للغرف يتمثل بتعريف الزائر على نمط البيوت العمانية في الفترة من 1950 إلى 1975.

وقد كانت البيوت العمانية بمدينة مطرح ومطيرح ومسقط تتميز بطابع فريد يتميز عن غيرها من البيوت العربية الموجودة بمنطقة الخليج العربي وهذا ما تشير إليه أقسام متحف غالية للفنون الحديثة.

وأضاف: إن من بين مقتنيات المتحف عددًا كبيرًا من الأدوات المنزلية التي صنعت في السلطنة إلى جانب ما تم جلبه من الخارج وهي: الأثاث المنزلي من أبواب وطاولات وكراس يعود تاريخ بعضها إلى 100 سنة، والأدوات المطبخية النحاسية من (النحاس الأصفر والنحاس الأحمر)، ومجموعة من مقتنيات نادرة من بسط وأسرة وراديوهات وتليفونات ومصابيح الإنارة النادرة وعدد من الكتب القيمة والقديمة ومجموعة من الصور الفوتوغرافية النادرة، ومجموعه فريدة ونادرة من الحلي والفضيات وأدوات الزينة وما شابهها، ومجموعة من الأسلحة التقليدية، إضافة إلى مجموعة من الأزياء والملابس العمانية وغير العمانية. وأشار مرتضى اللواتي إلى أن المتحف لا توجد فيه الكثير من التقنيات الحديثة إذ إن المتحف ذاته مجموعة متكاملة لا يمكن رصدها إذا تم إدخال هذه التقنيات الحديثة جدا. فالمتحف هو مجموعة متكاملة لا تنفرد عن بعضها البعض، إلا أن إدارة المتحف قد هيأت عددا من المرشدين السياحيين ليكونوا عونا للزوار .. كما تم إصدار مطبوعات تتناول موضوع المتحف وأهدافه بعدة لغات.