1029982
1029982
المنوعات

سعود الدرمكي لـ«عمان»: الدراما العمانية تواجه عقبات.. ونبحث عن نصوص جاذبة

05 يونيو 2017
05 يونيو 2017

حاورته- شـذى البلوشـية -

عُرف على مدى سنوات طويلة باسمه الذي التصق به «سلوم الحافي»، وها هو هذا العام يعود بعمل إذاعي جديد يحمل اسمه «سلوم»، لتبدو صورة «سعود الدرمكي» في هيئة الرجل العجوز الذي يتكلم اللهجة المحلية بحذافيرها، يرافقه شريكه الدائم في التبادل الحواري «صالح زعل»، لتكون قصص الكوميديا والمقالب اليومية هي ما يجذب المشاهد والمستمع، ويسافر هذا العام إلى تايلند في عمل سينمائي خليجي مشترك، وتتصل الأعمال الدرامية تمثيلا وإخراجا بالأعمال السينمائية لتشكل مسيرة أحد أبرز نجوم الدراما العمانية، «سعود الدرمكي» في حوار مع «عمان» للحديث عن الدراما المحلية.

بدأ الحوار مع «سلوم» بالحديث عن العمل الإذاعي (الكلام المعلوم مع خلف وسلوم)، فقال: «هذا العمل الإذاعي الذي شاركت فيه بالتمثيل والإخراج يعتبر من الأعمال التي بدأنا بالتفكير بها منذ فترة طويلة، وكيفية الجمع بين الشخصيتين «خلف وسلوم» اللتين أصبحتا مؤخرا لهما شعبية كبيرة في السلطنة وفي دول الخليج أيضا، ونحن قدمنا في وقت سابق «سعيد وسعيدة»، وتحولت بعدها إلى شخصيات تلفزيونية، وهذه السنة نقدم للجمهور «الكلام المعلوم مع خلف وسلوم»، ونطالب المسؤولين في التلفزيون أن يتم تحويل هذا المسلسل إلى عمل تلفزيوني، وتبني هذه الفكرة، فهذا يعد من المسلسلات الناجحة التي تجذب شريحة كبيرة من المشاهدين».

وحول حكاية العمل الدرامي قال: «المسلسل الكوميدي هو مسلسل يحكي قصة شخصيتين كبار في السن هما «خلف وسلوم» يعانيان من فقدان الذاكرة أحيانا ومن نقص السمع والنظر في أحيان أخرى، وهاتان الشخصيتان لهما طابع جميل في نفوس الجمهور، وكل من خلف وسلوم له أسرته ومشاكله وحياته الأسرية، ولكن حين يجتمعان تظهر الكوميديا والذكريات الجميلة التي تربط بينهما».

سلوم الحافي

يبدو أن سعود الدرمكي مرتبط بشخصية «سلوم» ويعرفه جمهور به غالبا، حول ذلك يضحك الدرمكي ويقول: «أنا اعترف أني اشتهرت من خلال شخصية «سلوم الحافي» وهذا مما لا يمكن نكرانه، وهي شخصية جميلة جدا، وبالفعل قمت بلعب الدور، رغم أنه كان المفروض أن ألعب أنا دور شخصية الابن «سعيد»، ويكون الفنان صالح زعل هو «سلوم»، ولكن برغم تبادلنا الشخصيات إلا أن العمل نجح بشكل كبير، ورأى المسؤولون أنه يمكن تحويل العمل إلى تلفزيوني، ومثل هذه الأعمال التي كنا نقوم بها في الأيام الماضية تنجح وعلى نطاق واسع، والكثير من الجمهور والمشاهدين كانوا في انتظار أوقات عرض هذه المسلسلات، ورغم أن الأوضاع حاليا تغيرت إلا أن التراجع في الدراما العمانية بات واضحا، رغم أن الأيام الماضية لم يكن للدراما إلا قسم في الإذاعة وقسم آخر في التلفزيون، ورغم هذا إلا أننا كنا ننتج أعمالا درامية لها بصمتها وحضورها».

ازدهار درامي

وحول تاريخ الدراما العمانية في عصر الازدهار قال الدرمكي: «قدمنا في وقت سابق العديد من الأعمال الدرامية الكوميدية التي كانت الدول المجاورة ترى المستوى الفني للأعمال العمانية من خلال تلك الدراما التي قدمناها، لاسيما حين شكلنا رباعي كوميدي أنا (سعود الدرمكي)، وصالح زعل، وفخرية خميس، وأمينة عبدالرسول، بالإضافة إلى بعض الأعمال الدرامية التي شارك في مهرجانات ومسابقات على مستوى عربي، وحصلت على العديد من المراكز والنجاحات، ودخلت المنافسة مع أعمال قوية، فهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أننا نملك الإمكانيات التي يمكن أن تكفل لنا النجاح في المستوى الدرامي المحلي.

تراجع ملحوظ.

وكشف الدرمكي في حديثه عن أهم المشاكل التي تواجهها الدراما العمانية فقال: «الدراما العمانية تواجه مشكلة نقص مخرجين وشح نصوص، لهذا نحن طالبنا أن يتم استخدام نصوص خارجية من كتاب خليجيين وعرب، وأن يتم بعدها تعمين النص وتوظيفه في الدراما العمانية، وتجنب ما يحدث من هفوات في مسيرة الدراما، وما يظهر حاليا من أعمال تكون كارثة تقدم للمشاهد كالمسلسل المحلي الذي عرض في رمضان 2015 «دهاليز»، والذي يعد سقطة كبيرة في تاريخ الدراما، ونحن نأسف على عملنا في هذا المسلسل الذي أجبرنا على العمل فيه، ولولا أننا أجبرنا على العمل لما فضلنا المشاركة فيه، فالبقاء دون عمل رمضاني أفضل بكثير من المشاركة في عمل ضعيف، ويثير سخط وضجة الجمهور، فالأعمال التي قدمت في السنوات الأخيرة جميعها وضعت في المكتبة، دون طلبها من الجمهور أو من القنوات الأخرى».

أزمة نص

ويبدو أن الأزمة التي تعاني منها الدراما العمانية هي النصوص كما أوضحها الدرمكي في حديثه حيث أكد على ضرورة أن يضع المسؤولون في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون استراتيجية لاختيار النصوص وقراءتها قبل العمل في المسلسل.

وأضاف إلى ذلك: «رغم الأخطاء التي وقعت أيضا من قبل المخرج في العمل الدرامي «ملح وسكر»، فلا بد للمخرج أن تكون له نظرته وآلياته في العمل الإخراجي للمسلسل، فمن الواجب أن يقرأ النص جيدا قبل البدء في عملية التصوير، فالعمل في مضمونه لم يشمل الهدف ولا المعنى، وإنما على الكوميديا غير الهادفة، لهذا قابل الجمهور رفض الهيئة لعرض العمل بالاستياء، دون رؤية العمل أو معرفة ما يحويه من مواضيع في حلقاته، فالنص هو أهم ما يمكن أن يضمن نجاح أي عمل درامي، أما البقاء على حوار سطحي لا يحوي إلا على جمل معتادة، فلن يرفع من حجم الدراما العمانية، لهذا نحن نوجه أصابع الاتهام لكتاب الدراما، فالأزمة التي تواجهنا هي أزمة نصوص، ويظلم على إثرها المخرجون والفنانون في العمل، فلابد من قراءة أي نص يتم اختياره، قراءة دقيقة ومفصلة، والنظر في أبعاده الفنية والدرامية والحوارية، لضمان الحصول على عمل ناجح ويرضي المشاهد الذي بات واعيا ومدركا للعمل الفني وجودته».

خطط مستقبلية

ووضع الفنان العماني سعود الدرمكي الأمل في المستقبل من خلال خطط يجب أن تسير عليها الدراما العمانية فقال: «هناك خطة لإعادة الدراما العمانية إلى عهدها الزاهر، من خلال الحصول على نصوص من مؤلفين كبار من مختلف الدول العربية ويتم تعمينها والعمل عليها، ومعالجتها دراميا لتكون حاضرة وجاهزة للعمل بها كعمل محلي مناسب ليكون واجهة الدراما في شاشة تلفزيون السلطنة، والإسهام في رفع مستوى العمل السنوي والمنافسة به».

المسرح والدراما

وحول إمكانية أن يسهم كتّاب المسرح في خدمة الدراما قال الدرمكي: «يمكن لكتّاب المسرح أيضا أن يخدموا الدراما المحلية بالطبع، من المفترض أن يشاركوا ويتقدموا بنصوص مسرحية، لا سيما نحن نرى خلال هذه الفترة أن النجاحات في مجال المسرح العماني أصبحت على نطاق واسع، ومشاركات عربية بارزة، لهذا نأمل من مؤلفي المسرحيات أن يخدموا الدراما أيضا من خلال كتابة نصوص درامية».

مشاركات خارجية

وتحدث الدرمكي حول مشاركته الخارجية حيث قال: «بدأت مؤخرا في العمل الخارجي، حيث شاركت مع الأخوة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بعدد من الأعمال المختلفة، حيث شاركت في مسلسل «كلام في القلب» خلال رمضان الماضي، وشارك أيضا كتجربة في الأعمال السينمائية بعد مشاركتي الأولى في عمل سينمائي مع الدكتور خالد الزدجالي في فيلم «البوم»، وأما العمل الجديد فهو فيلم «ضحي في تايلند» والذي سيعرض في أيام عيد الأضحى المقبل، ويحكي الفيلم قصة تكاتف العرب في الأزمات، وذلك من خلال تواجد مجموعة من العرب في بلاد الغربة وتحدث عملية اختطاف لبعض الأخوة من دول الخليج، وتكاتف العرب والخليجيين لتخليص المختطفين. العمل يحتوي على الأكشن والحركة، وهو الجزء الثاني من فيلم «ضحي في أبو ظبي».

مؤكدا في حديثه أن التجربة السينمائية لها جمالها في مسيرة الممثل، لا سيما وجود مشاركات من مختلف الدول، وأجاب الدرمكي عند السؤال عن سبب تأخره في المشاركة الخارجية: «رغم تأخري في المشاركة الخارجية إلا أنني كنت أتلقى العديد من العروض للمشاركة، والسبب أننا كنا في وقت سابق في مراحل متقدمة للعمل الدرامي وكنت أرفض المشاركة بسبب ارتباطي بأعمال محلية، ورغم أنني أفخر بأخواني الفنانين الذين شاركوا في الدراما الخليجية كالفنانة فخرية خميس، والفنان إبراهيم الزدجالي، والفنانة شمعة محمد، وغيرهم، وما قدموه من أعمال لها بصمتها وحضورها لدى المشاهد الخليجي، ولكن من وجهة نظري أنا لا أقبل أن أكون نجم في بلدي، وأتوجه إلى بلد أخرى فأكون مجرد ممثل دور ثان، أو أتواجد في حلقة واحدة من المسلسل، فأنا لا أرضى إلا أن يكون تاريخي منذ البداية للنهاية بنجومية البطل حتى ولو كانت شهرتي على مستوى بلدي فقط».