صحافة

الوفاق: أوروبا بين الطلاق البريطاني والزواج الفرنسي

04 يونيو 2017
04 يونيو 2017

تحت هذا العنوان أوردت صحيفة «الوفاق» مقالاً نقتطف منه ما يلي: في الأشهر الأخيرة، انحسرت موجة النقد في الاتحاد الأوروبي ولم يعد عاصفا ولا مهيمنا، وساهمت «كراهية أوروبا» في تهميش الأحزاب الديمقراطية، وبروز أحزاب شعبوية ما أدى إلى إصابة عجلة الاتحاد الأوروبي بالشلل.

وقالت الصحيفة: وعلى وقع مواقف الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» المحذرة والتخلي الأمريكي عن أوروبا واضطرابات الشرق الأوسط، بدأت القيادات الأوروبية تشعر أن قيم أوروبا ومصالحها وأمنها وفكرة الإنسان وحقوقه، لن تنجو وتزدهر ما لم تدافع عنها قوة دفاعية مشتركة. وأضافت الصحيفة: ومع رفع رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي رسميا طلب الخروج من الاتحاد «بريكست» إلى الاتحاد الأوروبي في أواخر مارس الفائت، تستعد كل من المفوضية الأوروبية والحكومة البريطانية لبدء مفاوضات الانفصال عن الاتحاد الأوروبي الذي لا يتماشى جزئيا مع رغبات الحكومة البريطانية، وعلى رأسها رفض بروكسل إجراء لندن مفاوضات تجارية مع دول أخرى بصورة موازية لتفاوضها معها، الأمر الذي تمارسه لندن عمليا اليوم مع عدد من الدول منها أستراليا، مخالفة بذلك القانون الأوروبي.

ولم تستبعد الصحيفة فكرة معاقبة بريطانيا لمغادرتها الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن هذا الخروج قد يكون سيئًا على الاقتصاد البريطاني ويمكن أن يؤدي إلى ركود عام في أوروبا، إذا لم يستطع القيّمون على الأمور الاقتصادية والسياسية في الطرفين التوصل إلى اتفاق. وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن الأوروبيين باتوا يراهنون اليوم على فرنسا لتعويض «الخروج البريطاني»، من أجل تعزيز مسار الإندماج الأوروبي، ولهذا سارع «إيمانويل ماكرون» قبل فوزه بالرئاسة الفرنسية إلى التأكيد على الحاجة إلى التفاوض بحزم مع بريطانيا والالتزام من جهة أخرى بتعزيز مشروع الدفاع الأوروبي .

ورأت الصحيفة أن الانتخابات الفرنسية شكلت «استحقاقًا أوروبيًا» حاسما: فإما أن تضع حدًا للاتحاد الأوروبي بصيغته الراهنة فيصبح «البريكست» نموذجًا متكررًا، أو تنهض فرنسا من تحت الرماد وتتحول إلى أكثر التجارب إثارة في القارة الأوروبية والمنارة الطبيعية الجديدة لقيم أوروبا ومنطقة الأطلسي، معتبرة فوز ماكرون ضربة موجعة للتيارات الداعية إلى الطلاق مع الاتحاد الأوروبي، ولمسار صعود اليمين المتطرف في عموم القارة الأوروبية.