أفكار وآراء

المـــرأة العمــــانية.. وموقع متميز في المجتمع

03 يونيو 2017
03 يونيو 2017

عبد الله بن محمد المسن -

المرأة الآن وبعد أن حصلت على كل ما تحلم به من حقوق لذلك فهي وحدها القادرة على تحديد موقعها في المجتمع فهي مطالبة ببذل قصارى جهدها لمزيد من العطاء لخدمة الوطن والمجتمع وأن تكون أكثر حرصا وتواصلا نحو العمل التطوعي والمشاركــة الفاعلـــة لتحقيق الأهداف المنشـــودة تأكيدا للثقة السامــية الغالية التي تحظى بها من لدن المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه .

ومما لا شك فيه أن للمرأة العمانية دورا حيويا مؤثرا ، اجتماعيا وتنمويا سواء على مستوى الأسرة أو المجتمع، ومن ثم فإن الاعتناء بشؤونها سوف ينعكس إيجابا بالضرورة على مجال النهوض بالمجتمع وتنشئة الأجيال، وبحمد الله فقد تمكنت المرأة العمانية منذ فجر النهضة المباركة من القيام بجهود ملموسة وبناءة في كافة برامج التنمية الشاملة ومن هذا المنطلق كانت القيادة الحكيمة مدركة لدور قطاع المرأة في كافة نواحي الحياة ولأهمية وضرورة الأخذ بيدها لتحقيق مزيد من الأهداف البناءة والنهوض بمستوى الأسرة والمجتمع والصحة والتعليم وغيرها .

لذلك قامت الحكومة ومنذ بدء النهضة المباركة بتعزيز دور المرأة العمانية لتتمكن من القيام بواجباتها بشكل دائم ومتواصل في حركة التطور الاجتماعي باعتبارها تمثل نصف المجتمع وعاملا فعالا، يقع عليها عبء توعية النشء وزرع القيم العمانية النبيلة في وعيه وتنشئته على النحو المفيد للفرد والمجتمع ، سواء كأم وربة بيت أو مربية للأجيال . ومن الطبيعي انه كلما ارتفع مستوى وعي المرأة بأهمية مشاركتها في الشؤون العامة ، فإنها تكون اكثر قدرة على التأثير الإيجابي في غرس السلوكيات السليمة في أطفالها وبقية أفراد الأسرة ، وحثهم على المشاركة الواعية للنهوض بواجبات الوطن والمجتمع ، في مختلف المجالات وتحت كل الظروف. وبالرغم من كل التحديات والظروف الاجتماعية والاقتصادية كانت المرأة العمانية عند حسن ظن القيادة الحكمية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - حيث تمكنت من تحقيق نجاحات ومبادرات هي موضع تقدير وإعجاب ليس على مستوى وطننا ومنطقتنا الخليجية والعربية فحسب، بل على مستوى العالم من حولنا ، حيث برزت العديد من مساهماتها المختلفة في النواحي الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي بالفعل أبهرت الكثيرين.

وما كان ذلك ليتحقق لولا ما حظيت به منذ بداية عهد النهضة المباركة خاصة بعد أن أتيحت لها كل الفرص مما شجعها على المشاركة بفاعلية فأصبحت وزيرة ووكيلة وسفيرة وشاركت أيضا بفاعلية في مجلس عمان - مجلس الدولة ومجلس الشورى - الى جانب دورها البارز في سوق العمل وبناء المجتمع، فكانت ممارساتها بحمد الله بكفاءة عالية ومتميزة، خاصة و انها نالت كافة حقوقها وتمكنت في إثبات وجودها على أرض الواقع، مترجمة بذلك الثقة الغالية التي منحت لها من لدن جلالته - حفظه الله ورعاه - وحكومته التي هيأت وكرست كافة الوسائل والإمكانيات للأخذ بيد المرأة العمانية ، انطلاقا من إيمان جلالته العميق بأن الإنسان - رجل وامرأة - هو الهدف وهو القادر على بناء المستقبل لمواكبة العصر باعتباره شريكا ومسؤولا مع الدولة لإعادة صياغة الحاضر والمستقبل، والعمل على إحياء تراث و أمجاد الآباء و الأجداد العظام. وتواصلا للاهتمام السامي بقطاع المرأة العمانية وجه جلالته - حفظه الله ورعاه - الى إقامة ندوة للمرأة العمانية في رحاب المخيم السلطاني بسيح المكارم بولاية صحار خلال الفترة من 17 إلى 19 أكتوبر2009م التي تمخضت عن الكثير من النتائج والمقررات التي أخذت طريقها على مستوى التنفيذ العملي خلال السنوات الأخيرة خاصة وان المرأة العمانية لديها قناعة وثقة بالنفس وانها تعي دورها و أهميته الاجتماعية والاقتصادية والتربوية نحو غاية وطموح بلدها ومجتمعها في التقدم والتنمية وضرورة مشاركتها وتحملها المسؤولية .

فالمرأة العمانية واعية للمعاني الكبيرة التي تسعى إليها القيادة الحكيمة وقادرة على إبراز كفاءتها وتفوقها في مختلف جوانب الحياة . كما ان يوم 17 اكتوبر من كل عام - اصبح يوما للمرأة العمانية، لتعبر فيه عن مساهماتها وإبداعاتها ومشاركتها في كافة النواحي التنموية والانسانية . ولا يخفى علينا نحن العمانيين أن المرأة في عمان عبر تاريخها الطويل كان لها دور كبير في بناء الأسرة والمجتمع ومشاركة فاعلة في كل مراحل التنمية قبل وبعد النهضة المباركة وقد استطاعت في أكثر من مناسبة أن تعبر عن شخصيتها مؤكدة على موقعها كمتعاونة مع نصفها الآخر ، الرجل، بكل إمكانياتها وما أهمها واكثرها، هذا الى جانب تمسكها بقيمها وعاداتها المستمدة من جذورها العمانية العربية والاسلامية وان المتتبع لدور المرأة العمانية في بلادنا يشعر بالفخر والاعتزاز لدورها في دعم عوامل النهوض بالدولة العصرية الحديثة . لذلك تلاحظ أن تطورها منبعث من ذات الهوية فتراثنا بحمد الله ثري والمحافظة عليه واجب وطني لذلك حصلت المرأة العمانية ، ومنذ وقت مبكر ، على كافة حقوقها ولا فرق بينها وبين الرجل فكل منهما مكمل للآخر. وبحمد الله قد كفل لها القانون حقوقها بالتساوي مع الرجل، مع مراعاة الظروف الخاصة بها ايضا ، ومسؤوليتها الاساسية في تربية النشء فهنيئا للمرأة العمانية بما حظيت به من مكرمات وهي كثيرة .

فالمرأة الآن وبعد أن حصلت على كل ما تحلم به من حقوق لذلك فهي وحدها القادرة على تحديد موقعها في المجتمع فهي مطالبة ببذل قصارى جهدها لمزيد من العطاء لخدمة الوطن ولمجتمعها وان تكون اكثر حرصا وتواصلا نحو العمل التطوعي والمشاركة الفاعلة لتحقيق الاهداف المنشودة تأكيد للثقة السامية.

ولذلك نكرر القول بأن الحقوق توازي الواجبات فقد فتحت أمامها كل الفرص ولم يبق على المرأة العمانية إلا أن تثبت للجميع قدرتها وكفاءتها العملية لتبرهن للكل انها قادرة على البناء والنهوض بالمجتمع.