1027675
1027675
روضة الصائم

موسوعات عمانية: الأولى تتميز ببعض الهوامش التوضيحية والثانية تحوي تقييدات فريدة كتبها سليمان البلوشي السري

03 يونيو 2017
03 يونيو 2017

جامع التبيان القطعة الثانية منه نسختان -

عدد نسخ هذه القطعة 7 أو على الصحيح 9 نسخ، ذلك أنَّ هنالِكَ تَدَاخُلاً بين النسخ، وحقيقة الأمر أن المخطوط في قطعتين فقط، وهذا ما ذكر المؤلف في تقديم إحدى النسخ كما أشرنا سابقا حيث يقول: «...»، إلا أنني وجدت قطعتين مكتوب عليهما القطعة الثالثة من كتاب التبيان وهذا أحسبه بخطِّ السيد محمد بن أحمد البوسعيدي، وفي فهرس النسخة رقم: (757)، وجدت مكتوبا بنفس حبر المخطوط القطعة الثالثة، إلا أن الواقع في هاتين القطعتين – والذي يعتقد أنهما قطعة ثالثة - عبارة عن تكملة للقطعة الثانية، أو في الحقيقة جزء من القطعة الثانية، لذا يمكننا معرفة القطعة الثانية من خلال المواضيع التي تناولت فيها، لذا فإن المواضيع التي جاءت في القطعة الثانية؛ تبتدئ بباب: أحكام المساجد، وتنتهي مواضيعها بباب: في أنواع من الأثر من الأحكام والأديان وغير ذلك من أنواع الشرع، بمعنى أن النسخ التي كتب عليها القطعة الثالثة مواضيعها نفس مواضيع القطعة الثانية أو جزء منها، لذا سأعرض هذه القطعة مع نسخها على النحو الآتي:

النسخة الأولى برقم: 212: تقع هذه النسخة في 571 صفحة من القياس الكبير 29 سم طولا و21 سم عرضا، عدد الأسطر في كل صفحة 21 سطرا، ولون الحبر أسود وأحمر، نسخت بخط نسخ مشرقي قريب إلى الثلث، جميل وواضح على ورق أبيض مائل للصفرة بحالة جيدة على العموم، مع ملاحظات بعض آثار السوائل والآثار على حواف الصفحات، نسخ هذه القطعة الشيخ محبوب بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن راشد المعولي، وذلك بتاريخ: نهار الأحد 13 رمضان 1102هجري، وقد نسخ هذه القطعة للشيخ عمر بن عبد الله بن عامر، وقد قوبلت هذه النسخة على نسختها وكان تمام ذلك ليلة السبت 20 شعبان في مسجد العالي، وهذه فعلا ميزة مهمّة لهذه القطعة، تناولت هذه القطعة مجموعة مهمة من الأبواب الفقهية منها: ما يتعلق بالأيتام والقيام بهم، وما يتعلق بقيام حجة القاضي والوالي على الناس، وباب في الدعاوى والبينات، وباب في أحكام الوصايا، وباب في الأنهار والآبار والسواقي، وباب آخر في أحكام فسل النخل والشّجر، وباب في أحكام الطرق، وباب في أحكام الموات، وباب آخر في صرف المضار عن المساجد، والباب الأخير منه في القصاص والجراحات، ومن المشايخ المذكورين في هذه القطعة من الموسوعة : الشيخ محمد بن راشد بن سالم ، والشيخ صالح بن سعيد الزاملي ، الشيخ خميس بن سعيد بن علي الرستاقي ، الشيخ مداد بن عبد الله، والشيخ سالم بن مبارك بن صلت الأدمي، والشيخ محمد بن عمر بن أحمد بن مداد، والشيخ أحمد بن مدّاد النزوي، كما ذكر عناوين بعض الكتب: كالمصنف، ومنهاج العدل، كتاب الإيجاز، ما يميز هذه القطعة وجود بعض الهوامش التوضيحية، إضافة إلى ميزة جودة الخط وروعة ترتيب الأبواب حيث نجد الناسخ يجعل الباب على رأس كل صفحة الأمر الذي ييسر على القارئ معرفة الأبواب.

النسخة الثانية برقم : 432: تقع هذه النسخة من هذه القطعة في 520 صفحة باعتبار عدد الصفحات كلّها، أما إذا اعتبرنا عدد صفحات المادة المتعلقة بالقطعة الثانية فإن عددها على الصحيح فيما يبدو 506 صفحات، ذلك أن بعد هذه الصفحات أوراق مصوّرة تحوي مسائل سيأتي بيان ما تحويه، مسطرة هذه القطعة 28 سم طولا، و20.5 سم عرضا، تحمل كل صفحة ما يقارب 27 سطرا في الصفحات الكاملة وبعض الصفحات وهي نهايات الأبواب لا تبلغ هذا العدد، نسخ هذه القطعة الشيخ سعيد! ومن هو هذا ؟ سؤال لم أجد له جوابا ذلك أن اسم الناسخ مطموس في النسخة لم اهتد إلى قراءة ما كتب كاملا، وهذا ملاحظ في بعض الأسماء حيث نجد آثار محاولة محو أو طمس بعض الأسماء لغاية لا أعلمها، وقد نسخت هذه النسخة للشيخ الفقيه: راشد بن سيف بن نعمان الفيلاني، وهذا الاسم مطموس في حرد المتن - إلا اسم القبيلة الفيلاني - بيدَ أني وجدته مكتوبا في الصفحة رقم: 362. نُسِخَتْ هَذِهِ القِطْعَةُ بتاريخ: ست ليال بقين من شهر حرم من شهور سنة 1106هجري.

ما يميِّزُ هذه القطعة عدّة أمور؛ أهمُّهَا التَّقْيِيدَاتُ الفَرِيدَةُ التي تَحْوِي تَواريخ ومعلومات قيّمة، سأوردها كما هي، وذلك ليتسنى للباحثين الكرام تدقيق المعلومات، وربط الأحداث وهذا مهم في مجال البحث التاريخي.

في الصفحة الأولى من المخطوط ورد ما نصُّه: «هذه القطعة الثانية من كتاب التبيان في الأحكام، من تأليف جوابات مشايخنا أهل عُمان، تأليف شيخنا وسيّدنا درويش بن جمعة بن عمر الأدمي، وهو يومئذ واليا للإمام المؤيّد العدل: سلطان بن سيف بن مالك بن بلعرب اليعربي - نصره الله - على قرية أدم متّعنا الله بحياته، وصلى الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم» (ص: 1) نجد قبله تمليكا باسم: كتبه خميس بن سليم بيده. وبعد هذا التقييد قصيدة وعظية.

أما في الصفحة الأخيرة على الصحيح أو صفحة حرد المتن نقرأ تقييدات كثيرة منها: «آل إليَّ هذا الكتاب الشريف بالشرا الصحيح (طمس) ومن علم له ربا فلا لي فيه حجة بعد تسليم هذه الدَّراهم المذكورة وهو مرجوع على ربه وكتبه العبد الأقل لله.. سنة 1188هـ»

«ولا يعمل بما في هذا الكتاب حتى يعرض على المسلمين لأني نسخته من نسخة غير معروضة وفيها بعض السَّقط والله أعلم»

«عرض على نسخة من النُّسخ والله أعلم بصحته ضحى الأحد كان تمامه وثاني من شهر جمادى الآخرة من شهور سنة خمس عشرة سنة ومائة وألف من الهجرة وكان القائم بتصحيحه الأخ في الله محمد بن مرشد بن عبد الله بن مسعود والخويدمُ الضّعيف لله سليمان بن محمد بن حاجز وكتبه بيده». وبعد هذا التقييد نقرأ حرد المتن لهذه القطعة غير أني وجدت كما أشرت بعض الصفحات المصورة وهي عبارة عن أجوبة الشيخ سعيد بن أحمد بن مبارك بن سليمان الكندي، وفي آخر هذه الأجوبة حرد آخر للمتن مفاده: «تمّ ما وجدته مكتوبا من هذه القطعة المباركة بزياداته وهي القطعة الثانية في الأحكام من كتاب التبيان تأليف الشيخ العالم الزاهد درويش بن جمعة بن عمر المحروقي الأدمي رحمه الله وغفر له ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنه مجيب الدعوات، وكان الفراغ من نسخها نهار الجمعة الشريفة والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث سنين وستين ومائة وألف من هجرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على مهاجرها أفضل الصلاة والسلام على يد العبد الأقل كثير الخطايا والزلل الراجي عفو ربه الفقير إلى ربه سليمان بن يوسف بن سليمان بن شخر البلوشي السري لشيخه في الدين ومحبّه في الله ذي الأيادي الزّكية والمكارم الحاتمية والأخلاق الرضية حسن بن سالم بن شخر بن رادوه البلوشي رحمه الله ...» وفي الصفحة 518 تقييدا مهمة جدا عن أزمنة ما بين نبي ونبي وبعض تواريخ عمان القديمة وإثباتات وفاة صاحب بيان الشرع والمصنّف كتب هذه المعلومات: سليمان بن يوسف بن سليمان البلوشي السري بيده سنة 1169هـ. وبعد ذلك نقرأ تقييدا لوفاة الأمام ناصر بن مرشد بن مالك اليعربي مفاده أنه توفي يوم الجمعة ربيع الآخر 1059هـ وذكر أن هذه المعلومة من كتاب فواكه العلوم . وفي الصفحتين الأخيرتين نجد تقييدات لتواريخ وفاة خميس بن سليم بن عامر بن سالم بن محمد الدغاري ، وتاريخ وفاة والده سليم بن عامر، وتاريخ وفاة راشد بن عامر الدغاري ، وتاريخ وفاة خلفان بن سليم بن عامر الدغاري، وتاريخ وفاة حمود بن راشد بن عامر بن سالم الدغاري ، وسبب وفاته مرض الطاعون، وغيرها من التقييدات. بهذا نأتي إلى نهاية جولتنا التاريخية والسردية في هذه القطعة الرائعة من موسوعة جامع التبيان لنواصل الحديث في الحلقة القادة عن نسخة أخرى نستجلي من خلالها خبايا الموسوعات العمانية.