روضة الصائم

المبادئ الحاكمة للإعلانات الإسلامية لحقوق الإنسان

03 يونيو 2017
03 يونيو 2017

دكتور إبراهيم محمد العناني -

ملخص بحث قدم بندوة تطور العلوم الفقهية بمسقط -

لقد كانت حاجة الأمم إلى الإصلاح، عامة بسبب تفشي الفساد في مشارق الأرض ومغاربها وفي مختلف مناحي الحياة، فجعل الله سبحانه وتعالى رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء، عامة كذلك. ويندهش عقل الناظر في أحوال البشر حين يرى أن الدين الإسلامي قد جمع إليه الأمة العربية من أدناها إلى أقصاها في أقل من ثلاثين سنة، ثم يتناول من بقية الأمم ما بين المحيط الغربي وجدار الصين في أقل من قرن واحد، وهو أمر لم يحدث في تاريخ الأديان، ولذلك ضل الكثير في بيان السبب، بينما اهتدى إلى معرفته المنصفون فزال العجب وبطل . إنها رسالة الإسلام ، ذلك الدين الذي «جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وعقله من وعاه من صحابته ومن عاصرهم وجرى العمل عليه حينا من الزمن بلا خلاف ولا اعتساف في التأويل ولا ميل مع الشيع ...»

دين الإسلام أو شريعة الإسلام السمحة الصحيحة هي التي تستند إلى القرآن الكريم (كتاب الله)، وسنة نبيه القويمة، وما قد يفيد في التفسير والتوضيح من هدى الراشدين. وهو بهذا يكون بريئا من تصرفات البعض ممن يسمون بالمسلمين والتي تمثل خروجا على تعاليم الشريعة الإسلامية الحقة، فهم محسوبون مع المسلمين وليسوا من الإسلام في شيء.

في ضوء المبادئ الإسلامية السمحة لمعاملة الإنسان جاءت الوثائق الإسلامية لحقوق الإنسان، وهو ما يكسبها قوة تسمو في إلزاميتها على أية قوة قانونية . وفي خصوص هذه الإشكالية المثيرة للجدل الفقهي حول القوة الإلزامية للوثائق الإسلامية فإن رأينا دونما حاجة للدخول في ذلك الجدل هو أن الميثاق العربي لحقوق الإنسان والعهد الإسلامي لحقوق الطفل، بالنظر إلى كونهما اتفاقات دولية، تتوافر لهما دون أي خلاف القوة القانونية أي الإلزامية القانونية بما يستوجب إنفاذها من الدول الأطراف، أما فيما يخص إعلان القاهرة الذي صدر في إطار منظمة التعاون الإسلامي فبرغم ما يراه البعض من عدم إلزاميته فإننا نرى أن قوته الإلزامية تستند إلى كون مضمونه يأتي إعمالا لمبادئ حقوق الإنسان في الشريعة الإسلامية من جهة ومن جهة أخرى أن مضمونه يأتي إنفاذا لما تضمنه ميثاق منظمة التعاون الإسلامي من أن احترام حقوق الإنسان تمثل مقصدا رئيسا للمنظمة ومبدأ تلزم بمراعاته المنظمة ويلتزم الأعضاء بالعمل بمقتضاها، ومن جهة ثالثة تتوافق أحكام الإعلان مع ما تضمنته الاتفاقات الدولية لحقوق الإنسان التي أبرمت تحت رعاية الأمم المتحدة التي التزمت بها الدول أعضاء منظمة التعاون الإسلامي، في ضوء التطبيق والتفسير المتفق مع مبادئ وأحكام الشريعة الإسلامية وبما يتفق أيضا مع عادات وتقاليد الشعوب الإسلامية.