1017880
1017880
عمان اليوم

جعلان بني بوعلي .. تنتظر الحديقة العامة والأهالي يطالبون القطاع الخاص بالمساهمة في المشروع

03 يونيو 2017
03 يونيو 2017

كثافة سكانية عالية لأكثر من 137 منطقة وقرية مع غياب الأماكن الترفيهية -

تحقيق- علي برياء -

يطالب أهالي ولاية جعلان بني بوعلي بمحافظة جنوب الشرقية الجهات المعنية والمختصة بضرورة إنشاء حديقة عامه لتكون متنفسا ترفيهيا لهم ولأبنائهم والمقيمين وزوار الولاية، أسوة بالعديد من ولايات السلطنة الأخرى، حيث لم تحظ الولاية منذ أكثر من 47 عاما بحديقة عامة رغم الكثافة السكانية الكبيرة كما تحتضن الولاية مساحة شاسعة ذات طبيعة جغرافية متنوعة بحرية وصحراوية وسهلية ووديان كما تتبعها أكثر 137 منطقة وقرية ويلجأ سكانها إلى قطع مسافات طويلة للولايات والمحافظات الأخرى للبحث عن متنفس لعائلاتهم، وتكمن أهمية الحديقة العامة في توفير فرص الراحة والتمتع لدى أفراد المجتمع وتوفير بيئة ترفيهية آمنة ومناسبة لممارسة الأطفال هواياتهم ولعبهم كما تكمن في إظهار الصورة الجمالية للولاية وتساهم في إقامة الأنشطة الثقافية والاجتماعية والفعاليات والمسابقات الترفيهية التي تصقل مهارات وهوايات الطفل ومختلف أفراد المجتمع، كما سيساهم مشروع إنشاء الحديقة في فتح أفاق رحبة وستعمل على تعزيز وتنشيط الحركة السياحية واستقطاب شريحة واسعة من المواطنين والزوار.

■ تم اختيار الموقع ويبعد عن مركز الولاية 13 كيلو مترا بمساحة 500 ألف متر مربع -

بيئة اجتماعية وترفيهية!

في البداية التقينا بسعادة سعيد بن محمد الساعدي عضو مجلس الشورى ممثل الولاية الذي تحدث بالقول: تعد الولاية من أهم ولايات السلطنة حيث تحتضن كثافة سكانية كبيرة حيث يبلغ عدد سكانها أكثر من 92 ألف نسمة وتتبعها نيابة ومناطق وقرى كثيرة، ويتطلع المواطنون إلى إنشاء حديقة عامة وممشى صحي والتي ستساهم في توفير بيئة اجتماعية وترفيهية بالإضافة إلى إنها ستكون متنفسا للأسر وللأفراد المجتمع وكذلك ممارسة الأنشطة الثقافية والفعاليات والمسابقات الترفيهية التي تصقل مهارات وهوايات الطفل والشباب، ولا شك بأن تنفيذ مشروع الحديقة في الولاية سيفتح آفاقا رحبة وستعمل على تعزيز وتنشيط الحركة واستقطاب شريحة واسعة من المواطنين والزوار. وأوضح الساعدي أن هنالك أسبابا أدت إلى تأخر في أختيار الموقع الرئيسي للحديقة وجود مساحات ومخططات مشاريع تنموية مستقبلية وأيضا بعض المساحات لم تكن صالحة وغير مهيئة وربما قد تشكل خطرا عند تعرضها لحالات الأمطار وعوامل الطبيعة الأخرى. وبعد الدراسة لموقع الحديقة تم اختيار الموقع الحالي «موقع منطقة البطحاء» الذي يبعد عن مركز الولاية 13 كيلو متر تقريبا شرق مركز الولاية والذي سيسهم في توفير خدمات لمرتادي الحديقة وعن تأخر في تنفيذ المشروع نأمل من الجهات المعنية والشركات الخاصة للمسارعة في تنفيذ الحديقة والعمل على إيجاد آلية عمل لتنفيذه بعد ان تم البحث عن مواقع عديدة.

انتهاء الإجراءات

يقول عبدالله بن سالم الحجري مدير بلدية جعلان بني بوعلي: عملت وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه ممثلة ببلدية جعلان بني بوعلي وبالتعاون مع أعضاء لجنة شؤون البلدية ودائرة الإسكان بالولاية في شهر أبريل من العام الجاري 2017م إلى الاتفاق على اختيار الموقع الكائن في منطقة البطحاء الذي يبعد عن مركز الولاية 13 كيلو مترا شرقا وتم إنهاء جميع الإجراءات الأولية من خرائط الرسم المساحي للحديقة بمساحة إجمالية تقدر بـ500000 متر مربع.

ويأتي اختيار الموقع ليتوسط ويخدم جميع المناطق والقرى التابعة للولاية وأيضا ضمن خطط وسياسة الوزارة التوسع في اختيار الموقع الخدمية ولما تشهده الولاية من كثافة سكانية وعمرانية واسعة.

وقال راشد بن عبدالله الغيلاني عضو المجلس البلدي ممثل ولاية جعلان بني بوعلي يعد مشروع الحديقة العامة من الخدمات الأساسية للمواطني جعلان بني بوعلي فقد سعى أعضاء المجلس البلدي بالولاية وما زالوا مع المسؤولين بوزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه والجهات المعنية في إيجاد آلية عاجلة لتنفيذ مشروع الحديقة العامة بالولاية حيث إن الموقع متوفر وتم الانتهاء من جميع الإجراءات الأولية.

ونأمل من الجهات المعنية الإسراع في تنفيذ المشروع ولو بالمراحل الأولية من تسوير وتشجير وبعض المرافق الأساسية، ومن هذا المنبر نطالب القطاع الخاص ممثلا بالشركات الخاصة المساندة والتعاون كون هذا المشروع يخدم شريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين وأيضا السائحين كما ندعو جميع التجار المساهمة لدعم مثل هذه المشاريع التنموية من منطلق تحقيق الشراكة الخدمية والتنموية لتوفير بيئة آمنة لدى أفراد المجتمع.

مكان مناسب لإقامة الفعاليات

وفي استطلاع للرأي مع سكان أهالي ولاية جعلان بني بوعلي طالب سلطان بن راشد الكاسبي الجهات المعنية بضرورة إنشاء حديقة عامة من أجل توفير بيئة آمنة ومناسبة لممارسة الأطفال هواياتهم ولعبهم، كما ستوفر مكانا مناسبا لإقامة الفعاليات والمناشط الثقافية والاجتماعية لدى أفراد المجتمع المحلي والتي بدورها تمثل دورا كبيرا في تفعيل وتنشيط دور المجتمع وأبنائه في مثل هذه الفعاليات، حيث تمثل الحديقة بمرافقها الخدمية متنفسا منظما بوسائل ترفيهيه لفئة الأطفال وكذلك المكان المهيأ للأسرة حتى تقضي فيه يوم استجمام بعد أسبوع دراسه وعمل.

مضيفا أن المجتمع يشهد معاناة حقيقية في ظل غياب أماكن ترفيهية وعدم استطاعة رب الأسرة من تلبية طلب أطفاله في حال طلبهم الذهاب للحديقة والحصول على حقهم في الترفيه والتسلية وكسر الروتين، وذلك لبعد المسافة بين مسقط وولاية جعلان بني بوعلي وتشكل عدم الإمكانية وذلك لوجود شريحة كبيرة من أسر ذوي الدخل المحدود وتلجأ الأسر للبحث عن متنفس الى مناطق الوديان ذات الطبيعة الجبلية والسهلية والتي لا تخلو من المخاطر أو الذهاب الى شواطئ المناطق الساحلية والتي تبعد عن الولاية بمسافات طويلة وتشكل خطرا على حياة أبنائهم وأفراد أسرهم وقد سجلت عددا كبيرا من حالات الغرق ووقوع حوادث مرورية، إن مشروع إنشاء الحديقة مطلب أساسي بتوفيره لأهالي الولاية نتمنى ان يجد هذا الطلب حقه في الاهتمام به وتنفيذه، ويؤكد حمد بن محمد الغيلاني من حق أهالي جعلان بني بوعلي أن تكون لهم حديقة عامة وبمواصفات آمنة وحديثة وفق المقاييس التي تتبع في التصاميم والأدوات مثل باقي ولايات السلطنة فما زال الطفل الصغير والذي بلغ عمره الآن الأربعين عاما ينتظر هذه الحديقة منذ بزوغ عصر النهضة وإخباره بأنكم سوف ترونها قريبا ولكن لا جديد.

عناء المسافات الطويلة!

تشهد ولاية جعلان بني بوعلي في فترة الصيف كثافة سكانية ينتج عنها ازدحام شديد حيث يتنقل أهالي المناطق والقرى المجاورة. لقد تحمل الآباء الكثير من التضحيات وخاصة أيام الصيف فكان منهم من يذهب بأبنائه إلى البحر ويرجع وهو حامل فلذة كبده ميتا وهو غريق أو ساقط من جبل وغيرها من المشاكل التي يعانيها سكان الولاية والشواهد كثيرة، ولاية جعلان بني بوعلي كبيرة وبها مساحات شاسعة من الممكن أن تقام فيها حدائق ولا حجة لمن يتعذر.

ويشير هيثم العريمي الى أنه بناء على إحصائيات العام المنصرم 2016 م فإن معظم المصابين المراجعين بمستشفى جعلان بني بوعلي بسبب تعرضهم لحالات مختلفة منها لدغ وحالات غرق وسقوط من أماكن عالية وحوادث دهس وذلك في الإجازات الرسمية موضحا أن الأسباب الرئيسية في ذلك تعود إلى غياب بيئة آمنة للأطفال ولأفراد المجتمع المحلي كونهم يذهبون للتنزه في الأودية والسهول التي لا تتصف بمواصفات آمنة للبعد المكاني لبعض المتنزهات في الولايات الأخرى أي غياب الحديقة أضحى يشكل خطرا على المواطنين واسرهم، حيث إن عدد سكان ولاية جعلان بني بوعلي كبير وبمساحة واسعة ورغم الكثافة السكانية تفتقر الولاية الى متنفس للأهالي من بعد أسبوع من العمل فنجد الأطفال يبحثون عن مكان يحويهم ليلعبوا به على غرار بعض الولايات فلا إجازة أسبوعية تسعدهم ولا الإجازة الصيفية يقضون بها أوقاتا ممتعة.

إن التحدي الذي يواجهه الأهالي هو توفير مكان آمن يحتوي أبناءهم ليقضوا فيه إجازتهم لينفسوا عن انفسهم فيتكبد الأهالي مشقه السفر الى العاصمة للتنزه في الحدائق العامه أو إحدى الولايات القريبة منهم فيعاني الأهالي هم وأطفالهم من إصابات متنوعة من لسعات ولدغات مختلفه الأنواع حين يتوجهون الى سهول ووديان الولاية بحثا عن متنفس لهم وكذلك لا ننسى حالات الغرق التي تسجلها الولاية فهي كافية لمعاناتهم في توفير بيئة آمنة لهم ولأطفالهم.

مطلب أساسي!

يقول محمد بن عبدالله الجعفري كما يعلم الجميع بأن المتنزهات الطبيعية والحدائق العامة، أصبحت مطلبا أساسيا ليجد فيه الناس متنفسا لهم بكافة شرائحهم الموظف والطالب والأب والأم والعامل، الجميع يبحث عن لحظات الاستجمام والراحة والبعد عن صخب الحياة وكثرة الأشغال وتعبها، فالحدائق أصبحت ضرورة ملحة لأي مجتمع ليستجمع من خلالها قواه ويعود بعدها لمزاولة عمله الأسبوعي في راحة وانسجام ، فأصبحت العوائل في حاجة ماسة الى تواجد حديقة عامة ومتنزه قريب منهم، لأخذ أبنائهم إليها بعد جهد أسبوع دراسي حافل بالجد والمثابرة، فيجدون في الحديقة ما يتجدد به نشاط أبنائهم وصفاء لأذهانهم ، فتتجدد الهمم، فيقبل على عمله او دراسة بالجد والمثابرة والاجتهاد. هناك تحديات كثيرة تواجه الأهالي في ظل عدم توفر حديقة مناسبة قريبة، فمنهم من يتوجه باسرته الى الولايات المجاورة للوصول الى الحديقة العامة لتلك الولاية، فيعاني ما يعانيه من بعد المسافات ومخاطر الطريق، وضياع الوقت في الذهاب والعودة، وهناك فئة من الناس لا تسطيع ذلك لعدم توفر وسيلة النقل لهم، أو تسبب لهم مزيدا من الأعباء المالية في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية، وأيضا يكون أبنائهم عرضة لمخاطر الطريق أو اللعب في أماكن خطرة كالأحراش الزراعية والجبال القريبة والبحر، فالحديقة بتوفرها يستعد مكان امن لهم ولأسرهم، ولاية بحجم جعلان بني بو علي وبما تحتويه من جمال طبيعي وبيئات متنوعة الشواطئ الخلابة والأودية الجميلة والمسطحات الزراعية ، والأماكن التراثية.

دعوة رجال الأعمال!

ولاية جعلان بني بو علي بها الكثير من رجال الأعمال الذين من الممكن ان يساهموا في إنشاء هذه الحديقة متى وجدوا الجدية من الجهات المعنية بإنشائها، هذا بالإضافة الى وجود شركات كبيرة في محافظة جنوب، الشرقية، لها بصماتها في كثير من المناطق، ونتمنى ان يصل عطاؤها الى ولاية جعلان بني بو علي التي لم تجد هذا الاهتمام منها، وكلنا أمل وثقة في أن صوتنا سيصل الى حكومتنا، فهي دائما تسعى الى توفير مثل هذه الحدائق والمتنزهات لعلمها بأهميتها الكبيرة في مجتمعاتنا. وقال خالد الغنبوصي إن خير مكان يجد فيه الإنسان المتعة والراحة والبعد عن ضوضاء وازدحام المدن ويكون متنفسا طبيعيا هو الحديقة العامة التي باتت من الضروريات الأساسية للفرد والأسر والمجتمع وأيضا الزوار، تعد ولاية جعلان بني بوعلي من المقاصد السياحية التي يتوافد إليها السائحون من مختلف ولايات السلطنة وخارجها لاحتضانها مقومات طبيعية فوجود حديقة عامه بالولاية سيساهم في توفير أماكن للمواطنين والزوار والمقيمين حتى يقضوا فيه يومهم بدلا من انتشار الأسر على الطرقات ووسط الأودية وهذا يشكل خطرا على حياتهم موضحا أن الولاية تمتلك مساحات واسعة واختيار الموقع مناسب جدا ومن هذا المنبر نطالب الجهات المختصة والقطاعات الخاصة ومن منطلق مبدأ تحقيق الشراكة الأسرع في إيجاد آلية تضمن تنفيذ مشروع الحديقة العامة بالولاية، وتساءل خالد الغنبوصي متى سيتم تنفيذ مشروع الحديقة؟ ألم يأن الوقت لإنشاء حديقة رغم توفر الموقع لتكون متنفسا للصغار والكبار والأسر لما تشهده الولاية من كثافة سكانية كبيرة وطفرة عمرانية مستمرة في التوسع؟