1028291
1028291
العرب والعالم

ربع مليون فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى

02 يونيو 2017
02 يونيو 2017

وفاة فتاة متأثرة بإصابتها برصاص الاحتلال -

القدس - عمان - نظير فالح - (أ ف ب):-

أدى عشرات آلاف الفلسطينيين المسلمين الصلاة في أول جمعة من شهر رمضان في المسجد الأقصى في القدس التي وضعت تحت حماية أمنية مشددة.

ونشرت شرطة الاحتلال أعدادا كبرى من عناصرها على مداخل المدينة القديمة في القدس المؤدية الى الحرم القدسي. وكانت مروحيات تحلق فوق المنطقة فيما أغلقت غالبية الطرق أمام حركة السير.

وأعلن متحدث باسم الأوقاف الإسلامية في القدس أن عدد المصلين الذين أدوا صلاة أول يوم جمعة في رمضان وصل الى نحو 250 ألفا، بينما قدرت الشرطة الإسرائيلية عددهم بمائة ألف.

وتوافد رجال ونساء منذ ساعات الصباح الأولى الجمعة بشكل متواصل لكن منفصل الى الحاجز الإسرائيلي المحصن في قلنديا، أبرز نقطة عبور للفلسطينيين بين الضفة الغربية المحتلة والقدس، للتوجه بعد ذلك الى الحرم القدسي على بعد كيلومترات الى الجنوب.

وكان عشرات الشبان الذين يحظر عليهم العبور، يراقبون مرورهم عن بعد. وأكدت كفاية شريدي (40 عاما) القادمة من نابلس، أهمية صلاة في يوم الجمعة الأولى من شهر رمضان في القدس.

وقالت «من المهم بالنسبة ألينا أن نصلي في الأقصى وعدم التخلي عنه بسبب الخوف من أن يأخذه اليهود»، معبرة عن القلق السائد لدى الفلسطينيين المسلمين بان تسيطر إسرائيل في نهاية المطاف بشكل كامل على الحرم القدسي.

وقال عبد الجواد نجار (61 عاما) الذي قدم أيضا من نابلس «إنّه واجب أن نصلّي في الأقصى مهما كانت الصعوبات والعراقيل» في معرض حديثه عن القيود التي تفرضها إسرائيل.

والحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.

وقالت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري إنه سمح للفلسطينيين من الضفة الغربية بالصلاة في المسجد الأقصى «بدون تصاريح خصوصا للرجال من الفئة العمرية البالغة أربعين عاما وما فوق». كما سمحت للنساء بذلك دون تصاريح دخول.

كما سمحت بدخول الفتيان حتى سن 12 عاما بدون تصريح، وسمحت للرجال بالحصول على تصاريح للذين تتراوح أعمارهم ما بين ثلاثين الى أربعين عاما بتصريح خاص.

ولا يسمح عادة بدخول الفلسطينيين القادمين من الضفة الغربية القدس إلا بتصاريح خاصة إما للعمل او تصاريح للعلاج او تصاريح بمناسبات دينية مختلفة.

ودخل امس مائة فلسطيني من قطاع غزة للصلاة في المسجد الأقصى. وقالت الشرطة الإسرائيلية «سُمح في كل يوم جمعة من رمضان بدخول مائة فلسطيني من غزة وان جميع من تمت الموافقة على دخولهم هم من النساء والرجال الذين تفوق أعمارهم الخمسة والخمسين عاما».

وتم نقل المصلين من المعابر في باصات خاصة الى المدينة المقدسة، وتابعت المتحدثة باسم شرطة الاحتلال أن «مفوض الشرطة روني الشيخ وصل الى البلدة القديمة لتقييم ومتابعة سير عمل الشرطة للسماح للمصلين بالوصول وممارسة حرية العبادة».

وأكد مفوض الشرطة تعزيز الإجراءات الأمنية في ضوء التحديات الأمنية الراهنة في المنطقة وخصوصا في مدينة القدس، مشيرا الى أن الشرطة اتخذت كل التدابير «للحفاظ على الأمن والنظام مع ضمان الحياة الطبيعية لجميع سكان المدينة».

وقال «لن نسمح لأحد باستغلال مناسبة حلول شهر رمضان والاحتفال به للقيام بأعمال مخلة بالأمن او المس بحياة الابرياء».

ويصادف العام 2017 ذكرى مرور خمسين عاما على قيام إسرائيل باحتلال القدس الشرقية خلال حرب يونيو 1967.

وأعلنت إسرائيل ضم القدس الشرقية في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي الذي يعتبر الاستيطان الإسرائيلي في كل الأراضي المحتلة غير شرعي وفقا للقانون الدولي.

من جهة أخرى، توفيت فتاة فلسطينية امس متأثرة بجروح أصيبت بها امس الأول حين أطلقت قوات إسرائيلية النار عليها بعدما «طعنت جنديا» خارج مستوطنة «ميفو دوتان» جنوب غرب جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.

وقالت متحدثة باسم مستشفى هيليل يافي في مدينة الخضيرة في إسرائيل لفرانس برس ان «الفتاة التي نقلت الى المستشفى في حالة حرجة امس الأول، وتوفيت امس متأثرة بجروحها».

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) ان الفتاة نوف عقاب انفيعات في السادسة عشرة من عمرها وهي من بلدة يعبد شمال الضفة الغربية. ونقل الى المستشفى نفسه الجندي الذي أصيب بطعنة في رقبته.

ويأتي الهجوم قبل أيام من الذكرى الخمسين لحرب عام 1967 التي احتلت فيها إسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية. ويؤدي وجود نحو 400 ألف مستوطن بين 2,6 مليون فلسطيني في الضفة الغربية الى احتكاكات مستمرة في ظل الاحتلال العسكري.

ومنذ الأول من أكتوبر 2015، تشهد الأراضي الفلسطينية والقدس وإسرائيل أعمال عنف أسفرت عن مقتل 267 فلسطينيا و41 إسرائيليا وأمريكيين اثنين وأردنيين اثنين واريتري وسوداني وفق تعداد لفرانس برس.

ومعظم الفلسطينيين الذين قتلوا نفذوا أو حاولوا تنفيذ هجمات على إسرائيليين بالسلاح الأبيض، وفق المصادر الإسرائيلية. وتراجعت وتيرة العنف في الأشهر الأخيرة.