الاقتصادية

أرباب العمل الامريكيون مستعدون لتحدي ترامب حول المناخ

02 يونيو 2017
02 يونيو 2017

واشنطن- (أ ف ب)- من الصناعة النفطية إلى قطاع السيارات أعربت عدة شركات أمريكية متعددة الجنسيات عن خيبة أملها بعد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس، وأكدت عزمها مواصلة الجهود للحد من انبعاثات ثنائي أكسيد الكربون.

لم ينتظر رئيس مجموعة «تيسلا» للسيارات الكهربائية الفاخرة إيلون ماسك طويلا قبل أن يقول في تغريدة إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «ليس جيدا للولايات المتحدة أو لسائر دول العالم».

بعد دقائق على إعلان ترامب سارع ماسك الملياردير الملتزم في مجال الطاقة الشمسية إلى القول: إنه ينسحب من مختلف المجموعات الاستشارية للرئيس التي كان مشاركا فيها.

من جهتها أعلنت مجموعة «جنرال موتورز» العملاق الأمريكي للسيارات أن موقفها من التغيرات المناخية «لم يتغير». وقال متحدث باسم المجموعة لوكالة فرانس برس: «ندافع علنا عن العمل من أجل المناخ».

أما رئيس مجموعة «جنرال إلكتريك» الصناعية جيف ايملت فعبر أيضا عن استيائه على تويتر، وحث أوساط الأعمال على قيادة الحملة من أجل البيئة للتعويض عن غياب السلطات.

في المقابل امتنعت مجموعة «بيزنس راوند تيبل» التي تضم كبار أرباب العمل الأمريكيين عن انتقاد الرئيس علنا لكنها شددت على أن تبعات التغييرات المناخية «خطيرة وشاملة إلى حد كبير على الأرجح».

عقبة أساسية

حتى كبريات شركات النفط الأمريكية التي يفترض أن تكون الخاسر الأكبر عند الانتقال إلى وسائل طاقة مستديمة أعربت عن عدم موافقتها وأكدت دعمها لاتفاق باريس الذي يهدف إلى احتواء الاحترار المناخي.

وواصلت «اكسون موبيل» الدفاع عن الاتفاق الموقع في العام 2015 من قبل 195 الذي يشكل «خطوة مهمة لمواجهة التحدي الدولي القائم على خفض الانبعاثات»، بحسب متحدث لوكالة فرانس برس. واعتبرت الشركة التي تحتل المرتبة الأولى في القطاع في الولايات المتحدة أن الاتفاق بمثابة تسوية «حاسمة» لأنه يشمل دولا ناشئة كبرى مثل الصين أو الهند.

التزمت منافستها «شيفرون» الموقف نفسه، وأكدت أيضا دعمها للاتفاق الذي يشكل «خطوة أولى نحو إطار دولي» لخفض الانبعاثات، بحسب متحدثة باسم الشركة تدعى ميليسا ريتشي لوكالة فرانس برس.

كما انتقدت مؤسسات قطاع التكنولوجيا الملتزمة تقليديا بحماية البيئة قرار ترامب مؤكدة أنه «يشكل انتكاسة للريادة الأمريكية في العالم» بحسب مركز «انفورميشن تكنولوجي سنتر» الذي يضم خصوصا آبل وغوغل وإيباي.

حتى قطاع المال لم يظل على الحياد، فقد استخدم رئيس مجلس إدارة مصرف «غولدمان ساكس» لويك بلانكفاين للمرة الأولى من حسابه على تويتر الذي أنشأه في العام 2011 للتأكيد على أن «قرار اليوم انتكاسة للبيئة وللدور القيادي للولايات المتحدة في العالم». يشار إلى أن العديد من المسؤولين السابقين في المصرف باتوا ضمن الفريق الاقتصادي لترامب.

بعد الخلاف حول الهجرة يشكل هذا الإجماع شبه المطلق في معارضة موقف ترامب عقبة جديدة تلقي بظلاله على أجواء التوافق بين ترامب وأوساط الأعمال التي جذبتها الوعود الرئاسية بخفض كثيف للضرائب وبرفع القيود عن الأسواق المالية.

لكن الأمر ليس مستغربا فعليا. فكبرى المؤسسات الأمريكية انضمت رويدا إلى المعركة من أجل البيئة بعد أن عرقلت المفاوضات حول الاحترار لسنوات طويلة، ولو أن التغيير مرده الحفاظ على صورتها أكثر منه السعي وراء عائدات إضافية.

وعليه فإن المعطيات الاقتصادية تغيرت بشكل جذري. وباتت الاستثمارات الضخمة تبتعد عن مصادر الطاقة الأحفورية، بينما تواجه الشركات ضغوطا من كل الجهات حتى تعدل نموذجها للنمو بحيث يتماشى مع عالم خال من الكربون.

وأكد كيفن موس من منظمة «وورلد ريسورسيز انستيتيوت» للبيئة لوكالة فرانس برس أن «الشركات أكثر التزاما من أجل البيئة بغض النظر عن قرار (ترامب) لأن ذلك يتيح لها توفير المال وخفض المخاطر وخصوصا؛ لأن ذلك يفتح أمامها مجالات هائلة».

إلا أن الإجماع ليس مطلقا. فقد تبنى لوبي أرباب العمل في غرفة التجارة الأمريكية المعارض بشدة للقوانين المتعلقة بالبيئة إبان إدارة باراك أوباما السابقة لهجة تصالحية بعد إعلان ترامب.

وقال متحدث باسم مجموعة الضغط هذه التي تمثل ثلاثة ملايين من كبريات المؤسسات ومن المؤسسات الصغيرة إلى المتوسطة لفرانس برس «نكاد لا نطيق الانتظار للعمل مع الرئيس والكونغرس وكل الجهات المستعدة لتوفير التقنيات المبتكرة التي من شأنها أن تتيح للولايات المتحدة الوفاء بالتزاماتها من أجل البيئة».