صحافة

القدس : خطوة أمريكية إيجابية يجب أن تتبعها خطوات

02 يونيو 2017
02 يونيو 2017

في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالاً بعنوان: خطوة أمريكية إيجابية يجب أن تتبعها خطوات، جاء فيه:

توقيع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، امس أمرا يمنع البدء بإجراءات نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس لمدة ستة أشهر، وتأكيد المتحدث باسم البيت الأبيض أن قرار ترامب هذا يستهدف تعزيز فرص التوصل إلى صفقة عبر مفاوضات ناجحة بين إسرائيل والفلسطينيين ووفاء بالتزامه الدفاع عن مصالح الأمن القومي الأمريكي، قوبل بترحيب فلسطيني وخيبة أمل الحكومة اليمينية الإسرائيلية التي عملت كل ما بوسعها ليس فقط لسد الطريق أمام أي جهود لإطلاق عملية السلام بل وأيضا لتكريس الاحتلال والاستيطان ولدفع الرئيس ترامب لنقل السفارة إلى القدس وتكريس احتلال وتهويد المدينة المقدسة. ولهذا شكل توقيع ترامب للأمر صفعة جديدة لليمين الإسرائيلي عموما الذي راهن على إطلاق الاستيطان وتكريس الاحتلال ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس فور فوز ترامب في انتخابات الرئاسة. ومن الواضح أن خيبة الأمل الإسرائيلية التي عبر عنها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لا تنبع فقط من عدم نقل السفارة وإنما تنبع أيضا من أن هذه الخطوة جاءت لتعزيز فرص إطلاق عملية سلام جادة وهو ما حاولت وما زالت الحكومة الإسرائيلية التهرب منه في الوقت الذي أعلن فيه عدد من أقطابها موت عملية السلام ووأد فكرة إقامة دولة مستقلة ودعوا إلى ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، فهذه الحكومة اليمينية التي عبرت أيضا سابقا عن تخوفها من سعي ترامب لعقد صفقة سلام شاملة، لا تريد السلام وتخشى أي تحرك باتجاهه لأنها تدرك أن التقدم نحو سلام حقيقي ينطوي عن تخليها عن أطماع التوسع والاستيطان. ومن الجدير الالتفات إلى أن خيبة الأمل الإسرائيلية التي عبر عنها نتانياهو جاءت على الرغم من أن البيت الأبيض أكد في بيان رسمي أن ترامب سينقل السفارة «في نهاية المطاف» وان «السؤال لا يدور حول نقلها أولا وإنما حول متى»، كما أكد أن «هذه الخطوة يجب الاّ ينظر إليها على أنها تراجع بأي حال عن دعمه القوي لإسرائيل وللتحالف الأمريكي الإسرائيلي». أي أن إسرائيل رغم كل هذا الدعم الأمريكي وهذا الالتزام بأمنها وتفوقها العسكري ما زالت تخشى التقدم نحو السلام حتى وان كان يقوده أكبر حلفائها !

وبذلك تتكشف أكثر نوايا هذه الحكومة الإسرائيلية المتشددة، في الوقت الذي أثبت فيه الجانب الفلسطيني والعربي انه يتطلع حقا إلى التوصل إلى اتفاق سلام عادل ودائم وشامل، ولهذا جاء ترحيب الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية وبعض العواصم العربية بقرار الرئيس ترامب الذي ينسجم مع تهيئة الأجواء اللازمة لإطلاق عملية سلام تقود إلى تحقيق سلام عادل ودائم وشامل يستند إلى قرارات الشرعية الدولية.

إن ما يجب أن يقال هنا إننا في الوقت الذي نرحب فيه بخطوة الرئيس الأمريكي الجديدة ونعتبرها خطوة إيجابية تسهم فعلا في تهيئة الأجواء لإطلاق عملية السلام، فإننا ونحن ضحية هذا الاحتلال الإسرائيلي اللاشرعي المتواصل منذ عقود نأمل بمزيد من الخطوات الأمريكية المنسجمة مع الشرعية الدولية لتأكيد حق شعبنا في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني المحتل منذ عام 1967 بما في ذلك القدس العربية المحتلة، والمساهمة في ضم الجهود الأمريكية للجهود الدولية لإنهاء هذا الاحتلال، فقد حان الوقت كي يتمتع شعبنا بحقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.