موسوعة جديرة بالدراسة والتحقيق واستجلاء الكنوز العلمية والمعرفية

جامع التبيان .. للشيخ جمعة بن درويش المحروقي -

القطعة الأولى: (نسختان: 74، و864). تعتبر هذه الموسوعة الفقهية العمانية من بين أهم الموسوعات التي تحوي لفيفا مهما من المواضيع التي يحتاج المكلف إلى فهمها والغوص فيها؛ لما احتوته من أبواب ومسائل وأبواب ميزها الأسلوب الرائع والسلس للشيخ جمعة بن درويش المحروقي – رحمه الله تعالى- تميزت القطعة الأولى منه بذكر أبواب في العلم والفتيا والأخذ بالآثار، ومسائل في التوحيد والعقيدة وبعض من تفسير القرآن الكريم، ثم أبواب الطهارات والنجاسات وغيرها، ثم أبواب الصلاة وما يتعلق بها، ثم باب الزكاة وما يتعلق بها من أحكام، ثم باب الصيام وأحكامه ومنه أحكام فطرة شهر رمضان، ثم باب الكفارات والنذر، ليذكر بعده ما يتعلق بأحكام الحج ومتعلقاته، ثم أحكام الذبائح أو الذكاة، ثم أحكام المساجد، ثم أحكام الأيتام، ليأتي آخر المخطوط إضافة ليست من الكتاب وهي عبارة عن كلام للشيخ أبي الحسن البسيوي رحمه في بيان معنى أن الله تعالى ليس كمثله شيء. مع ملاحظة ذكر عدد كبير من العلماء أمثال: صالح بن سعيد بن مسعود، والشيخ راشد بن خلف، والشيخ مسعود بن رمضان النزوي، الشيخ الفقيه مسعود بن أحمد الأزكوي، الشيخ الفقيه خميس بن سعيد الرستاقي، وغيرهم، كما أنني لاحظت وجود أسئلة للناسخ نفسه كما ذكر «مسألة ومنه سألته شفاها عن الذي ...... قال الناسخ أرجو أني سألت الشيخ رحمه الله مرة أخرى فلم ير في مثل هذا بدلا فيما عندي والله أعلم» لذا فإن هذه الموسوعة العمانية تعد من بين الموسوعات المهمة الجديرة بالدراسة والتحقيق واستجلاء الكنوز العلمية والمعرفية منها. وسنحاول في هذه العجالة أن نسلط الضوء على النسخ الموجودة منها في مكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي على هذا النحو: النسخة الأولى: الناسخ: لا وجود لبيانات النسخ، خرم في الأخير، كما أن الورق قديم، ذا لون أصفر مائل للبني، عليه بعض الآثار كالحبر، والرطوبة، نلاحظ آثار بعض السوائل، أما بالنسبة للخط فهو نسخ مشرقي واضح على العموم إلا أن الصفحات الأخيرة خطها يكاد يكون صعب القراءة، وذلك لتغير حجم الخط مع ترجيحي أن الناسخ للمخطوط واحد لم يتغير، وعدد الصفحات: حوالي 350، مقاس الصفحة الواحدة 30 سم طولا، 21 سم عرضا، تحمل كل صفحة 27 سطرا على الصحيح، إلا الصفحات الأخيرة فإن عدد الأسطر يصل حوالي 33 سطرا، وذلك كما سبقت الإشارة لصغر الخط، نلاحظ على المخطوط هوامش توضيحية وإضافية كثيرة؛ الأمر الذي يجعل المخطوط ذا قيمة علمية، مع ملاحظة أنه غير مرقم الصفحات، والتعقيبات تبدو أنها مضافة إلى المخطوط، أما ما يتعلق بالحبر فهو أسود وهو الغالب، وأحمر للعناوين وبعض الألفاظ كلفظ مسألة، ما يميز هذه القطع من المخطوط إضافة إلى المادة العلمية وجود تقييدات مهمة وسأذكرها بنصها، مع ملاحظة وجود بعض أبيات شعرية، ومن ذلك قصيدة مهمة ذكر فيها اسم الناسخ ولمن نسخ، غير أني لم أتأكد من ذلك هل هذه المعلومات لهذه القطعة من الكتاب أم لغيرها من القطع، وهذا لبداية القصيدة بهذه العبارة: «هذه الأبيات تاريخ كتاب التبيان وجدتها منسوخة وكتبتها كما وجدتها» (ص: 2). بداية هذه القطعة: «بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب جامع التبيان الجامع للأحكام والأديان وهذه القطعة الأولى منه وهو قطعتان وهذه التي في الأديان، وهو كتاب يحتوي على جملة من العلوم مما يحتاج إليه العالم والمتعلم جمعناه من جوابات مشايخنا المتأخرين رحمهم الله وغفر لهم وجزاهم عنا خيرا كثيرا...» (ص: 1)

نهاية هذه القطعة: «الجواب: يعجبني أن يتم ذلك منها إذا صارت على هذه الصفة أحوط فإن تمت له ذلك وإلا فالترك له أحوط والله أعلم» (آخر المخطوط قبل مسائل الشيخ أبي الحسن).

النسخة الثانية رقم (864): تقع هذه النسخة في 586 صفحة مقاسها: 22 سم طولا و16 سم عرضا، تحمل كل صفحة 18 سطرا، كتبت بخط النسخ المشرقي الواضح والمفهوم، استعمل الناسخ لونين، الأسود وهو الغالب والأحمر وهو قليل، لا يختلف عن النسخة السابقة، نسخ هذه القطعة الشيخ: مسعود بن عبد الله بن .... بن عبد الله بن جمعة بن سالم، وذلك بتاريخ: الثلاثاء تاسع من شهر محرم سنة 1180هــ. يلاحظ على هذه النسخة القدم، والرطوبة، وهذا من خلال لون الورق المتهالك نوعا ما، كما أن الآثار الأخرى من حبر وغير ذلك كثيرة على الحواف والهوامش بل أحيانا في وسط الصفحات، دون أن يؤثر ذلك على المادة العلمية للمخطوط، إلا أن الملاحظ تآكل الصفحات الأخيرة الأمر الذي جعل مسألة قراءة بيانات النسخ صعبة نوعا ما، لذا غلفت هذه الصفحات تغليفا حراريا حفاظا عليها، وهذه النسخة فيها إضافة بعد نهاية المخطوط، وهي عبارة عن تأريخ لواقعة قدوم بعض الناس إلى مكان معين؛ مع أن التواريخ غير واضحة وكأنها مكتوبة باللهجة العمانية، ككلمة: (سباتعشر يعني سبعة عشر). هذه النسخة فيها عشرون بابا فقط، يعني إلى باب أحكام الذبيحة، ثم سيرة الشيخ أبي الحسن المنذر كما هو مكتوب «سيرة أبي الحسن المنذر سلمة بن مسلم العوتبي إلى علي بن علي الكلويين..» (ص: 503). ما يميز هذه النسخة وجود معلومات كاملة للناسخ، وذلك بعد نهاية الباب العشرين مفاد ما ذكر: «تم الكتاب بعون الملك الوهاب نهار الثلاثاء لأربعة وعشرين من شهر الحج سنة عامين ومائة وألف من الهجرة النبوية الإسلامية على مهاجرها أفضل الصلاة والسلام على خير خلقه محمد صلى الله عليه وسلم، وكان تمامه على يد العبد الفقير إلى الله تعالى: مسعود بن عبد الله بن علي بن راشد بن عبد الله بن جمعة بن سالم بن راشد بن حرمل الجابري ساكن قرية السماعية قد نسخه لنفسه وسأل الله حفظه والعمل بما فيه آمين آمين رب العالمين» (ص: 503). وأضيفت ملاحظة مهمة تتعلق بالنسخ مفادها: «ونسخ فيه في أوله راشد وسعيد ابني علي بن راشد بن عبد الله بن جمعة بن سالم بن راشد الحرمليان الجابريان الساكنان بقرية السماعية» (ص: 503). نلاحظ بعد السيرة الموجودة وجود مسائل عن الشيخ الفقيه سليمان بن محمد بن مداد إلى من سأله من ضعفاء المسلمين.

بداية هذه القطعة: «بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، الحمد لله الذي رفع السماء وعلم آدم الأسماء، وأنزل من السماء ماء..» (ص: 1).

نهاية هذه القطعة: «وأما تتريبها عند وجود الماء الطاهر فليس بشيء وهو كمن يتصعد للصلاة عند وجود الماء، لم ينفعه ولم يجزه ولا يكون الترتيب إلا عند عدم الماء الطاهر والله أعلم» (ص: 503).