1027600
1027600
الاقتصادية

النمو الاقتصادي بمنطقة اليورو.. مؤشرات أفضل وتزايد في عدد العمال

01 يونيو 2017
01 يونيو 2017

تغيرات كثيرة تعرضت لها منطقة اليورو في الأشهر القليلة الماضية. فمع بداية عام 2017، لا يزال السياسيون في منطقة اليورو مصدومين من نتائج التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانتصار الرئيس دونالد ترامب.

والآن، تبدو الصورة الاقتصادية لعملة الاتحاد أكثر إشراقًا. وأصبحت البطالة في المنطقة في أدنى مستوياتها على مدار الأعوام الثمانية الأخيرة، وأصبح النمو الاقتصادي 0.5٪ في الربع السنوي الأول، وهو تقدم أفضل بكثير من 0.2٪ في المملكة المتحدة.

وتشير الدراسات الاستقصائية للأعمال التجارية إلى نشاط السنة الجديدة داخل منطقة اليورو في الربع السنوي الثاني. واستنادًا إلى أحد التقارير، فإن مؤشر مديري المشتريات في منطقة اليورو في استطلاع أجرته شركة أي إتش إس ماركيت وصل إلى أعلى مستوى له منذ ست سنوات في مايو الماضي. وسجل الاتحاد الأوروبي مؤخرًا توقعاته لنمو منطقة اليورو هذا العام إلى 1.7٪، وهو ما يعادل تقريبًا 1.8٪ من عام 2016. ومن المتوقع أن تستمر البطالة في الانخفاض مع انتعاش الاقتصاد أخيرًا في جميع أنحاء المنطقة.

ويقول الخبراء إنه ليس من قبيل المصادفة أن تتراجع معدلات موافقة الشعبويين مع تقوية الاقتصاد. وقال أندي كيتس من شركة نومورا: «انخفضت مستويات دعم الأحزاب المناهضة للاستقرار أو الأحزاب الشعبوية بشكل حاد خلال الأشهر القليلة الماضية».

وهو يرى عددًا من أسباب قوة الاقتصاد مؤخرًا، أولها: إحياء النمو العالمي، وتحسين الطلب المحلي، وهي علامات على أن الإنفاق الرأسمالي يعود، وأن هناك انخفاضا حادا في بطالة الشباب.

وأضاف: إنه على المدى الطويل سيكون هناك مزيد من الدعم من الأموال العامة للدول الأعضاء لجعلها في وضع أفضل مما يمنح الحكومات مساحة أكبر لتعزيز الانتعاش.

ويشير الاقتصاديون إلى أن العلاقة بين الأخبار الاقتصادية الأكثر إشراقًا وتقلص شعبية الأحزاب المناهضة للاستقرار تعمل في كلا الاتجاهين. وقد ساعد تراجع الشعبوية بدوره الاقتصاد.

ويقول بيرت كولين من بنك أي إن جي في أمستردام: «يبدو أن الثقة في الاقتصاد الأوروبي تعود بسرعة إلى حد ما». ويضيف: إن الوضع الأكثر إشراقًا يرجع إلى القوة الاقتصادية التي تظهر في الأرقام والتقارير الرسمية، وتغير المناخ السياسي منذ الانتخابات الهولندية والفرنسية.

وقال كولين: «هناك شعور بأننا حولنا المسار من حيث المخاطر السياسية. وبعد فوز ترامب وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كان هناك قلق من أن نرى المزيد من هذا الشعور، وكان من الممكن أن يؤدي ذلك إلى سقوط اليورو». لكنه يحذر مما وصفه بالـ «يوروفوريا». كما أنه يرى مخاطر أخرى من مشاكل ديون اليونان ومن إيطاليا، حيث لا تزال البطالة مرتفعة هناك، وخاصة بين الشباب.

وأضاف: «سيكون من السخرية أن نعتقد أن كل المشاكل لا علاقة لنا بها».

وأشار راينهارد كلوس من شركة يو بي إس إلى أن نتائج استطلاعات الرأي التجارية تبدو أقوى من أرقام إحصائيات النمو الرسمية، وقال: نحن نسير على علو شاهق. ولكن هذا التفاؤل لا ينعكس بشكل كامل في البيانات الصعبة.

ويتوقع كلوس حدوث تباطؤ في وتيرة النمو بمنطقة اليورو في النصف الثاني من هذا العام، في حين يبدأ ارتفاع التضخم في أضعاف القدرة الشرائية للأسر، ويبدأ البنك المركزي الأوروبي بالتفكير في التراجع عن سياسة الحافز في برنامجه الضخم لطباعة الأموال. لكن ذلك لم يكن سببًا للتشاؤم، وقال كلوس: «على الرغم من أنه لا يمكننا الحفاظ على معدلات نمو النصف السنوي الأول، إلا أن التباطؤ من ذلك لا يعني أنها أنباء سيئة. من الناحية النسبية، تبدو أوروبا جيدة».

ووسط هذا التفاؤل، تتمتع الاقتصادات الرئيسية الخمسة في منطقة اليورو بالاستقرار النسبي، بدءًا من قوة ألمانيا إلى اليونان المضطربة باستمرار.

(الجارديان)