1027904
1027904
العرب والعالم

آلاف يفرون من الرقة مع اقتراب ساعة المعركة

01 يونيو 2017
01 يونيو 2017

قائد الجيش الأردني يؤكد أن قوات بلاده لن تدخل سوريا -

عواصم -عمان - بسام جميدة - وكالات:-

قالت منظمة أطباء بلا حدود أمس إن نحو عشرة آلاف مدني فروا إلى مخيم يقع مباشرة إلى الشمال من مدينة الرقة معقل تنظيم داعش في سوريا مع وصول مئات آخرين يوميا فيما تقترب ساعة المعركة.

ويفر السكان من الرقة تحت ستار الليل مع اقتراب قوات مدعومة من الولايات المتحدة ويفضلون عبور حقول ألغام ومواجهة نيران المتشددين على المخاطرة بالموت في معركة كبرى من المتوقع أن تنطلق شرارتها قريبا.

وقالت ناتالي روبرتس طبيبة الطوارئ من منظمة أطباء بلا حدود في فرنسا التي عادت لتوها من المنطقة للصحفيين «ليس نزوحا هائلا لكن نحو 800 شخص يصلون يوميا إلى عين عيسى».

ويخضع المخيم في قرية عين عيسى لإدارة قوات سوريا الديمقراطية وهي تحالف يهيمن عليه المقاتلون الأكراد. وتقف قوات سوريا الديمقراطية حاليا على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من الرقة وتعتزم شن هجوم على داعش.

وكانت أطباء بلا حدود تعتزم تحويل المخيم إلى نقطة عبور للمدنيين. وقالت روبرتس إنه مع الحاجة إلى تسجيل كل شخص وعدم وجود مكان بديل يلجأ إليه كثير من الفارين استقبل المخيم عددا أكبر من طاقته البالغة ستة آلاف شخص.

وتدهورت الأوضاع خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة. وقالت روبرتس إن الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى لم تتمكن بعد من التواجد في المنطقة.

وتقدم منظمة أطباء بلا حدود الرعاية الأولية وتشمل اللقاحات ورعاية الأمهات وعلاج الحالات المرضية المزمنة. ويجري إرسال المصابين جراء الحرب وغالبيتهم أصيبوا بسبب الألغام إلى ثلاثة مستشفيات تابعة للمنظمة تقع إلى الشمال.

ولم يعرف بعد عدد الأشخاص الذين بقوا في الرقة قاعدة عمليات التنظيم المتشدد في سوريا منذ أكثر من ثلاث سنوات والتي تعد رمزا مهما لدولة الخلافة التي أعلنها في سوريا والعراق. وقبل عمليات النزوح الأخيرة كانت التقديرات تشير إلى أن عدد سكان المدينة 200 ألف.

وقالت روبرتس إنه يبدو أن قصف التحالف للرقة موجه بشكل جيد حتى الآن لكن مستشفيات المدينة لن تكون مهيأة لعلاج الإصابات الناجمة عن تكثيف القصف. من جهته، بدأ الجيش السوري عملية عسكرية ضد تنظيم (داعش) بحماه أطلق عليها عملية «الفجر الكبرى» في ريف السلمية الشرقي وسيطر على قرية البرغوثية في المنطقة بعد معارك مع التنظيم، حسب مصدر عسكري، وتركزت الضربات الجوية والمدفعية على مراكز قيادة واتصال وتحركات داعش في قرى البرغوثية وعرشونة وأبو حبيلات وعكش وأم ميل وتبارة الديبة شرق مدينة سلمية، وواصلت وحدات من الجيش بالتعاون مع الحلفاء عملياتها في ريف حمص الشرقي ضمن عدة محاور في البادية السورية، بتغطية من سلاح الطيران والمدفعية اللذان نفذا عمليات على مقرات التنظيم.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إنّ وزارة دفاع بلاده تؤكد ما تناقلته وسائل إعلام حول تفاهم تنظيم المقاتلين الأكراد مع تنظيم «داعش»، بخصوص خروج الأخير من محافظة الرقة السورية وانسحابه نحو تدمر دون قتال . وأوضح لافروف، أنّ وزارة الدفاع الروسية تسند نبأ الاتفاق بين التنظيمين إلى معطيات موثوقة.

وأضاف لافروف أنّه سمع بنفي المقاتلين الأكراد صحة الاتفاق، مبيناً أنّ المعلومات المتوفرة لدى موسكو تشير عكس ذلك، وتابع قائلاً: «وزارة الدفاع الروسية تؤكد هذه المعلومات وتسندها إلى معطيات موثوقة، والأكثر من ذلك فإنّ عناصر داعش بدأوا بالتحرك من الرقة نحو تدمر بعد انتشار هذه الادعاءات، وكما تعرفون فإنّ القوات الروسية قصفت مواكبهم».

كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل أكثر من 80 مسلحا من تنظيم داعش، وتدمير 36 سيارة و8 صهاريج و17 سيارة «بيك آب» مزودة برشاشات، أثناء محاولتهم الخروج من الرقة، ليل 30 مايو. وقالت الوزارة، في بيان، إن الضربات وُجهت إلى الأهداف بعد اكتشافها وتحديدها من قبل الطيران الروسي. وأكد البيان أن «قيادة مجموعة القوات الروسية، العاملة على أراضي الجمهورية العربية السورية، مستمرة في اتخاذ الإجراءات الضرورية للحيلولة دون خروج مقاتلي داعش من الرقة نحو محافظتي حمص وحماة» . وأوضحت الوزارة أن القوات الجوية الروسية أحبطت محاولتين لخروج مسلحي تنظيم داعش من مدينة الرقة خلال أسبوع ، مشيرة إلى أن القوات الجوية الفضائية الروسية تمكنت من تدمير قافلة ، كانت متجهة من الرقة إلى تدمر يوم 25 مايو . وأشارت الوزارة إلى أن مسلحي «داعش» يعبرون نهر الفرات ويخرجون من الرقة ، على الرغم من أنهم مطوقون من قبل «قوات سوريا الديمقراطية» وقوات أمريكية وفرنسية وبريطانية خاصة.

إنسانيا، استؤنفت عملية إجلاء حالات مرضية، من بلدتي كفريا والفوعة ريف ادلب الشمالي باتجاه حلب، مقابل خروج حالات مماثلة من مخيم اليرموك جنوب دمشق، وذلك في إطار اتفاق البلدات الأربع. وذكرت مصادر عدة أن «4 حالات مرضية مع 12 مرافقاً خرجوا من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في ريف ادلب الشمالي باتجاه حلب مقابل خروج حالات مُماثلة من مخيم اليرموك جنوب دمشق».

وتحدثت أنباء مؤخرا عن شروط جديدة طرحتها الأطراف المعنية تتضمن إخلاء باقي أهالي كفريا والفوعة خلال 60 يوماً وتنفيذ وقف لإطلاق النار في كفريا والفوعة وعدد من البلدات والقرى في ريف إدلب وفي ببيلا وبيت سحم ويلدا في الغوطة الشرقية مقابل إخلاء مسلحي جبهة النصرة من مخيم اليرموك وإطلاق سراح عدد من المعتقلين.

وفي سياق آخر ألقت طائرة الشحن العسكرية مظلات تحمل مساعدات غذائية للأحياء السكنية المحاصرة في دير الزور ليتم توزيعها من خلال فرع الهلال الأحمر العربي السوري على الأهالي. ويتعرض الأهالي في مدينة دير الزور للحصار من قبل تنظيم «داعش» الإرهابي الذي يمنع وصول المواد الغذائية عبر الطرق البرية إلى المدينة.

من جهة أخرى، أكد قائد الجيش الأردني ان القوات المسلحة الأردنية لن يكون لها أي تواجد في سوريا و«لن تدخلها»، بحسب الموقع الالكتروني للقوات المسلحة. وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق الركن محمود فريحات خلال حضوره مأدبة إفطار مع متقاعدين عسكريين مساء أمس الأول، أن «القوات المسلحة لن يكون لها أي تواجد أو دخول للأراضي السورية كما يشاع ويقال عبر وسائل الإعلام المختلفة».

وقال الموقع ان مدير الاستخبارات العسكرية قدم «إيجازا عن الأحداث العربية والإقليمية بالمنطقة وآخر التطورات على المناطق الحدودية خصوصا الشمالية والشرقية منها» مع سوريا والعراق.