1027865
1027865
العرب والعالم

كابول تحت وطأة الصدمة وتشيع ضحايا الاعتداء المروع

01 يونيو 2017
01 يونيو 2017

المخابرات الأفغانية تتهم «شبكة حقاني» -

كابول - (أ ف ب): شيعت كابول أمس ضحايا أسوأ اعتداء تشهده منذ 2001 وهي لا تزال تحت وطأة الصدمة فيما يتصاعد غضب السكان إزاء فشل الحكومة الأفغانية في حمايتهم.

ولقي 90 شخصا على الأقل مصرعهم وأصيب 400 آخرون بجروح في الاعتداء بشاحنة مفخخة الذي استهدف صباح أمس الأول الحي الدبلوماسي في العاصمة الأفغانية دون أن تعرف بدقة الجهة المستهدِفة.

وهو أشد الاعتداءات دموية في كابول منذ الإطاحة بنظام طالبان في 2001.

وأحدث الهجوم الذي نفذ في خامس أيام شهر رمضان، حفرة هائلة في هذه المنطقة التي تؤوي القصر الرئاسي والعديد من السفارات الأجنبية ويفترض أنها الأشد تحصينا في البلاد. ولحقت ببعض السفارات أضرار كما قتل أو أصيب عشرون من موظفيها.

وبدأت أجهزة المدينة وقوات الأمن صباح أمس إزالة السيارات المحترقة على جانبي الطرقات وآثار الاعتداء في حين تستعد الأسر المكلومة لدفن ضحاياها في حين يستمر آخرون في البحث عن المفقودين منهم. وأشارت السلطات الصحية إلى أن العديد من الجثث الممزقة والمتفحمة قد يتعذر التعرف على هويات أصحابها.

وشهدت كابول في الأشهر ال 12 الأخيرة 15 اعتداء كبيرا وباتت في الفصل الأول من 2017 المكان الأشد خطرا على المدنيين في أفغانستان، بحسب الأمم المتحدة.

ويتزايد غضب السكان على الحكومة وقوات الأمن العاجزة عن حمايتهم، ويتساءل الكثير منهم كيف لم تتمكن اجهزة الاستخبارات من منع شاحنة مفخخة من الدخول الى حي يعج بالحواجز الأمنية وينتشر فيه الحراس الأمنيون بكثافة.

وقال أحد سكان كابول لقناة تولو نيوز «كم من الوقت سيتعين علينا الاستمرار في تحمل سفك الدم في بلادنا؟»، مضيفا «لقد فقدت أخي في الانفجار والحكومة فشلت باستمرار في ضمان امننا».

ويستمر التساؤل بشأن منفذي الاعتداء حيث لم تعلن أية مجموعة متمردة في أفغانستان حتى الآن مسؤوليتها عنه.

ونفت حركة طالبان التي بدأت «هجوم الربيع» التقليدي في أبريل، أي تورط لها وأكدت «تنديدها الشديد» بالاعتداء.

غير أن المحللين بدوا حذرين إزاء هذه المزاعم، مشيرين الى ان حركة طالبان الحريصة على شعبيتها كانت أبدت ترددا في الماضي في تبني مسؤولية اعتداءات قتل فيها الكثير من المدنيين. كما أن تنظيم داعش الذي نفذ عدة عمليات دامية في كابول في الأشهر الأخيرة، لم يعلن مسؤوليته.

من جهتها، اتهمت أجهزة المخابرات الأفغانية شبكة حقاني المجموعة المسلحة الحليفة لطالبان والتي نفذت العديد من الهجمات ضد القوات المحلية والأجنبية في أفغانستان. وكان الاعتداء الذي أتى في ظرف تدهور أمني ووضع مهتز في أفغانستان، موضع إدانة كبيرة في العالم باسره.

وندد الرئيس الأمريكي ب «الطبيعة الوحشية للإرهابيين الذين هم أعداء كافة الشعوب المتحضرة»، كما «أشاد بقوات الأمن الافغانية لجهودها الثابتة في الدفاع عن الشعب الأفغاني في مواجهة أعدائه الذين يحاولون حرمانه من الامن والازدهار الذي يحتاجه كثيرا»، بحسب البيت الأبيض.

وتفكر الولايات المتحدة المنخرطة في أفغانستان في أطول نزاع في تاريخها، حاليا في إرسال عسكريين إضافيين.

وهي تنشر حاليا 8400 عسكري في أفغانستان الى جانب خمسة آلاف ينتمون الى دول اخرى في الحلف الأطلسي تتمثل مهمتهم الأساسية في تدريب الجنود الافغان وتقديم المشورة لهم.

وقالت منظمة العفو الدولية إن اعتداء الأربعاء يظهر ان «النزاع في أفغانستان لا يخفت بل يتفاقم بشكل خطر وبطريقة يفترض أن تلفت اهتمام المجتمع الدولي».