العرب والعالم

كلينتون: خسارتي في الانتخابات سببها تواطؤ بين روسيا وأمريكيين

01 يونيو 2017
01 يونيو 2017

واشنطن - (أ ف ب): ذهبت هيلاري كلينتون أمس الأول أبعد من السابق في تبرير هزيمتها في الانتخابات الرئاسية أمام دونالد ترامب، مؤكدة أن أمريكيين بينهم أعضاء في فريق الرئيس الجمهوري تواطأوا على الأرجح مع الروس في الهجمات الإلكترونية التي استهدفتها.

وخلال مؤتمر تكنولوجي عقد الأربعاء، تناولت المرشحة الديمقراطية التي خسرت الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، بإسهاب حملة التضليل الإعلامي والقرصنة التي نسبتها الأجهزة الأمريكية إلى روسيا والتي تعرضت حملتها لها خلال الأشهر التي سبقت عملية الاقتراع.

وقالت كلينتون خلال المؤتمر التكنولوجي الذي استضافته رانشو بالوس فيردي في كاليفورنيا ونظمه موقع «ريكود» لأخبار القطاع التكنولوجي إن «الروس برأيي، واستنادا إلى الأشخاص في الاستخبارات ومكافحة التجسس الذين تحدثت إليها، لما كانوا عرفوا كيف يستخدمون هذه المعلومات كأسلحة لو لم يحصلوا على مساعدة من أمريكيين»، مشيرة إلى سيل المعلومات الكاذبة التي نشرت على الإنترنت وإلى عمليات النشر الأوتوماتيكية لتغريدات ورسائل على وسائل التواصل الاجتماعي وإلى الرسائل الإلكترونية التي تمت قرصنتها.

وأشارت خصوصا إلى دور لعبة أشخاص مطلعون على «استطلاعات الرأي والبيانات». وردا على سؤال عن الجهة التي كانت توجه الروس أجابت وزيرة الخارجية السابقة «إننا نحصل على معلومات متزايدة عن كل اتصالات بين مسؤولين في حملة ترامب وشركاء لترامب مع الروس قبل الانتخابات وخلالها وبعدها».

ولما سألتها الصحفية التي كانت تدير الحوار ما إذا كانت تميل إلى اتهام ترامب أجابت كلينتون «نعم نعم أميل إلى ترامب. من الصعب ألا أفعل ذلك».

ورد الرئيس الأمريكي على هذه الاتهامات في رسالة على تويتر في وقت متأخر مساء الأربعاء، منتقدا منافسته السابقة لعجزها عن تحمل مسؤولية هزيمتها.

وكتب ترامب «هيلاري المحتالة تلقي باللوم الآن على الجميع باستثنائها هي نفسها، وترفض الإقرار بأنها كانت مرشحة سيئة. تتهم فيسبوك وحتى الديموقراطيين واللجنة الوطنية الديمقراطية». وهو يشير بذلك إلى تأكيدات كلينتون بأن حملة المعلومات الكاذبة لقيت رواجا على موقع فيسبوك، وبأنها كانت مشلولة لأن الحزب الديموقراطي لم يكن لديه نظام معلوماتي متطور، خلافا للحزب الجمهوري.

لكن كلينتون ردت ساخرة على تويتر مستخدمة كلمة من أحرف غير متجانسة لا معنى لها تضمنتها تغريدة غير مكتملة لترامب قبل ليلة وأثارت تعليقات ونكات من كل أنحاء العالم طيلة أكثر من خمس ساعات. أزيلت الرسالة في وقت مبكر الأربعاء وعلق عليها ترامب ساخرا في تغريدة تالية.

عند سؤال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر حول الكلمة الغامضة، أجاب الصحفيين الذين لم يقتنعوا بكلامه أن ترامب «ومجموعة صغيرة من الأشخاص يعرفون تحديدا ما معناها»، دون إعطاء أي توضيح. وأطلقت عدة لجان تابعة للكونغرس تحقيقات حول تدخلات روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016 وأي تنسيق ممكن مع معاوني حملة ترامب.

وعينت وزارة العدل الأمريكية مدعيا عاما خاصا هو المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي «اف بي آي» روبرت مولر لترؤس تحقيق منفصل ومستقل. ورأت كلينتون التي استبعدت الترشح مجددا، أن أكبر دليل على هذا التنسيق جرى قبل شهر من الانتخابات، حين بث موقع ويكيليكز رسائل إلكترونية تمت قرصنتها من بريد رئيس حملتها جون بوديستا، بعد ساعة واحدة من كشف الصحافة الأمريكية عن تسجيل فاضح للمليادير الجمهوري.

وقالت «لا بد أنهم كانوا مستعدين لذلك. كانت لديهم حتما خطة، وتلقوا الضوء الأخضر، -حسنا هذه قد تكون نهاية حملة ترامب، انشروها الآن-»، مشددة في الوقت نفسه على أنها تعول على التحقيقات التي تجريها السلطات الأمريكية حاليا بهذا الخصوص لإلقاء الضوء كامل على التدخل الروسي. كذلك نسبت كلينتون هزيمتها إلى المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي الذي أعلن إعادة فتح ملف رسائلها الإلكترونية قبل أيام قليلة من الانتخابات، وهي اتهامات سبق ووجهتها إليه.

وقالت «كشف عن كل ذلك، وبدأت على الفور في التراجع» في استطلاعات الرأي، متفادية الخوض في نقد ذاتي لحملتها.

مع ان هيلاري قالت انها تتحمل «مسؤولية» خسارتها إلا أنها رفضت التحدث علنا عن الأخطاء التي شابت حملتها.

ورددت «حصلت على ثلاثة ملايين صوت» أكثر من ترامب، غير أنها خسرت الانتخابات بسبب نظام الاقتراع غير المباشر المعتمد في الولايات المتحدة.