4
4
روضة الصائم

النسختان السابعة والثامنة لجامع ابن بركة تتميزان بوضوح الخط وجودة الورق

01 يونيو 2017
01 يونيو 2017

إدريس باحامد القراري -

تواصلا مع موسوعة ابن بركة نقدم النسخة السابعة: برقم: (482) وهي تقع في (473) صفحة، خطّت بخط النسخ المشرقي الجميل، بلون أسود وهو الغالب، وأحمر لبعض الألفاظ ورؤوس الأبواب، مقاس الصفحة الواحدة 33 سم طولا و22 سم عرضا بمعنى أنه من الحجم الكبير، تحمل كل صفحة: 25 سطرًا، نسخ هذه القطعة الشيخ: محمد بن سعيد بن عبيد بن محمد المطيوعي، نسخه للشيخ: محمد بن مسعود بن سعيد بن خميس البوسعيدي بتاريخ: نهار الأربعاء لأربع ليال خلون من شهر جمادى الأولى 1295 هجرية. ما يميز هذه المخطوطة وضوح الخط، وجودة الورق الذي تأثر في بعض حوافه، لذا فقد غلف تغليفًا حراريًا بالكامل حفاظًا عليه، كما شمل على هوامش مهمَّة جدًّا، إضافة إلى فهرس يوضح عناوين الأبواب في مقدمته.

ومما يميِّزُ هَذهِ النُّسْخَة كَوْنُ الشيخ محمَّد بن مسعود البوسعيدي قابلها على النسخة التي نقلت منه، وذلك في الثامن والعشرين من شهر شعبان 1295هـ بمعنى في نفس السنة التي نسخ في هذا المخطوط، وهذا الأمر له عدّة دلالات، وهذا ما نجده مقيدًا بعد حرد المتن بما مفاده: «تم الكتاب معروضًا مصححًا على نسخته التي نسخ منها على حسب الطاقة والإمكان والله أعلم بصحته وبه التوفيق في اليوم الثامن والعشرين من شهر شعبان من شهور سنة 1295هـ، كتبه العبد الفقير الحقير أسير ذنبه محمد بن مسعود بن سعيد البوسعيدي بيده» (ص 472). ومما يميز المخطوط أيضا وجود تمليك مهم بعد حرد المتن مفاده: «آل إليّ هذا الكتاب من الشيخ محمد بن مسعود بن سعيد البوسعيدي بالملك الصحيح، كتبه الفقير: جمعة بن سعيد بيده» (ص: 472).

بداية هذه القطعة: «هذا جامع الشيخ أبي محمد عبدالله بن محمد بن بركة -رحمه الله- وغفر له إنه على كل شيء قدير، بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، الحمد لله الواحد القهّار الكبير المتعال..» (ص: 3).

نهاية هذه القطعة: «...وقال آخرون: معنى قوله عليه السلام ليس منا، ليس بولي لنا وهذا هو الحق والله أعلم، تمّ الكتاب..» (ص 472).

النسخة الثامنة

أما النسخة الثامنة، برقم: (552) لكتاب جامع الشيخ ابن بركة أو على الأرجح موسوعة الإمام ابن بركة، وهذه النسخة التي بين أيدينا من النسخ الرائعة الفريدة في بابها، لما تحويه من تقييدات مهمة، فهذه النسخة تحمل بين جنباتها: (391) صفحة، بمقاس: 33 سم طولًا و22 سم عرضًا، خطّت بخط نسخ مشرقي جميل وواضح وثخين، عدد الأسطر: 25 سطرًا في كلّ صفحة، ورقه أصفر مائل للون البني، وعليه آثار القدم، الأمر الذي تشهد به بعض الآثار التي لحقت به كالرطوبة وبعض السوائل على الحواف خاصة الصفحات الأولى منه، نسخ هذه النسخة الشيخ: خلفان بن محمد بن صالح بن محمد بن علي بن خميس الجامعي النخلي، للشيخ حمد بن سعيد بن ناصر بن خلف بن ناصر المعولي المسلماتي، يوم الأربعاء 3 محرم 1208 هجرية.

ما يميز هذه النسخة أمور عديدة منها: تصدير الكتاب بفهرس يوضح أبواب الكتاب، والنَّصُ مكتوب داخل إطار ذي خطين أحمر وأسود على خلاف بقية النسخ التي تمّ الحديث عنها سالفا، إضافة إلى بعض التقييدات المهمة منها ما وجد مكتوبا على ظهر الصفحة الأولى مفاده: «هذا الكتاب لي وأنا الحقير لله حمود بن علي الرمحي بيده يوم 15 من ذي الحج سنة 1334هـ شريته بسبعة قروش ونصف.... أحمد بن إبراهيم» وهذا الاسم الأخير من يقصد هل يقصد به أنه اشتراه من السيد أحمد بن إبراهيم البوسعيدي هذا يحتاج إلى مزيد من التحقق. وبعده مباشره تقييد مفاده: «هذا الكتاب لي وأنا العبد لله ناصر بن راشد المنذري بيده»، وبعده مباشرة تقييد مشطوب مفاده: « هذا الكتاب لي وأنا مسعود بن عبدالله المهدي» وهذا الأخير ذكر تقييدًا مهمًّا له بعد حرد المتن مفاده: « شريت هذا الكتاب من بندر زنجبار بثلاثين ربّية ....الفقير لله عبد الله بن سعيد 22 شعبان 1330هـ» (ص 390). كما نجد تقييدين بعد الفهرس مفادهما: « هذا الكتاب لي ولله كل شيء وكتبه الفقير لله ناصر بن راشد المنذري بيده» «هذا الكتاب ملكي والملك لله الواحد القهار، كتبه الشيخ ناصر بن راشد المنذر، بقلم العبد لله سعود بن عبد الله».

كما أنَّ بِآخِرِ المخطوط بيانا مهمّا يوضِّحُ فيه تقسم آثار فلج (بو ثعلب)، كتبه الفقير إلى الله تعالى إبراهيم بن سعيد بن محسن بن زهران العبري بيده، يوم حادي من شهر رمضان 1341هـ في أيام إمام المسلمين محمد بن عبد الله بن سعيد بن خلفان الخليلي.

ومما يلاحظ على المخطوط أن أرقام الصفحات متأخرة عن تاريخ النسخ لاختلاف الحبر، كما أن طريقة كتاب الأرقام غريبة خاصة بعد العشرة من المائة فكاتب الأرقام يكتب مثلا (110) بهذا الشكل: (1010)، ويكتب 201 بهذا الشكل: 2001، لذا نجد آخر صفحة برقم: 390 على الصحيح مكتوبة بهذا الشكل: (30090). أعجبني حرد متن هذه النسخة لما فيه من تقييدات تاريخية مهمَّة لذا سأورده كما هو: «هذا آخر ما يسَّر الله تعالى من تمام إتمام سقط الزيد وضوئه من هذا الجامع الشريف المنسوب إلى الشيخ المؤيد العالم العلاَّمة الممجّد صاحب الروايات الصادقة والآراء الموافقة، والحجج الناطقة والبراهين الفايقة أبي محمد عبدالله بن محمد بن عبدالله بن بركة البهلوي الضرحي الفرهودي الإباضي المحبوبي -رضي الله عنه- ونفعنا بعامّة تآليفه، وصحيح تصنيفه وتمامه يوم الأربعاء وثالث من شهر المحرَّم من شهور سنة ثماني سنين ومائتين وألف من الهجرة النبوية المحمدية على مهاجرها أفضل الصلاة والسلام على يد الفقير لله المتوكّل عليه: خلفان بن محمد بن صالح بن محمد بن علي بن خميس الجامعي النّخلي، نسخه للشيخ: حمد بن سعيد بن ناصر بن خلف بن ناصر المعولي المسلماتي وهو يومئذ (قاض) بأرض السواحل ببندر زنجبار في خدمة مولانا: سعيد بن سلطان بن الإمام أحمد بن سعيد، متّعنا الله بوجوده ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم» (ص: 390).

بداية هذه القطعة: «هذا جامع الشيخ أبي محمد عبد الله بن محمد بن بركة رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، الحمد لله الواحد القهّار الكبير المتعال...».

نهاية هذه القطعة: «ألم تر أن النبي  رخَّص للعرنيين شرب أبوال الإبل للاستشفاء الذي كان بهم، والله أعلم وبه التوفيق، تمّ والحمد لله حقَّ حمده والصَّلاَة والسَّلاَمُ على من لا نبيّ بَعْدَهُ وعلى آله وصحبه» (ص: 390).