العرب والعالم

شكوك حول قدرة ماي في تحقيق فوز كاسح أمام كوربيين

31 مايو 2017
31 مايو 2017

قبل 8 أيام على الانتخابات البريطانية -

لندن - (أ ف ب): قبل ثمانية أيام على الانتخابات التشريعية، تواجه رئيسة الوزراء تيريز ماي صعوبات يمكن أن تثير شكوكا حول قدرتها في تحقيق فوز كاسح أمام المعارضة العمالية كما كان يبدو قبل قبل بضعة أسابيع.

هل يمكن أن تخسر ماي الرهان الذي أطلقته عندما دعت في أبريل إلى انتخابات مبكرة؟ آنذاك كان المحافظون يتقدمون بنحو عشرين نقطة على العماليين في استطلاعات الرأي وكانوا بالتالي في موقع قوة لتعزيز غالبيتهم في مجلس النواب والتي تبلغ حاليا 17 مقعدا.

كانت الفكرة تحقيق فوز مزدوج: من جهة إعطاء ماي تفويضا صريحا لخوض مفاوضات بريكست ومن جهة ثانية القضاء على اليسار المتطرف في حزب العمال بزعامة جيريمي كوربن.

إلا أن الحملة شهدت عدة عثرات في المعسكر المحافظ. بدأت أولا بعرض برنامج الحزب والذي أثار جدلا حول مشروع إصلاح المساعدات الاجتماعية للمسنين.

مؤخرا، تعرضت ماي للانتقاد حول الاقتطاعات التي أجرتها الحكومة المحافظة على صعيد الشرطة والخدمات العامة منذ العام 2010، حتى أن حزب يوكيب المعادي للاتحاد الأوروبي اتهمها بالمسؤولية جزئيا عن اعتداء مانشستر الذي أوقع 22 قتيلا في 22 مايو.

وفي استطلاعات الرأي، ترجمت هذه الصعوبات بتقارب بين المحافظين والعمال. وكشف استطلاع أجراه «آي تي في سورفيشن» ونشر الثلاثاء ان حزب ماي (43%) لم يعد يتقدم سوى بست نقاط على العمال (37%).

لكن الوضع أسوأ بالنسبة إلى المحافظين إذ تكشف توقعات موقع «يوغوف» التي نشرتها صحيفة «ذي تايمز» الأربعاء انهم يمكن أن يخسروا 20 مقعدا في مقابل 30 سيفوز بها العماليون. مع أن المحافظين سيظلون القوة الأولى في البرلمان لكن مثل هذه النتيجة ستحرمهم من الغالبية.

إلا أن صحيفة «ذي تايمز» حذرت من هذه التوقعات التي أجريت في غضون أسبوع وشملت نحو 50 ألف شخص تتضمن «هامش خطأ كبير»، إذ أن هناك احتمالا آخر بفوز كبير للمحافظين.

كما ان استطلاع «يوغوف» استقبل بتحفظ من المعسكرين. وقالت ماي خلال زيارة إلى بلايموث (جنوب غرب انجلترا) ان «الاستطلاع الوحيد المهم هو الذي سيتم في 8 يونيو» المقبل. من جهتها، علقت انجيلا راينر وزيرة الثقافة في حكومة الظل «لا أثق باستطلاعات الرأي». مع أن الاستطلاع لا يحدد من سيكون الفائز إلا انه يكشف إلى أي حد بات من الصعب على المحافظين تحقيق فوز كاسح مما يفسر بحسب بعض المحللين التشدد في لهجة ماي إزاء كوربن في الأيام الأخيرة.

وعنونت صحيفة «ذي جارديان» أمس «ماي تكثف هجماتها الشخصية مع تقارب النتيجة في استطلاعات الرأي».

وأعربت ماي في زيارة الى ولفرهامبتون (وسط انجلترا) عن شكوكها في قدرة كوربن على مواجهة المفاوضات الصعبة حول بريكست وقالت إنه لو أصبح رئيسا للحكومة «فسيجد نفسه وحيدا وغير جاهز في قاعة المفاوضات في الاتحاد الأوروبي».

وعلق كوربن في مؤتمر صحفي في لندن ان هذه التصريحات «في غير مكانها» واتهم ماي بالسعي الى مواجهة مع بروكسل يمكن ان تكلف بريطانيا غاليا. ويشكل الغموض حول نتيجة الانتخابات التشريعية المبكرة ضغوطا على العملة البريطانية. ويقول ديفاتا تسينغ المحلل لدى «اف اكس برو» ان «استطلاعات الرأي إذا واصلت ميلها نحو العماليين بحلول انتخابات 8 يونيو فإن القلق إزاء الآفاق السياسية والاقتصادية غير الواضحة بعد بريكست سيزداد وسيشكل ضغوطا أكبر على الجنيه الاسترليني».