روضة الصائم

الأشـخـــــــرة

31 مايو 2017
31 مايو 2017

تعتبر نيابة الأشخرة التي تتبع ولاية جعلان بني بوعلي بمحافظة جنوب الشرقية أحد أهم وأشهر الوجهات السياحية في فصل الصيف، حيث يهب نسيمها العليل والذي يتأثر بموسم الخريف في محافظة ظفار ويعتبر النسيم البارد الذي يهب على المنطقة هو أبرز المقومات التي تستقطب السياح لنيابة الأشخرة حيث تتمتع هذه النيابة بوجود السواحل البكر ذات الرمال الذهبية الناعمة والتي تأوي إليها الكثير من تجمعات الطيور. تبعد الأشخرة بحوالي 30 كم عن ولاية جعلان بني بوعلي وقد عرفت بهذا الاسم نسبة إلى كثرة نمو شجرة الأشخر.

وفي هذا المسار التاريخي، لابد من الإشارة إلى أن هذه الجزيرة تحتل موقعا تجاريا مهما لأنها قطب الرحى بين الجزيرة العربية وشرق إفريقيا وغرب جنوب المحيط الهندي، وهكذا فإن المسلمين الأوائل كانوا تجارا ودعاة دين في آن واحد، بحيث أعطوا الدين الإسلامي بعده الحضاري الحقيقي، من خلال سلوكاتهم العملية المتميزة بالأمانة والصدق والإخلاص.

إن تاريخ هذه الجزيرة لا يزال يكتنفه الغموض بالنسبة إلى ظهور الحركة الإباضية فيها ما عدا ما يشير إليه الشيخ العلامة نور الدين السالمي رحمه الله إلى نقض النصارى للعهد القائم بين المسلمين والمسيحية، إذا يقول: (ونقضوا ما بينهم وبين المسلمين فهجموا على سقطرى وقتلوا والي الإمام وفتية معهم وسلبوا ونهبوا وأخذوا البلاد قهرا فكتبت امرأة من أهل سقطرى قصيدة إلى الإمام الصلت تطلب منه النجدة من خلال القصيدة التي سنراها الآن.

إنها حقا انعكاس للشعور المفعم بالآلام، وهي صرخة مدوية في آذان الغافلين عن مصير الإسلام. تنبه وتوقظ المسلمين من نومهم العميق، يا ليت العالم الإسلامي يسمعها اليوم لينجد المسلمين والمسلمات في فلسطين، إن هؤلاء اليوم تحت وطأة النصارى واليهود،وهكذا تقول الزهراء السقطرية:

أمسـت سقطرى من الإسلام مقفرة

بعــد الشرائع والفرقان والكتب

جار النصارى على واليك وانتهبوا

من الحريم ولم يألوا من السلب

قـــل للإمـــام الذي ترجـى فضائــله

بــأن يغيث بنـات الدين والحسب

ما بـــال صلت ينــام الليـل مغــتبطاً

وفي سقطرى حريـم بـاد بـالنهب

يا للرجـــال أغيثـــوا كـل مسلمـــة

ولو حبوتم على الأذقان والركب

حتــى يعـــود عمـاد الدين منتصباً

ويهلك الله أهــل الجـور والريب

وثم يصبـح دعا الزهراء صادقة

بعد الفسوق وتحيى سنــة الكتب

العلم بين المنح والمنع :

أأنثر درا بــــــــين سارحـــــــة البهـــــــم

وأنظم منثورا لراعــــــــية الغـــــــــــنـم

لعمري لئن ضُيعت في شر بلدة

فلست مُضيعا فيهم غرر الكــــلم

لئن ســـــــهل الله العزيز بلطــــــــفــه

وصادفت أهلا للعلوم والحـــــــكـم

بثثت مفــــيدا واستفدت ودادهـم

وإلا فمكـــــــــــــنون لدي ومُكْتتـــــــم

ومن منح الجهال عــــــلما أضاعـه

ومن منع المستوجبين فقد ظلم