1024377
1024377
عمان اليوم

البرنامـج ساهـم فـي بنـاء كادر عُـماني قـادر على إيجاد منظومة اقتصادية تنافسية محلية وعالمية

30 مايو 2017
30 مايو 2017

Untitled-1

خريجو البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين يؤكدون لـ«عمان» -

كتب - محمد الصبحي -

أكدت مخرجات إدارة معهد تطوير الكفاءات بديوان البلاط السلطاني من خريجي البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين الدفعة الثانية قدرتهم على استدامة، وتعزيز تنافسية القطاع الخاص في السلطنة الذي سيسهم في تنويع مصادر الدخل والناتج المحلي في السلطنة، وذلك خلال حفل تخرجهم من البرنامج في نادي الواحات الأسبوع الماضي، والبالغ عددهم 35 خريجًا.

وقال المهندس فهد بن ناصر الحارثي مدير إقليمي لشركة هاليبورتون الأمريكية: «المشاركة في البرنامج فرصة للاحتكاك بالعديد من العقول القيادية في السلطنة، ومكن الرؤساء من المشاركة في العديد من حلقات العمل للاطلاع على خبرات دول أخرى التي تساهم في بناء كادر عماني على المستوى المحلي والعالمي، وإعطاء بيئة محفزة للأفكار الجديدة.».

وأضاف: «إن الانتساب لمعهد IMD مكننا من التواصل مع شبكة عالمية ذات خبرة واسعة في العديد من المجالات مثل: الريادة في القطاع الحكومي والخاص، بالنظر لمحاور البرنامج التي ركزت على تنمية القدرات الفردية للمشاركين، وتطوير القدرات القيادية لهم بما يضمن مشاركة مؤسسية أكثر تأثيرًا من القطاع الخاص واستدامة وتعزيز تنافسية القطاع الخاص في السلطنة مما يساهم في تنويع مصادر الدخل والناتج المحلي في السلطنة».

وأشار إلى أن البرنامج ركز على التفاعل والتواصل المباشر بين أعضاء البرنامج، وبين خبرات عالمية في مجال الريادة والقيادة مما مكن من التعرض لنموذج تعليمي مميز تعدى الجانب الأكاديمي ليشمل خبرة عملية مؤثرة وفعالة، ومهدت الطريق لبرنامج متكامل يعتمد على تغذية كافة مقومات الريادة والقيادة. إن من أهم مميزات حلقات العمل هو تفاعلها المباشر مع المشاركين في إطار عملي وأكاديمي مميز مما مكنهم من اكتساب خبرات فعالة في أهم أسباب نجاح وفشل النماذج العالمية في مجالات القيادة، الابتكار والريادة.

وأكدت فاطمة بنت يوسف آل إبراهيم عضو مجلس الإدارة التنفيذي لشركة الدولفين العالمية أن التعلم واكتساب الفهم والمعرفة مقومات لنمو وتطوير وازدهار المجتمع، والبرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين قام لتحقيق هذه الأهداف، والبرنامج محطة مهمة في رحلة التعلم والمعرفة والمميز أنه أُعد خصيصا للكوادر العمانية، وكمواطنة عمانية تعمل في القطاع الخاص أرغب بأن أنمي قدراتي ومهاراتي لتكون ليس فقط مناسبة للتعامل مع تحديات الوقت الحاضر بل لتمتد للتعامل مع تحديات المستقبل، أرغب بأن أكون فردًا منتجًا وقادرًا على قيادة المشاريع بأداء عال ودائم على المستويين الوطني والمؤسسي، وهذه مسؤولية كل عماني لدعم الاقتصاد الوطني.

تجربة ثرية

وأضافت: «البرنامج تجربة ثرية يتم تدريبنا فيه على أحدث الممارسات العالمية، ويفتح أمامنا رُؤى جديدة لكيفية خلق الفرص واستثمارها للوصول إلى الأداء العالي، وطرق التعامل مع التحديات وكيفية العمل على أي نوع من المشاريع، وشارك في البرنامج كفاءات عمانية ذات خبرات مختلفة لتطبيق مشروع وطني يهدف إلى استخدام الطاقة بكفاءة وهو مشروع يعتبر بعيدًا عن مجال خبرتنا وأعمالنا واستطعنا استيعابه بفضل وسائل التعليم والإرشادات التي وفرت لنا في البرنامج وأصبحنا واثقين من إنجازه، وتم تسليم المشروع لهيئة تنظيم الكهرباء - عمان، وكان انطباعهم أن منتج المشروع عالي الجودة».

من جانبه قال المهندس مسلم بن سعيد سالم المعشني الرئيس التنفيذي لشركة البركة للخدمات النفطية «أن البرنامج أضاف الكثير من المهارات الأساسية التي من شأنها تطوير وتجهيز منتسبي البرنامج للقيام بالدور المناط بهم في القطاع الخاص بمختلف مجالاته، وأضاف الكثير فيما يتعلق بالثورة التقنية الهائلة التي يتجه لها العالم الْيَوْمَ ومدى الأهمية في مواكبة هذا التوجه.

تفاعـل

وقال مجاهد بن سعيد الزدجالي نائب مدير عام تقنية المعلومات والقنوات الإلكترونية في بنك صحار «عمل البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين على تجهيز منتسبيه للتفاعل مع العديد من القضايا ومشاريع حقيقية وواقعية مع عمل دراسة لها ولعب دور مهم في اتخاذ القرارات، وساهم البرنامج في اتخاذ القرارات والتعامل مع مختلف الظروف والاحتمالات وإدارة الاختلافات التي يمكن أن تكون ضمن فريق العمل الواحد».

وقال هشام بن نجيب الزبيدي من الشركة العمانية للتنمية العمرانية والاستثمار رئيس الوحدة التجارية: إن محاور البرنامج ركز على البعد العالمي للقيادة والتنافسية ومناقشة التجارب والنجاحات والإخفاقات كذلك لمؤسسات عالمية معروفة بهدف استخلاص النتائج والسبل الأمثل للاستفادة من هذه التجارب، وتمثل شبكة العلاقات التي تم تكوينها على مستوى البرنامج إضافة دائمة للمحافظة على تنافسية واستمرار المكسب التأهيلي للخريجين من البرنامج.

وأضاف: «تعرضنا خلال البرنامج لأنماط مختلفة من التأهيل والتدريب الذي ساهم في تعزيز تجربة البرنامج، وقامت بعض فرق العمل بمتابعة تنفيذ المشاريع التي تم العمل بها خلال مدة البرنامج كما يعمل البعض الآخر على إزالة العوائق المواجهة لمشاريعهم وتحقيق مفهوم القيمة المُضافة من خلال هذه المشاريع».

من جهته، أوضح بهاء بن محمد رضا اللواتي مدير عام في عمانتل أن البرنامج ساهم في صقل العديد من المهارات القيادية لدى كافة المنتسبين، والتي ساهمت في بناء كادر عماني قادر على إيجاد منظومة اقتصادية تنافسية على المستوى المحلي والعالمي، وذلك يتماشى مع أهداف البرنامج، وما تطمح له الحكومة من تنويع اقتصادي وإيجاد فرص في القطاع الخاص للمساهمة في التنويع الاقتصادي.

وأضاف: «تم عقد البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين بين السلطنة، سويسرا وسنغافورة، الأمر الذي أتاح للمنتسبين فرص الاطلاع على تجارب الشركات المتعددة الجنسية من خلال ربط تلك الخبرات مع الخبرات المحلية وإيجاد حلول لبعض التحديات والفرص التي يواجهها القطاع الخاص في السلطنة».

وأوضح: إن البرنامج ما هو إلا بداية لتطوير كفاءات عمانية قادرة على التطوير، ويعول البرنامج على من الكفاءات العمانية للمساهمة في قيادة القطاع الخاص لتحقيق الأهداف المنوطة به في الخطة الخمسية الحالية.

تطوير الذات

من جانبها، أوضحت أزهار بنت محمد البروانية رئيسة قسم القيمة المحلية المضافة في شركة دليل للنفط أن البرنامج تجربة ثرية ومحطة مهمة في رحلة المعرفة وتطوير الذات، وتدرب المشاركون على أحدث الممارسات العالمية ومنهج المعهد له سمعة راقية في مجال الإدارة، حيث إنه يؤهل المشاركين أن تكون لديهم القدرة على وضع الاستراتيجيات وخطط العمل لتحقيق الأداء الناجح والاستثمار السليم.

وقال إسحاق بن محمد السرحني مدير عام الهندسة بشركة مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية أن البرنامج أضاف الكثير من المعرفة على أساليب مختلفة من الإدارة في إطار التنافس العالمي تتميز بالعمق والتنوع والتحاليل العميقة، مستخدمين أمثلةً عمليةً من واقع الاقتصادي العماني والعالمي.

من جانبه قال طلال بن سيف بن ناصر الصبحي: «إن البرنامج يهتم بمستويات الإنتاجية، وطرق التفكير البناء، تحفيز ثقافة النجاح مع فريقي في العمل، والإيمان بأهمية روح الفريق وجمال الإنجاز الجماعي. وكل هذا تم بنائه على منصة ثابتة من العلوم الإنسانية والاجتماعية التي فتحت آفاق المشاركين للتعرف على أنماط الشخصيات المختلفة وتنويرهم بطرق القيادة التي لابد أن تكون مختلفة للتأقلم مع الأنماط الشخصية المختلفة لاستخراج أعلى مستويات الأداء من كل نمط على حدة».

وأضاف: «إن الحلقات والدورات كانت متنوعة إلى حد كبير منها محاضرات أساسية وفتح الباب للنقاش، والتي ساعدتنا في إيجاد حلول مبتكرة ومتجددة لمشاكل روتينية، لتحقيق أعلى درجات الابتكار».

يذكر أن فريق العمل للشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص ممثلًا بديوان البلاط السلطاني كان قد أعلن في بداية شهر مايو الجاري عن إطلاق المسار الثاني للبرنامج الوطني للقيادة والتنافسية في القطاع الحكومي والذي يستهدف المديرين التنفيذيين في الوزارات والجهات الحكومية المعنية ببيئة الأعمال في السلطنة، كما تم الإعلان عن قائمة المشاركين في الدفعة الثالثة من البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين، ليستكمل البرنامج في دفعاته الثلاث تأهيل وتدريب 100 مشارك في البرنامج ضمن أعماله الهادفة إلى تطوير رؤساء تنفيذيين عُمانيين بالمستوى المأمول. وتتميز البرامج الوطنية في هذين المسارين (مسار المديرين التنفيذيين في القطاع الحكومي والرؤساء التنفيذيين في القطاع الخاص) بعملية اختيار تتسم بالشفافية وفق معايير واضحة ودقيقة، يتم إدارتها من قبل المتخصصين في هذا المجال.

فرص وتحديات

وشملت جلسات البرنامج الوطني للقيادة والتنافسية في مساره الخاص بأصحاب السعادة موضوعات عدة مثل: التوجهات العالمية الكبرى في القرن الحادي والعشرين وأهم الفرص والتحديات التي تواجه الحكومات حول العالم؛ وإيجاد بيئة ممكّنة للشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص؛ وعوامل النجاح للشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص من خلال الاطلاع على الحالات الواقعية والتجارب الدولية الناجحة في المجال وكيفية الاستفادة منها في السلطنة؛ وتعزيز الأداء الحكومي من خلال تحديد دور القيادات التنفيذية في عملية التطوير واستخدام أدوات مختلفة مثل التخطيط بالسيناريوهات؛ والتعرف على أهم العوامل المؤثرة في تنافسية السلطنة، والمؤشرات المختلفة التي من شأنها تعزيز تنافسية السلطنة مستقبلًا التي تم تحديدها من خلال تنفيذ دراسة ميدانية متخصصة شارك فيها العديد من قيادات قطاع الأعمال في السلطنة مثلوا قطاعات اقتصادية مختلفة، إضافة إلى أهم الخطوات العملية الواجب اتخاذها لتحسين مؤشرات الاستثمار الأجنبي المباشر في السلطنة، وكان البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين قد تكوّن من ست وحدات تعليمية نفذت في سويسرا ومسقط وسنغافورة، وضمت موضوعات ترتبط بالقيادة والابتكار، والاستراتيجية والإدارة المالية، والقيادة ضمن سياق عالمي، وقيادة المؤسسات والتطوير، والقيادة المُلهمة، والتنافسية لأجل المستقبل.