1026273
1026273
العرب والعالم

عشرات القتلى والجرحى في تفجيرين استهدفا بغداد وتبناهما «داعش»

30 مايو 2017
30 مايو 2017

استمرار المعركة في الموصل -

بغداد - «عمان» - جبار الربيعي:-

1026274

قتل 27 شخصا في تفجيرين استهدفا بغداد الليلة قبل الماضية وصباح أمس وتبنى تنظيم (داعش) أحدهما، مما يسلط الضوء على تصاعد هجمات المتشددين رغم مواصلة القوات الأمنية عملية استعادة الموصل.

ويأتي التفجيران بعد أيام قليلة على بدء شهر رمضان، حيث يتوجه العراقيون عادة بعد الإفطار لشراء احتياجاتهم أو للخروج مساء للتخفيف عن ضغوط العمل. وتنفذ القوات العراقية منذ أكثر من سبعة أشهر عملية كبيرة لاستعادة السيطرة على الموصل من قبضة تنظيم (داعش) الذي يسيطر على المدينة منذ نحو ثلاثة أعوام، لكن الهزائم التي لحقت بالمتشددين لم تمنعهم من القيام بهجمات دموية في بغداد ومناطق أخرى في العراق.

وأدان أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية تفجيرات بغداد. ودعا الأمين العام القيادات العراقية للوقوف صفا واحدا من أجل مواجهة التحديات المشتركة والتصدي لأية محاولات لنشر الفرقة وتهديد الوحدة الوطنية.

وأوضح الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، أن الجامعة العربية تتابع بقلق بالغ الأنباء حول تصاعد وتيرة العنف والتفجيرات التي شهدتها عدد من المدن العراقية مؤخرا.

وأكد أن هذه الأعمال الإرهابية التي تستهدف تقويض الجهود المبذولة للقضاء على الجماعات الإرهابية لن تزيد العراق إلا عزما وإصرارا على مواصلة التقدم في هذه المعركة المصيرية.

وأكد المتحدث تضامن الجامعة العربية مع العراق حكومة وشعبا في هذه المرحلة الفاصلة من الحرب الشرسة التي يخوضها للقضاء على الإرهاب، معربا عن خالص التعازي والمواساة لأسر الضحايا.

وتعرضت بغداد خلال الساعات الماضية إلى هجومين أحدهما انتحاري أسفرا عن 27 قتيلا وأكثر من مائة جريح.

وقال ضابط برتبة رائد في الشرطة «قتل 16 شخصا وأصيب 75 بجروح في الهجوم الانتحاري الذي استهدف مدنيين عند محل لبيع المرطبات في منطقة الكرداة» وسط بغداد.

ووقع الهجوم بعد منتصف الليلة قبل الماضية عند محل الفقمة للمرطبات، في منطقة الكرادة ، تبنى تنفيذه تنظيم (داعش).

واستهدف الهجوم مدنيين بينهم نساء وأطفال.

وأظهرت صور ومشاهد فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، لقطات عند وقوع الانفجار والحريق الذي أعقبه والدمار الكبير الذي خلفه.

وغطى الركام الطاولات والكراسي أمام المتجر. وأظهرت إحدى اللقطات مشهد شخص ملقى على الأرض فيما يحاول آخرون إسعافه.

ودان بريت ماكغورك المبعوث الأمريكي الخاص لدى التحالف الدولي لمحاربة داعش في سوريا والعراق، الهجوم معربا عن تضامنه مع الشعب العراقي.

وقال ماكغورك في تغريدة على تويتر إن «مسلحي تنظيم داعش استهدفوا أطفالا وعائلات كانوا يمضون وقتا سعيدا لدى بائع مثلجات. نحن ندعم العراق في مواجهة الشر».

وفي هجوم آخر وقع صباح أمس بعد ساعات من الهجوم الأول قتل وجرح عشرات جراء انفجار سيارة مفخخة مركونة. وقال ضابط الشرطة «قتل 11 شخصا وأصيب 35 آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة مركونة استهدف مدنيين».

ووقع الانفجار حوالى الساعة (06,30 ت غ) عند جسر الشهداء، أحد الجسور الرئيسية التي تربط مناطق مكتظة في جانبي بغداد، وفقا للمصدر.ولم تتبن أي جهة مسؤولية الهجوم الأخير. من جانبها، أكدت مصادر طبية في مستشفيات بغداد حصيلة ضحايا الهجومين.

وتأتي هذه الهجمات مع مواصلة القوات العراقية عمليات لاستعادة السيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في الجانب الغربي من مدينة الموصل، آخر أكبر معاقل داعش في العراق.

وتمثل أحياء الشفاء والصحة والزنجيلي الواقعة إلى الشمال من المدينة القديمة، المناطق التي تسعى القوات الأمنية للسيطرة عليها.

وأكد ضابط في القوات الأمنية العراقية، تحقيق تقدم ضد المتشددين منذ انطلاق العملية الأخيرة السبت الماضي، دون الإشارة إلى تفاصيل أكثر.

فيما قال رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي، إنه «من خلال تواصلي مع الأجهزة الاستخبارية وخلال تواجدي وزيارتي للرطبة ومن خلال المتابعة التي تجريها الأجهزة الاستخبارية فإن القائم والرطبة أصبحت ملاذا آمنا للدواعش». وأكد أنه «بعد هروبهم من الموصل أصبحت الصحراء - صحراء الرمادي - تجمعا لهم ومعسكرات وهم مركزون على استهداف بغداد وديالى وسامراء خلال شهر رمضان وإحداث تفجيرات دموية كبيرة».

وأضاف إن «السيارة المفخخة في منطقة الكرادة جاءت من القائم ومن خلال سيطرة الصقور»، لافتا إلى أن «هناك معلومات بشأنها لكن لم يتم السيطرة عليها وكان يقودها انتحاري والمضافة أي الدليل هو نازح».

وتشهد منطقة الكرادة التي تحتوي على مقرات أحزاب وتيارات إسلامية، سلسلة تفجيرات بين الحين والآخر، كان أشدها الانفجار الذي استهدف مجمع تجاري العام الماضي وخلف أكثر من 350 قتيلاً.

وعد رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، أمس التفجيرات التي تبنى تنظيم «داعش» مسؤوليتها، دليلاً على هزيمة التنظيم ومحاولات يائسة للتغطية على خسائره.

وقال الجبوري، «ندين بكل معاني الشجب والاستنكار التفجيرات الإرهابية الجبانة الذي استهدف عددا من مناطق بغداد، والتي أسفرت عن سقوط ضحايا بين المدنيين العزل خلال الشهر الفضيل دون مراعاة لحرمة هذا الشهر وقيمته الإنسانية».

ولفت إلى «تكرار العمليات الإرهابية دليل على هزيمة تنظيم داعش في العراق، بعد تلقيه ضربات موجعة وقاصمة على يد قواتنا الأمنية البطلة في مدينة الموصل، وهي دليل محاولات يائسة للتغطية على خسائره المتلاحقة من خلال عمليات إرهابية جبانة ورخيصة».

في الأثناء، قال زعيم ائتلاف متحدون، أسامة النجيفي، إن «هذا العمل الجبان نعده من الأعمال الإرهابية التي تهدف حصد الأبرياء وزعزعة الأمن، للتغطية على الخسائر الكبيرة لداعش وهزيمتهم النكراء في الموصل مع قرب إعلان تحريرها النهائي».

وحث النجيفي «الأجهزة الأمنية المختصة والحكومة أن تبذل جهودا مضاعفة للحد مما يتعرض له مواطنونا من إرهاب يحصد أرواح الأبرياء وممتلكاتهم»، مطالباً «السلطات الأمنية إلى وضع الخطط الرصينة المناسبة التي تمنع وتعرقل هذه التفجيرات الجبانة وتأمين حياة المواطنين وأرزاقهم».