العرب والعالم

بدء محاكمة جنود جنوب سودانيين متهمين بالقتل والاغتصاب

30 مايو 2017
30 مايو 2017

الفاتيكان يلغي زيارة البابا إلى جوبا هذا العام -

عواصم - (وكالات): بدأت محكمة عسكرية في جنوب السودان امس محاكمة 13 جنديا متهمين باغتصاب عمال إغاثة أجانب وقتل صحفي محلي أثناء المواجهات في جوبا في يوليو الماضي.

وسلط الاعتداء الضوء على الأعمال الوحشية التي تمارسها القوات الحكومية وأسفرت عن تحقيق يدين فشل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في حماية المدنيين، ما أدى إلى إقالة قائد القوة.

ومثل المشتبه بهم أمام المحكمة مرتدين زيا رسميا متنوعا يؤشر إلى ارتباطهم بوحدات مختلفة، بينهم أربعة بألوان «شعبة النمور» التي تحمي الرئيس.

وقال المدعي العسكري أبوبكر محمد رمضان لوكالة فرانس برس إن «هناك جريمة قتل، ولدينا جرائم اغتصاب ونهب وتخريب ممتلكات. تجري العديد من التحقيقات».

واندلعت الحرب الأهلية في جنوب السودان عام 2013 عندما اتهم الرئيس سلفا كير نائبه السابق رياك ماشار بالتخطيط للانقلاب عليه.

وانهار اتفاق للسلام تم التوصل إليه في اغسطس عام 2015، في يوليو الماضي عندما اندلعت معارك عنيفة في جوبا بين القوات الموالية لكل من كير وماشار.

ووثق تقرير لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» وقوع عمليات قتل على خلفيات عرقية وعمليات اغتصاب منها ما هو جماعي، وضرب ونهب خلال المواجهات.

ويصف التقرير الطريقة التي هجمت فيها القوات الحكومية في 11 يوليو على مجمع «تيرين» الذي يقيم فيه حوالي 50 موظفا تابعين لمنظمات أجنبية.

وروى شهود عيان لـ«هيومان رايتس ووتش» كيف قام الجنود بـ»قتل صحفي بارز، واغتصاب أو الاغتصاب بشكل جماعي لعدد من الموظفين الدوليين والمحليين التابعين لمنظمات، وتدمير ونهب الممتلكات بشكل واسع». ويعتقد كذلك أنهم قتلوا صحفيا محليا «لربما بسبب انتمائه إلى اتنية النوير».

وأظهر تقرير التحقيق الأممي الخاص أنه رغم النداءات للمساعدة، لم يحرك أفراد بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والذين كانوا على بعد 1,2 كلم فقط عن المكان، ساكنا.

وطلب عدة مرات من القوات الصينية والأثيوبية والهندية والنيبالية المشاركة في قوة حفظ السلام إرسال جنود «ولكن كل فرقة رفضت الطلب».

وأضاف التقرير أنه خلال الهجوم «تعرض المدنيون وشهدوا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك عمليات قتل وترهيب وعنف جنسي وأعمال ترقى إلى تعذيب ارتكبها جنود حكوميون».

وكشف التقرير أن غياب القيادة الموحدة للبعثة الأممية، التي لديها حوالي 13 ألف عنصر في جنوب السودان، بلغ أوجه من خلال «استجابة فوضوية وغير فعالة» خلال القتال في يوليو.

من جهة اخرى، قال الفاتيكان امس إنه ألغى خططا مبدئية لزيارة البابا فرنسيس هذا العام جنوب السودان الذي يعاني من حرب أهلية ومجاعة وأزمة لاجئين.

وقال جريج بورك المتحدث باسم البابا: إن الرحلة «لن تكون هذا العام» لكنه لم يفصح عن موعد محدد لها.

وقال زعماء الكنيسة في جنوب السودان إنهم كانوا يتوقعون أن يزور البابا العاصمة جوبا ربما في أكتوبر لكن الفاتيكان لم يعلن مطلقا عن الزيارة بشكل رسمي.

ولم يقدم بورك سببا لإلغاء الخطط لكن مصادر في الفاتيكان والكنيسة قالت: إن السبب يرجع لمخاوف أمنية وترتيبات لوجيستية.

وكان من المقرر أن تستمر الزيارة يوما واحدا يرافق البابا خلالها جاستن ويلبي أسقف كانتربري رئيس الكنيسة الإنجيلية في مسعى للتشجيع على الوحدة في البلد الذي تسكنه غالبية مسيحية.

وقال مصدر في الكنيسة: إن أحد أسباب إلغاء الزيارة هو أن فريق استطلاع من الفاتيكان لم يتمكن من الحصول على ضمانات بحضور أشخاص من الجماعتين العرقيتين المتناحرتين في البلاد لقداس المصالحة الباباوي. وأضاف أن البابا كان يرغب أيضا في زيارة اللاجئين.