العرب والعالم

قبطان سفينة ينقذ أكثر من 1000 لاجئ

30 مايو 2017
30 مايو 2017

روما - (أ ف ب): أمضى الكابتن كارميلو كوتسولينو المكلف حماية منصة نفطية ليبية، يومين مع أكثر من ألف مهاجر في أوضاع بائسة على متن سفينته، في مأساة غير مسبوقة يدرك انها ستكرر على الأرجح.

يروي هذا البحار الايطالي البالغ من العمر 60 عاما في اتصال هاتفي بينما كان سفينته تستعد للعودة إلى باليرمو في صقلية «اعمل قبطانا منذ ثلاثين عاما ورأيت مهاجرين يمرون... لكن هذه الحادثة هي الأولى من نوعها». وتشبه سفينة «فوس ثالاسا» القاطرة الحمراء التي يبلغ طولها ستين مترا، إلى حد التطابق سفينة «فوس برودانس» التي تستأجرها منظمة أطباء بلا حدود لإنقاذ المهاجرين قبالة سواحل ليبيا ونقلت الاحد حوالي 1500 مهاجر إلى نابولي.

لكن مهمة «فوس ثالاسا» هي القيام بدوريات حول منصة نفطية ليبية تبعد حوالي سبعين ميلا بحريا عن ليبيا.

وبعد ظهر الجمعة، طلب منه خفر السواحل الايطالي في روما إنقاذ حوالى اربعين مهاجرا، مؤكدين أن زورقين سريعين غادرا جزيرة لامبيدوسا لجلبهم.

لكن مع ظهور زوارق جديدة للمهاجرين تدريجيا، حدث العكس. فقد وصل الزورقان وساعدا المهاجمين وقاما بنقلهم إلى سفينته الكبيرة، قبل أن ينطلقا للقيام بمهمة جديدة. ويروي القبطان «عند الساعة 00:30 وجدت نفسي مع 1042 شخصا على متن السفينة وبينهم حوالي خمسين امرأة و15 طفلا وسبع جثث وصلت في أكياس».

ولا يعرف القبطان من هم هؤلاء الموتى لكن كثيرا من المهاجرين يموتون اختناقا في قعر المراكب او بسبب البرد او الجفاف او اختناقا بدخان المحروقات في هذه السفن المحملة بأكثر من طاقتها. وأبحرت سفينة حربية ايطالية لنقل المهاجرين لكن عند وصولها كانت قد امتلأت. وفي المجموع، تم إنقاذ اكثر من عشرة آلاف مهاجر قبالة سواحل ليبيا الاسبوع الماضي، بينهم 3400 يوم الجمعة وحده. وبما انه لم تكن هناك اي سفينة اخرى متوفرة، اضطرت «فوس ثالاسا» للتوجه إلى صقلية. وكان الوضع أقرب إلى جحيم. فبلا مياه او غذاء او أغطية اصبح المهاجرون عصبيين وحتى عدوانيين. وفي مواجهتهم لا يضم الطاقم أكثر من 14 رجلا.

وقال القبطان «تحصنا في الداخل»، وأضاف أن الطاقم سمح للأطفال والنساء فقط بالدخول لاستخدام المراحيض في الداخل. وظهر السبت، وصلت سفينة لخفر السواحل محملة هي ايضا بالمهاجرين، لتقديم عبوات المياه ومواد غذائية. وقد ساهمت هذه الخطوة في تهدئة بعض المهاجرين لكن توزيع هذه المواد كان محفوفا بالمخاطر. وقال الكومندان كوتسولينو «عندما كانوا يرون الطعام كانوا يلقون بأنفسهم علينا. طلبنا منهم الوقوف في صفوف لكنهم لم يفهموا». ومنعت السفينة من إنزال ركابها قبل انتهاء قمة مجموعة السبع في تاورمينا السبت، وطلب من القبطان الالتفاف حول الجزيرة ليرسو بعيد ظهر الاحد في باليرمو. استمر إخلاء السفينة «فوس ثالاموس» حتى الساعة الثالثة فجرا قبل ان يبدأ الطاقم عملية تنظيف طويلة. وذكرت وسائل إعلام إيطالية أن شرطة باليرمو أوقفت بين المهاجرين مغربيا يبلغ من العمر 39 عاما يجري البحث عنه بتهمة تهريب المخدرات، ونيجيري (22 عاما) قال عدد من المهاجرين انه مهرب عندما كانوا يروون قصة عبورهم الصحراء في شاحنات للتبريد قبل ان يتعرضوا للعنف والحرمان لاشهر في مخيمات في ليبيا. وقال القبطان «لا يمكننا ان نفعل ذلك»، وأضاف ان «إنقاذ اشخاص في البحر وإيواء 150 شخصا وتقديم الطعام لهم الى ان تأتي جهة ما لأخذهم، هذا يتم بالتأكيد»، وأضاف «لكن إبقاء هذا العدد الهائل لمدة 48 ساعة يعني تعريض حياة الجميع للخطر: السفينة والطاقم والمهاجرون».

لكن القبطان يدرك جيدا انه مع تحسن الأحوال الجوية سيكون عليه استقبال لاجئين آخرين حول المنصة، وان روما ستلجأ اليه بينما تكتظ السفن العسكرية والانسانية بالمهاجرين.