المنوعات

إنشاء ركن للمخطوطات والإصدارات العمانية في المكتبة الوطنية الجزائرية

30 مايو 2017
30 مايو 2017

«الملتقى الثقافي العُماني الجزائري»  لـ«عمان»:-

كتبت- مُزنة بنت خميس الفهدية -

حققّ الملتقى الثقافي الحضاري العماني الجزائري في أرض الجزائر الذي عقد في 14-20 من الشهر الجاري، وأقيم في العاصمة الجزائرية وولاية غرداية بتنظيم من نادي نزوى العماني وجمعية التراث الجزائرية، وبالتنسيق مع سفارة سلطنة عمان بالجزائر وإشراف وزارة الثقافة الجزائرية، عددا من الإنجازات.

وشهدت الفعاليات الثقافية للملتقى الثقافي العماني الجزائري تغطية إعلامية متميزة من المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة العمانية والجزائرية، حيث أجرى رئيس الوفد العماني عبدالله بن محمد العبري وأعضاء آخرون في الوفد سلسلة من اللقاءات في مختلف الفضائيات والصحف والإذاعة حول أعمال الملتقى الثقافي العماني الجزائري، وطبيعة العلاقات الثقافية المتينة التي تربط البلدين الشقيقين وشعبيهما، كما نظمت وزارة الثقافة الجزائرية برنامجا حافلا بالزيارات حول الرموز المعمارية الوطنية الجزائرية، والمتاحف الوطنية التي تحكي عراقة التاريخ الجزائري وماضيه التليد، وإرثه الحضاري الضارب في أعماق الزمن، وأبدى الوفد العماني إعجابه بما لمسه من شموخ الحضارة الجزائرية.

وحول الملتقى التقت « » بعدد من الأعضاء المشاركين للتعرف حول انطباعاتهم وآرائهم عن الملتقى:

وأشار عبدالله بن محمد العبري رئيس اللجنة المنظمة للملتقى إلى الهدف الذي ينشده هذا الملتقى وهو توطيد أواصر العلاقات الثقافية والعلمية والتاريخية بين المشرق والمغرب «عمان والجزائر»، والتي تمتد هذه العلاقات على مدى قرون مضت.

وأوضح العبري أن اللجنة الثقافية العلمية بنادي نزوى تبنت إقامة هذه الفعالية، والتي تأتي امتدادا لفعاليات ثقافية بدأت في العام المنصرم بملتقى التواصل الحضاري بمدينة أربد بالمملكة الأردنية الهاشمية تحت شعار «من نزوى إلى إربد»، أما الملتقى الثقافي العُماني الجزائري فجاء تحت شعار «من نزوى إلى الجزائر»، آملا في تنظيم ملتقيات مماثلة في أماكن مختلفة محليا ودوليا.

وقال خالد بن محمد الحارثي: بحمد الله وتوفيقه سررنا بالمشاركة في هذا الملتقى الحضاري الذي استحضر الروابط والصلات العلمية والاجتماعية والاقتصادية عبر تاريخ البلدين الممتد لعقود طويلة من الزمن، وكان استقبال الأخوة الجزائريين للوفد العماني استقبالا يليق بكرمهم ونبلهم سواء على المستوى الحكومي أو على مستوى مؤسسات المجتمع المدني والشعب، فقد غمرنا كرمهم وطيب معشرهم، واطلعنا عن قرب على بعض كنوز الجزائر العلمية والتاريخية، وأثلج صدورنا الحراك الثقافي وتسابق الأطفال والشباب للاطلاع سواء داخل المكتبات أو المدارس، وهذا يزيد من تفاؤلنا في مستقبل هذه الأمة العلمي بإذن المولى سبحانه.

وأضاف الحارثي: إن الملتقى ازداد تألقا بالمشاركات التي قدمها الوفد العماني في الأمسيات العلمية والأدبية والهدايا التي قدمت للمكتبات والجمعيات العلمية، ورجع الوفد العماني لعُمان مُحملا بالهدايا العديدة من الكتب المتنوعة في شتى فنون المعرفة.

وأعرب الحارثي عن سعادته بمشاركته في هذا الملتقى، وتقدّم بالشكر لجميع المشاركين الذين كانوا خير سفراء لبلدهم في نشر قيم المحبة والأخوة والسلام والألفة وتبادل المعرفة.

من جانبه تحدث الدكتور عيسى بن محمد السليماني: جاء الملتقى ليحقق بعدا انسجاميا، وتعانقا حضاريا، ليلتقي قطب المشرق بقطب المغرب، وفق بُعد ترابطي نسجته رابطة علمية وثقافية وأدبية.

وأضاف السليماني: لقد أثلجت صدورنا لما رأيناه على أرض الواقع من قدرة تخطيطية بارعة، وتناغم ثقافي مُحكم، واستثمار لمعطيات الزمن بكل دقة، واستقبال حار مُفعم بروح المودة الخالصة.

كما أكدّ أحمد بن هلال العبري أن الملتقى يُعد محطة تاريخية في التواصل بين عمان والجزائر على المستوى الثقافي والعلمي فقد سلط الأضواء على منجزات التواصل في الماضي من خلال البحوث والوثائق والأشعار وتكريم بعض رواد التواصل، مضيفاً أن الملتقى أتاح الفرصة للاطلاع المباشر على المنجزات الحضارية في مدينة الجزائر كالمتاحف، والمكتبة الوطنية، ومدينة تيبازا الأثرية، والمعاهد والمكتبات، والمدينة السكنية، والروضة الزراعية في غرداية.

كما ثمّن العبري كرم الضيافة وحسن التنظيم والتعاون من قبل وزارة الثقافة الجزائرية والمكتبة الوطنية وجمعية التراث وغيرها من الجهات، وهذا يعكس أصالة الشعب الجزائري وصدق رغبته في التواصل مع الشعب العماني.

وأشار الشيخ ناصر بن منصور الفارسي إلى أن الملتقى يعتبر محطة انطلاق، وحقق آفاق التبادل والتواصل الثقافي والأدبي بين البلدين الشقيقين، منذ أكثر من 1200 سنة.

وقال الفارسي: الحمد لله لقد كانت برامج الملتقى رائعة التفعيل، وكان لها المردود المرجو سواء كان ثقافيا أم اجتماعيا أم تاريخيا، وأضفى معالي عز الدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري عاملا مهما في رفع مستوى الملتقى بتفاعله مع أعضاء الوفد وبشاشته التي أوحت عن أصالة وصدق رعايته، ولسعادة ناصر بن سيف الحوسني سفير السلطنة لدى الجزائر فضل التميز في إعداد وترتيب البرامج وتوظيف الوقت.

وأضاف الفارسي: تشرفنا بلقاء كوكبة مضيئة من العلماء الأجلاء والوجهاء النبلاء في ولاية غرداية، ونتمنى أن يعقد لقاء مماثل في عُمان لربط حلقات متصلة لملتقيات قادمة على المستوى العربي والإسلامي والعالمي. راجيا الله أن يعين القائمين باللجنة الثقافية العلمية بنادي نزوى على أداء وتوصيل الرسالة.

وسلّط عبدالرحمن بن أحمد الخليلي الضوء حول الدور المهم الذي قامت به هاتين المؤسستين، متمنيا مزيدا من المبادرات نظرا للأثر الكبير الذي حققته هذه المبادرة على المستويين الرسمي والشعبي، فقد أبرزت العمق التاريخي والديني لهذه العلاقة حيث بدأت من القرن الثاني الهجري حين كانت البصرة عاصمة العلم والعلماء ومنها انطلق حملة العلم إلى أصقاع الأرض شرقا وغربا وكان منهم حملة العلم إلى عمان وحملة العلم إلى بلاد المغرب العربي ومنها الجزائر، وتأسست فيها عدة دول منها الدولة الرستمية التي كانت منارة إشعاع في العلم والحضارة ومضرب مثل في العدل والتسامح فتوافد إليها الناس من عمان ومن كل مكان.

وقال الخليلي: يأتي ملتقى التواصل الحضاري الجزائري العماني الذي أقيم بالعاصمة الجزائرية تجسيدا لأواصر الأخوة وتعزيزا لعمق العلاقة المتميزة بين البلدين الشقيقين، ولا ريب أن لمثل هذه المبادرات دورا مهما في تعزيز العلاقات الثقافية والدينية والاجتماعية وخصوصا أنها مبادرة مجتمعية قامت بين كل من نادي نزوى بالسلطنة وجمعية التراث بالجزائر.

وأضاف الخليلي: أتمنى من جميع شرائح المجتمع المدني أن تقوم بدورها المنوط بها في الاضطلاع بالواجب الوطني والقيام بمثل هذه المبادرات المتميزة، وتفعيل جهود الحكومة في توطيد العلاقات الطيبة والتبادل الحضاري والثقافي مع الدول الإسلامية الشقيقة، وقدّم شكره للجهود التي قامت بها الحكومتان العمانية ممثلة في سفارة السلطنة بالجزائر والجزائرية ممثلة في وزارة الثقافة لإنجاح هذا الملتقى المتميز، كما وجّه رسالة تحية وتقدير لنادي نزوى وجمعية التراث الجزائرية لمبادرتهم الطيبة وجهودهم الجبّارة في الإعداد والتحضير للملتقى.

من جانبه تحدث عبدالله بن خصيّب الحضرمي رئيس مجلس إدارة نادي نزوى حول الملتقى الثقافي العماني الجزائري حيث يعد الملتقى دليلا على اهتمام نادي نزوى بالثقافة وما يوليه لهذا النشاط من أهمية قصوى، وقد بدأ النادي هذا الحراك الثقافي منذ أن تولت الإدارة الحالية دفة قيادة النادي في عام ٢٠١٣م. وكان عام ٢٠١٥عاما حافلا بالأنشطة الثقافية حيث احتفل النادي بـ«نزوى عاصمة للثقافة الإسلامية» احتفالا لم يضاهيه أحد، ومن ثمّ انطلق النادي ليمد نشاطه خارج البلاد، حيث نفذ العام الماضي لقاء ثقافي في مدينة إربد بالمملكة الأردنية الهاشمية، وفي عامه الثاني والحالي شهد إقامة الملتقى الثقافي في العاصمة الجزائرية وفي وادي ميزاب، وقد نجح النادي في إقامة هذا الملتقى نجاحا باهرا ولله الحمد وذلك من خلال تحقيق الأهداف التي وضعت من أجل إقامة هذا الملتقى، وكان أول هذه الأهداف توطيد أواصر الصداقة والمحبة بين الشعبين الشقيقين الجزائري والعماني، وثانيا تعريف الشعب الشقيق الجزائري بالإرث الحضاري والتاريخي والثقافي بعمان، وثالثا التواصل والتعارف فيما بيننا.

وعرج الحضرمي للحديث حول الدور الذي قامت به السفارة العمانية في الجزائر، حيث كان لسعادة السفير ناصر بن سيف الحوسني دور بارز في إنجاح هذا الملتقى، بالإضافة إلى الجهود التي بذلتها وزارة الثقافة الجزائرية وعلى رأسها وزير الثقافة الجزائري معالي عزالدين ميهوبي الذي تفضّل برعاية حفل افتتاح هذا الملتقى الثقافي الكبير في العاصمة الجزائرية، بحضور عدد كبير من السفراء الخليجيين والعرب.

وأشار الحضرمي إلى أن الملتقى حققّ ثمارا وتمّ تخصيص ركن خاص بالكتاب العماني في المكتبة الوطنية الجزائرية، ويعتبر إنجازا كبيرا لم يسبق أحد من الأندية بتنفيذه، معربا عن سعادته بما تمّ تحقيقه ومقدما شكره للجنة الثقافية العلمية وللمساهمين والمشاركين في التخطيط والإعداد وجمع التبرعات، آملاً بتحقيق العديد من الإنجازات في الأيام المقبلة.

وصرّح الحضرمي: بإذن الله سنقوم بدراسة بعض من التجارب الثرية لإخواننا في وادي ميزاب في مجال تنظيم مدارس خاصة لتربية وتهيئة النشء في أوقات فراغهم، وان شاء الله سيتم تطبيقه في ولاية نزوى.

وأضاف الشيخ ناصر بن محمد الزيدي: مثّل الملتقى الثقافي العُماني الجزائري علامة بارزة في توطيد العلاقة التاريخية والحضارية بين عمان والجزائر، مُثمناً جهود إدارة نادي نزوى وعلى رأسها رئيس اللجنة المنظمة للملتقى عبدالله بن محمد العبري وإدارة النادي، داعياً الله تعالى أن يستمر هذا الحراك الثقافي والحضاري، بحيث ينبع من عُمان إلى شتى الأقطار.

ومن الجانب الجزائري تحدث الدكتور محمد بن ناصر بو حجام: يأتي هذا الملتقى في سياق التواصل الحضاري بين الجزائر وعمان، الذي بدأ في بداية القرن الثاني الهجري ولا زال متواصلا إلى اليوم، ويشهد تطورا مهما شاملا لكثير من المجالات: الفكرية والثقافية والاقتصادية والسياسية وغيرها من الميادين الحيوية، التي تكشف عمق الروابط ومتانتها ورسوخها بين عمان المشرقية والجزائر المغربية، كما احتضن الملتقى كلمات ومحاضرات وقصائد شعرية، واستعرض عددا من الوثائق والمخطوطات والمطبوعات، وتكريم شخصيات أسهمت في توثيق الصلات بين البلدين.

وأوضح الدكتور محمد أن الأنشطة تدل على عمق الصلة بين الجهتين وقوتها وتجذرها، وأهميتها في بناء وحدة الشعوب، في الوقت نفسه تدعو وتنشد وتلح على الاستمرار في هذا النهج، والعمل على تطوير التواصل.

الجدير بالذكر جاء الملتقى بعد سلسلة من اللقاءات الثقافية التي شهدها البلدان الشقيقان من قبل مثل: الأيام الثقافية العمانية في الجزائر سنة 1989م، وأول أسبوع ثقافي جزائري في سلطنة عمان أواخر أكتوبر وأوائل نوفمبر سنة 2006م بمناسبة مسقط عاصمة الثقافة العربية، والأسبوع الثقافي العماني في الجزائر في مايو 2007م بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، ومشاركة عمانية متنوعة في قسنطينة سنة 2015، بمناسبة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، ومشاركة عمانية أخرى في ملتقى المقاومة، الذي أقيم في الجزائر مطلع العام الحالي بمناسبة انعقاد مؤتمر اتحادات الكُّتاب العرب في الجزائر.