1025298
1025298
روضة الصائم

أبو عبيد حمد بن عبيد السليمي .. و تسعون عاما حافلة بالعلم والصلاح.. وتنوير المجتمع

30 مايو 2017
30 مايو 2017

تلقى العلم على أيدي الشيخ أحمد بن سعيد الخليلي والشيخ السالمي والقاضي عبيد السعدي -

عيسى البكري وسعيد بن خلف الخروصي وأمير البيان وأبو سرور .. أبــــرز تلامذته -

أجرى اللقاء : سالم بن حمدان الحسيني -

الشيخ أبو عبيد حمد بن عبيد السليمي هو العالم الزاهد، وهو المعلم والقاضي والوالي، وهو عَلم ساطع من أعلام هذا البلد، عرف بتجلياته الفكرية المتمثلة في جوانب متعددة منها: العلمية والإصلاحية والتعليمية التنويرية، إضافة إلى البعدين الفقهي والعقدي، حتى نقترب أكثر من هذه الشخصية كان لنا هذا اللقاء مع أقرب الناس إليه، وهو ابنه الشيخ سلام بن حمد بن عبيد السليمي ليحدثنا عن سيرته الحياتية المليئة ومسيرته العلمية والدعوية والإصلاحية.. فقبل الغوص في حياة الشيخ أبي عبيد السليمي العلمية أعطانا ابنه الشيخ سلام نبذة مختصرة عن حياته وأهم مؤلفاته حيث قال: الوالد هو أبو عبيد حمد بن عبيد بن مسلم بن خلفان بن مسلم بن صالح السليمي الأزدي من نسل سليمة بن مالك بن فهم ولد عام 1295 هجرية 1878 ميلادية.

وأضاف: نشأ الوالد وسط قرية أجداده (سدي) بولاية إزكي وكان والده حريصًا على اصطحابه لحلقات العلم في المساجد وعلى تعلمه القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة فكانت رغبته واضحة في أن ينهل من معين العلم وان ينال منه حظا وقدرا كبيرا وهذا ما جعل والده ينتقل به من قريته ليذهب إلى ولاية سمائل حاضنة العلم والعلماء آنذاك وكان فتى صغيرا لا يتجاوز العشر سنوات عندما فارق بلدته «سدي» وشغف واضح يملأ نفسه التواقة للعلم والمعرفة، فما كان من والده إلا أن حقق له ذلك الحلم فكانت هذه الرحلة إلى هذه الولاية المباركة.

وعن أهم إحداثيات تلك الرحلة العلمية يقول: هذه الرحلة المباركة فتحت أمامه أبوابا لا حد لها من العلم، فعندما كان يرافق والده وهو صبي صغير لبيع الرطب في السوق رآه الشيخ أحمد بن سعيد بن خلفان الخليلي وهو من علماء سمائل الأجلاء فطلب من والد أبي عبيد ان يترك عنده ذلك الصبي ليتعلم ويكفيه كل ما يحتاجه، وما كان ليخفى على عالم مثل الشيخ أحمد بن سعيد الخليلي ما تخبئه ملامح الوجوه من فطنة وذكاء فوافق الوالد وتركه عنده ينهل من معين العلم والمعرفة.

شيوخه

أما عن شيوخه الذين تلقى على أيديهم العلم، يقول ابنه الشيخ سلام: إن والده درس مبادئ القراءة والكتابة وتعلم علوم القرآن في قرية سدي واتجه إلى ولاية سمائل والتقى علماء العلم والدين في سمائل ونهل من علمهم الكثير وممن تلقى العلم على أيديهم: الشيخ العلامة أحمد بن سعيد بن خلفان الخليلي، وهو عالم جليل وبحر زاخر في العلم، وكان مدار الفتوى والقضاء حيث عاش معه أبو عبيد كأحد أفراد أسرته حيث تربى على يده وأخذ عنه أصول الدين وطرفا من علوم الأدب. وكذلك تتلمذ على يدي الشيخ القاضي عبيد بن فرحان السعدي الملقب بالبحر الأسود الذي نشأ في ولاية السويق بمنطقة شمال الباطنة، كان عالما نابغا في اللغة العربية وشاعرا بليغا فأخذ عنه الشيخ السليمي علوم اللغة من نحو وصرف وبلاغة.

وأضاف: وممن أخذ العلم منهم أيضا العلامة نور الدين أبو محمد عبدالله بن حميد بن سلوم السالمي الذي ولد في بلدة الحوقين من أعمال ولاية الرستاق الذي انتهت إليه رئاسة العلم في عمان فأصبح المرجع في الفتوى. كما تلقى تعليمه على يد العالم موسى بن سالم بن عامر القرني وهو من علماء سمائل، وهو عالم متبحر في علمي الفرائض، وتعبير الرؤى، درس عنده أبو عبيد علم المواريث.

تلاميذه

أما عن أشهر تلامذة الشيخ فأوضح الشيخ سلام قائلا: كان طلاب العلم يفدون إليه من مختلف البقاع ليأخذوا عنه العلم، ولم يكن ليبخل على هؤلاء الطلاب ما يجود به فكره من علم حتى كثر طلابه وتردد عليه الكثيرون مما اصبحوا فيما بعد قضاة أو علماء أو أدباء وشعراء ومن أشهر هؤلاء: الشيخ عيسى بن ثاني بن خلفان البكري، وهو الكاتب الخاص للوالد وساعده الأيمن في القضاء فهو أديب وشاعر وخطاط وخطيب وهو ناسخ للكتب، وقد نسخ عددًا من مؤلفاته.

وأشار إلى أن ممن تلقى العلم أيضا على يدي والده الشيخ القاضي سعيد بن خلف الخروصي -رحمه الله- والشيخ سالم بن حمود السيابي -رحمه الله- وكذلك من تلامذته أمير البيان الشيخ الأديب عبدالله بن علي بن عبدالله الخليلي التي اشتهر بقصائده القصصية وموشحاته، والشيخ القاضي أبو سرور حميد بن عبدالله بن حميد الجامعي الذي شغل منصب القضاء وله ديوان شعري ضم جميع قصائده وكان من تلامذته المقربين، ومن بينهم أيضا الشيخ العلامة أبو يحيى خلفان بن جميّل السيابي الذي عمل قاضيا في عدد من الولايات منها الرستاق، ومطرح، وصور، وسمائل، وقد كان مرجعا في الفتوى. والأستاذ أبو يوسف حمدان بن خميس اليوسفي الملقب بسيبويه الثاني، وهو من ولاية السيب اتجه منها إلى ولاية فنجاء طلبا للعلم فنزل عند الشيخ ناصر بن محمد الفارسي ثم انتقل إلى سمائل وعمل مدرسا كما طلب العلم هناك، وكذلك الشيخ القاضي محمد بن راشد بن عزيز الخصيبي الذي نال حظا وافرا من العلم حيث درس على يد والدي أصول الدين والفقه، ومن تلامذته أيضًا الفقيه الأديب حمد بن زهير بن سعيد الفارسي الذي عمل قاضيًا في عدد من الولايات والأستاذ علي بن حمد بن ناصر الناعبي الذي عين بعد ذلك مدرسًا بجامع الشراة.

وأضاف قائلًا: وهناك العديد ممن درسوا على يدي الشيخ الوالد منهم الشيخ الفقيه القاضي هاشم بن عيسى بن صالح الطائي الذي ولي القضاء في عدد من ولايات السلطنة والشيخ الأستاذ غسان بن سليمان بن سعود المزروعي، والشيخ القاضي عيسى بن سالم بن فريش الشامسي الذي عين قاضيا في عدد من ولايات السلطنة والشيخ سعيد بن سالم بن سعيد الداؤودي، وكان عارفا بعلوم الفقه والنحو والميراث. وأيضًا الأستاذ الأديب موسى بن عيسى بن ثاني البكري والأديب حبراس بن شبيط بن لافي الشمعلي، وقد درس على يديه علوم العربية والدين واشتغل بالشعر فبرع فيه وأجاده، ومن تلامذته أيضا الشيخ القاضي سيف بن محمد الفارسي الذي تولى منصب القضاء في عدد من الولايات وله ذوق في الأدب وحب العلم، وأيضا الأديب الكاتب علي بن منصور بن ناصر الشامسي الذي كان أديبا وخطيبا ومنشدا.

أعماله

أما عن أهم الأعمال التي كان يقوم بها الشيخ الوالد فأوضح الشيخ سلام: إن والده عمل مدرسا في بداية شبابه، وقد كان في صفاته ومقدرته ما أهله ليتبوأ منصب القضاء في ولاية بدبد في عهد الأمام سالم بن راشد الخروصي، حيث اشتهر بالحنكة وحسن الإدارة فكان يمثل دور الوالي والقاضي ثم ولاه الأمام محمد بن عبدالله الخليلي القضاء في ولاية سمائل وقد استمر الوالد -رحمه الله- قاضيا سنين عديدة إلى أن استقال من عمل القضاء وظل كذلك فترة طويلة حتى طلبه السلطان سعيد بن تيمور ليكون مدرسا في مسجد الخور بمسقط، وجعله ناظرا في القضايا المستأنفة مع أحد القضاة إلى أن عاد إلى لده سمائل وظل هنا بقية عمره يرجع إليه طلبة العلم.

قصيدة ترحيبية لشهر رمضان -

أبو عبيد حمد بن عبيد السليمي -

أهلا بشهر الصوم ذي البركات

خير الشهور وسيد الأوقات

أهلا به رمضان أهلا مرحبا

ناهٍ عن الفحشاء والشبهات

شهر يفوق على الشهور بليلة

عن ألف شهر جاء في الآيات

فيه الملائكة الكرام تنزلت

عن أمر ربي قابل التوبات

يستغفر الصوام في أيامه

من أمة الهادي إلى الخيرات

قد رتلوا القرآن ثم دموعهم

تجري إذا قاموا إلى الصلوات

باتوا لربهم المهيمن ركعا

أو سجدا يدعون في الظلمات

قد آثروا شهر الصيام وهاجروا

طيب المنام بمرقد العطرات

عرفوا الصلاة فبادروا لقيامها

طوبى لهم والفوز بالجنات

يا مدركا للشهر صمه كاملا

وعليك بالتقوى عن الشبهات

فعساك أن تحظى بفوز الله في

يوم الجزا وتفوز بالمرضات

في جنة الفردوس جار المصطفى

متنعما في أحسن اللذات

والغافلون فهم يناموا ليلهم

في فرشهم أحياء كالأموات

وصيامه فرض علينا واجب

وقيامه من أفضل الطاعات

كل كل لون دايم ما تشتهي

دان وفيه دايم الشهوات

في قبة من سندس وأرائك

ومعانقًا للحور والغادات

هل ذاك خير من عذاب دائم

لجهنم تهوي إلى الهامات

وعقاربا تسعى إليه وروحه

من مدة التعذيب واللسعات

يا رب زحزحنا بجاه المصطفى

عن حرها يا غافر الزلات

يا رب واجعله شفيعا في غد

حتى تفوز الخلق بالدرجات

ثم الصلاة على النبي وآله

ما غرد القمري في الفلوات