1024411
1024411
عمان اليوم

«رعاية الطفولة» بالخوض يوفر عائلة بديلة للطفل المحروم لتعزيز الانتماء الأسري

29 مايو 2017
29 مايو 2017

يحتضن الجوانب العلاجية والوقائية والبحثية -

كتبت - خالصة بنت عبدالله الشيبانية -

يستقبل مركز رعاية الطفولة بالخوض، التابع لوزارة التنمية الاجتماعية، الأطفال الأيتام ومن هم بحاجة للرعاية الأسرية، ويحوي المركز 24 وحدة سكنية مجهزة لرعاية (5-8) أطفال في كل وحدة بدءا من حديثي الولادة حتى سن 14 سنة، ويتضمن 6 وحدات سكنية للفتيات بواقع 8 فتيات في كل وحدة، ويشتمل المركز على مرافق وخدمات متكاملة، مثل مكتبة شاملة، ومسجد لإقامة الشعائر، وصالة رياضية مغلقة، وعيادة طبية شاملة، ودار حضانة للأطفال دون سن المدرسة، ومجمع للأنشطة والتوجيه المهني، وملاعب مفتوحة، وحدائق مجهزة بألعاب الأطفال، ومسرح مفتوح، ومسرح آخر يتسع لـ 316 مقعدا مجهزا لإقامة الحفلات والأنشطة المتعددة، بالإضافة إلى مركز تدريب الأمهات مجهز بالموارد التعليمية، و3 وحدات سكنية إدارية للموظفين لضمان توفير الرعاية على مدار الساعة.

يعوض مركز رعاية الطفولة الطفل المحروم من العائلة البيولوجية بإعطائه الفرصة للعيش وفق المقومات الأساسية لحياة مستقرة في جو أسري بديل يسوده احترام القيم والمبادئ، وذلك بتوفير أم لكل طفل لتعتني به مدربة لتعيش مع أطفالها في السكن المخصص لهم، بحيث تشرف على نموهم وتدير شؤون منزلها باستقلال تام، ويعيش الأطفال بنين وبنات بأعمارهم المختلفة داخل المركز كأخوة وأخوات، ويبقى الأخوة والأخوات ممن تربطهم رابطة بيولوجية في أسرة واحدة لا ينفصلون عن بعضهم البعض، ويتشارك الأطفال في تحمل المسؤوليات، وما تؤتيه الحياة اليومية من أفراح وأتراح في جو يسوده الطمأنينة والانتماء الأسري، وتعيش أسر المركز معا فيما بينها في بيئة قروية يسودها روح التكافل، وتندمج مع المجتمع الخارجي من خلال الاحتفالات والفعاليات المشتركة، ويتعلم كل طفل من خلال أسرته وقريته ومجتمعه أن يشارك في المجتمع مشاركة فعلية.

ويقدم مركز رعاية الطفولة الرعاية الأسرية اللازمة للتعامل مع الأطفال الأيتام، حيث يعمل في الجانب العلاجي على تشجيع احتضان الأطفال، وذلك من خلال الأسر البديلة، والاحتضان الجزئي، من خلال برنامج الأسر الصديقة، تتضمن زيارات جزئية في نهاية الأسبوع وأيام الأعياد، والإجازات المدرسية، كما يعمل المركز على تنشئة الأطفال ورعايتهم في المركز رعاية شاملة تكفل لهم الاستقرار النفسي، ويقوم بالمتابعة الدورية للأطفال المحتضنين، والأسر الحاضنة لهم للتأكد من حسن رعايتهم واندماجهم الأسري وتوافقهم النفسي والاجتماعي، بالإضافة إلى الاهتمام بالجوانب التعليمية والتأهيلية، وتهيئتهم لسوق العمل.

كما تشمل الرعاية المستوى الوقائي، من خلال توعية الأفراد والمجتمع بالمشكلات الأسرية وأسبابها وآثارها، وطرق التعامل معها عن طريق الندوات والفعاليات المشتركة مع جمعيات المرأة العمانية والمؤسسات غير الربحية المنتشرة بالسلطنة، وعلى المستوى التشريعي يعمل المركز على مراجعة التشريعات التي تعالج قضايا الطفولة، ومنها اللائحة التنظيمية للحضانة الأسرية والتصديق على الاتفاقات الدولية ذات الصلة كاتفاقية حقوق الطفل، والبروتوكولين الاختياريين.

كما تعمل وزارة التنمية الاجتماعية في المستوى التخطيطي الاستراتيجي للمركز، على المشاركة في إعداد الاستراتيجيات والخطط الوطنية المرتبطة بالطفولة، وتوقيع بروتوكولات التعاون مع بعض الدول الشقيقة، والصديقة، لتبادل التجارب الرائدة في مجال الطفولة، وتشجع الوزارة الباحثين على دراسة قضايا الطفولة، ودراسة التوافق الشخصي والاجتماعي لدى الأطفال بما فيهم المحتضنون لدى الأسر البديلة، وتعمل على تقييم عمل اللجان، ومخرجات الملتقيات، وورش العمل المتخصصة بقضايا الطفولة، واستخلاص الجوانب المستفادة منها، وترجمتها في سياسات الحماية.

ويتبنى مركز رعاية الطفولة أعمال تربية وتنشئة الأطفال بالمركز، من خلال تعويض الطفل المحتاج للرعاية الأسرية بإعطائه الفرصة للعيش وفق مقومات حياة مستقرة في جو أسري بديل يسوده احترام القيم والمبادئ، ودعم تنمية الطفل دعما فاعلا، من حيث منح كل طفل فرصة التنمية الذاتية المكيفة وفق احتياجاته وإمكاناته بحيث تقوم الأم البديلة بمساعدة الطفل في تنمية مهاراته، وذلك بمساعدة العاملين في المركز من خلال تقديم الدعم المستمر فنيا وإداريا ويعنى جميع القائمين على المركز باحترام حقوق كل طفل من الأطفال، كما تتيح برامج الشباب فرص التنمية الذاتية لدى الشباب، وتنمي الميول والسلوكيات والمهارات والثقة بالنفس الضرورية للاضطلاع بمسؤولية بناء مستقبلهم، ليصبحوا أعضاء ناجحين ومساهمين في المجتمع.

ويقوم المركز بالتخطيط والتقييم والتدريب المستمر، لما له من عائد في تحقيق مستوى الجودة في البيئة المحيطة بالطفل، ويقدم المركز الرعاية اللاحقة للأبناء، والتي تشمل مشروع اندماج الشباب والمتابعة بعد الاستقلال، والذي يهدف إلى تحقيق التنمية التعليمية والمهنية للشباب، وتنمية شخصية الشباب وقدراتهم من خلال توفير البرامج التعليمية والتدريبية والمهنية والحرفية، وتنشئة الشباب تنشئة اجتماعية سليمة بهدف إعدادهم مواطنين صالحين، كما يهدف المشروع إلى إيجاد روح المبادرة لدى الشباب، وتنمية الشعور لديهم بالانتماء والمسؤولية تجاه المجتمع، وإعداد الشباب إعدادا سليما يمكنهم من مواجهة الحياة وشق طريقهم فيها، معتمدين على أنفسهم، كما يدعم المشروع الشباب في تنمية علاقات إيجابية بالمجتمع وذلك بإيجاد فرص التفاعل والاندماج في المجتمع.