عمان اليوم

بحث أكاديمي يوضح 5 عوامل تؤثر في تبني العمانيين للنطاق العريض الثابت

29 مايو 2017
29 مايو 2017

شارك بورقة عمل في مؤتمر بجامعة أكسفورد -

شارك المهندس خالد بن سعيد الحسيني طالب دكتوراه من قسم دراسات المعلومات في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس مؤخرا في المؤتمر الدولي الثاني والعشرين لأكاديمية المملكة المتحدة لأنظمة المعلومات الذي عُقد في جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة.

وقال الحسيني إن البحث الذي قدمه في المؤتمر جاء بعنوان «استكشاف العوامل المؤثرة على تبني واستخدام النطاق العريض الثابت في سلطنة عمان: دراسة تجريبية» مضيفا ان البحث يهدف إلى دراسة العوامل التي تؤثر على نية المستخدمين السلوكية في اعتماد النطاق العريض الثابت في السلطنة، أما أهمية هذه الدراسة من الجانب النظري فتتمثل في عدم وجود دراسات سابقة معنية بتبني النطاق العريض بشكل عام والنطاق العريض الثابت بشكل خاص في السلطنة، حيث ستشكل أساسا ومرجعا في توفير البيانات الأساسية للدراسات المتعلقة بتبني واستخدام النطاق العريض في السلطنة عموما وأثرها على علم المعلومات بشكل خاص. أما من الجانب العملي، فأوضح الحسيني أن الدراسة ستوفر فهما عميقا لصناع السياسات ومقدمي خدمات النطاق العريض في السلطنة حول العوامل التي يمكن أن تؤثر على نية المستخدمين السلوكية في اعتماد تكنولوجيا النطاق العريض والتي لها دور كبير لتشجيع زيادة استخدامه وانتشاره بين المستخدمين العمانيين، آخذين في الاعتبار بطء نمو النطاق العريض الثابت في السلطنة.

وذكر الحسيني أن نتائج الدراسة كشفت بأن النية السلوكية للمستخدمين العمانيين تجاه تبني واستخدام النطاق العريض الثابت تتأثر بشكل كبير بخمسة عوامل رئيسية هي سهولة الاستخدام المتصورة، والكفاءة الذاتية، والمتعة الناتجة عن استخدام النطاق العريض في الترفيه، بالإضافة إلى التأثير الأساسي الناتج عن تأثير المجموعات المجتمعية مثل العائلة والأصدقاء وزملاء الدراسة أو العمل، وأخيرا الميزة النسبية للنطاق العريض الثابت مقارنة بالنطاق العريض المتنقل عبر شبكات الهاتف المتنقل.

وقال إن نتائج الدراسة خلصت إلى أن التركيز على العوامل الخمسة من قبل صانعي السياسات ومقدمي خدمات النطاق العريض في السلطنة سوف يسهم بشكل كبير في تشجيع تبني النطاق العريض وزيادة انتشاره من قبل المستخدمين العُمانيين. وبالنسبة لسهولة الاستخدام المتصورة والذي يهدف إلى قياس درجة السهولة المرتبطة باستخدام النطاق العريض، فالدراسة تقترح على واضعي السياسات في السلطنة أن يأخذوا بعين الاعتبار مراجعة برامج محو الأمية الرقمية مع مراعاة إدراج التقنيات الحديثة في هذه البرامج وأهمها الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، حيث يشكل النمو الملحوظ في استخدام هذه التقنيات التي تتطلب مهارات بسيطة من قبل المستخدمين عاملا مساعدا في جذب المستخدمين في السلطنة إلى استخدام الإنترنت عريض النطاق.

أما فيما يختص بالكفاءة الذاتية والتي تعني القدرة أو المهارة الذاتية لتشغيل أجهزة الكمبيوتر والإنترنت والهواتف الذكية دون مساعدة الآخرين، فقد أشارت نتائج الدراسة إلى أن معظم المستخدمين العُمانيين لديهم المعرفة بالحاسب الآلي والإنترنت لذا فهم مهيئون لاستخدام تقنية النطاق العريض، على أن يتم التركيز من قبل مقدمي خدمات النطاق العريض في هذا الجانب على توفير الدعم الفني للمستخدمين بشكل فعال.

وأضاف: يشكل التأثير الأساسي العامل الثالث ضمن العوامل الأكثر تأثيرا في جذب المستخدمين العمانيين لاستخدام النطاق العريض ويتم قياسه عن طريق تأثير المجموعات المجتمعية مثل العائلة والأصدقاء وزملاء الدراسة أو العمل لاستخدام أو عدم استخدام خدمات النطاق العريض، وأبرزت نتائج الدراسة أهمية التركيز على هذه المجموعات من قبل مقدمي خدمات النطاق العريض لجذب مستخدمين جدد للنطاق العريض مع الأخذ في الاعتبار شبكات التواصل الاجتماعي لما لهذه القنوات من تأثير كبير خاصة بين فئة الشباب.

وفي العامل المعني باستخدام النطاق العريض للمتعة فقد اقترحت الدراسة على مقدمي خدمات النطاق العريض في السلطنة التركيز على الخدمات القائمة على الترفيه (الفيديو والمواد الصوتية والشبكات الاجتماعية والألعاب عبر الإنترنت وغيرها من وسائل الترفيه) حيث أسهم جانب الترفيه في انتشار استخدام النطاق العريض في كوريا الجنوبية من خلال جذب المستخدمين لاستخدامه عبر الألعاب عن طريق الإنترنت والذي جعل منها أكثر الدول انتشارا لخدمة النطاق العريض الثابت في العالم. ويأتي عامل الميزة النسبية للنطاق العريض الثابت مقارنة بالنطاق العريض المتنقل أحد العوامل المؤثرة على النية السلوكية لتبني النطاق الثابت من قبل المستخدمين العُمانيين، حيث تقترح نتائج الدراسة على صانعي السياسات وضع الخطط والاستراتيجيات لتطوير البنى الأساسية للنطاق العريض الثابت بالإضافة الى إيجاد بيئة تنافسية بين مقدمي الخدمات لضمان جودة الخدمات والأسعار، مع التركيز على استخدام التقنيات الحديثة مثل تقنية الألياف البصرية لتطوير البنى الأساسية للنطاق العريض حيث أشارت نتائج الدراسة إلى نية المستخدمين العُمانيين للتغيير إلى تقنية الألياف البصرية في المستقبل في حالة توفرها مقارنة بالتقنيات الحالية.

جدير بالذكر أن مشاركة الحسيني كانت تحت إشراف الأستاذ الدكتور نعيمة جبر، والدكتور محمد الصقري من كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، والدكتور زهران الصلتي من قسم نظم المعلومات بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.