صحافة

موقف مسلمي بريطانيا من هجمات مانشستر

29 مايو 2017
29 مايو 2017

كان لمسلمي بريطانيا عمومًا، ومانشستر خصوصا دور ملموس في الشجب والتنديد بهذا الحادث الإرهابي الدموي الذي وقع في قاعة حفلات «مانشستر ارينا» وأودى بحياة 22 شخصا من بينهم أطفال، وعشرات الجرحى. وأثنت وسائل الإعلام البريطانية على تعامل مسلمي بريطانيا مع حادث مدينة مانشستر، حيث هرعوا لإغاثة المنكوبين بطرق عديدة. صحيفة «التايمز» نشرت تعليقًا، كتبه إمام مسجد مكة في مدينة ليدز، قارئ عاصم، شرح فيه موقف أئمة بريطانيا وعموم المسلمين من الهجوم الانتحاري بقوله: إن سلمان عبيدي يحمل اسمًا مسلمًا، ولكن «هجومه الحقير لا يمثل الإسلام ولا المسلمين، مثلما لا يمثل قاتل جو كوكس، النائبة السابقة في مجلس العموم البريطاني، مواطني يوركشير»، وأكد أن ما فعله العبيدي أثبت أنه لم يتق الله ولم يكترث للإنسانية، «فقتل النفس البريئة هو من أعظم الذنوب في الإسلام». ودعا عاصم جموع المسلمين في بريطانيا إلى مواصلة التصدي للتشدد بالتربية والتعليم والالتزام وزرع الثقة في الشباب المستضعف. وركز على عدم التناقض بين أن تكون مسلما وبريطانيا في الوقت ذاته، أو أن تكون من اتباع العقيدة الإسلامية وتتبنى قيم التسامح والعدالة والمساواة والحريات المدنية ودولة القانون. وقال: إن الهجمات الإرهابية تسعى إلى تعميق انقسامات المجتمع، ونشر الحقد والشكوك والخوف والغضب، وهي بذلك تلحق بالمسلمين مزيدًا من الضرر. ونشرت صحيفة «إندبندنت» تقريرًا أشارت فيه إلى ما فعله مسلمو مانشستر بعدما تبين أن منفذ الاعتداء على «مانشستر أرينا» هو بريطاني مسلم من أصل ليبي، حيث قاموا في أعقاب الهجوم بعدد من المبادرات لجمع الدعم والتبرعات لضحايا الهجوم هذا الإرهابي الدموي.

وكشفت الصحيفة عن أن جمعية «المشاركة والتنمية المسلمة»، قامت بحملة لجمع التبرعات لضحايا الهجوم . ونقلت عن مديرها الدكتور شازاد أمين قوله : «من أسس تعاليم ديننا مساعدة المحتاجين مهمًا كانت دياناتهم.. والمجتمع المسلم يقف جنبًا إلى جنب مع ضحايا هذه الجرائم».

وفي حملة اخرى جمعت منظمة «التراث الإسلامي البريطاني» 700 جنيه في عدة ساعات، وقالت: «طلبنا تحديدًا من المسلمين البريطانيين والمساجد والأئمة والقادة المصادقة على هذه المبادرة». وتقول «الاندبندانت» إن كافة المنظمات والهيئات الإسلامية، من الجمعية المحلية «رمضان فاونديشن» إلى «المجلس الإسلامي البريطاني»، شجبوا هذا الهجوم الإرهابي . وتختم بالقول أنه عندما حاول ناشطون من مجلس الدفاع الإنجليزي التجمع، حاملين لافتات مكتوب عليها «تجمعوا ضد الإسلام»، فإن أهل مانشستر ردوا عليهم وصرخوا في وجههم، قائلين لهم: «لن نتسامح مع هذه العنصرية». وقالت صحيفة «مترو» أن سائقي سيارات الأجرة المسلمين أخذوا يقلون سكان المدينة العالقين في مكان الهجوم بالمجان بعد إغلاق عدادات سياراتهم، وأشارت إلى أن العديد من السكان المحليين المسلمين قاموا بتقديم غرف مجانية لمنكوبي الهجوم، وأشادت الصحيفة بجهود المسلمين من فريق عمل مستشفى الخدمات الصحية الوطنية «NHS»، الذين تولوا طيلة ليلة وقوع الحادث، علاج المصابين في الهجوم. وفي هذا السياق، ندد مجلس مسلمي بريطانيا بشدة بالهجوم الإرهابي في مدينة مانشستر. ووصف هارون، خان الأمين العام للمجلس، في بيان رسمي الاعتداء بأنه جريمة إرهابية مروعة، وقال في البيان «دعواتنا مع ضحايا التفجير وعائلاتهم.. ما حدث هو عمل إجرامي مروع.. نتمنى أن تطال العدالة من وراء الحادث، في الحياة الدنيا والآخرة»، وأشاد برد فعل أجهزة الشرطة والإسعاف والمطافئ على الاعتداء.