salem-22
salem-22
أعمدة

إضاءة قلم: قناعات إيمانية

29 مايو 2017
29 مايو 2017

سالم بن حمدان الحسيني -

الفوائد الصحية للصوم أثبتها الدراسات العلمية وأشارت إليها القرائن وصدقها الواقع وأثبتتها الدلالات.. فهي قناعات مسلّم بها لدى عموم البشر، كما أنها قناعات إيمانية التي لا تقبل الجدل عند المسلمين، ناتجة عن إيمان مطلق وحقيقة ثابتة أشار إليها القرآن الكريم في غير موضع فالخيرية التي أشارت إليها الآية الكريمة في قوله تعالى: (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) حقيقة لا تقبل التأويل حيث حوت مجامع الخير كله.

ولا شك ان أول المكاسب المتحققة من الصوم هي التقوى فهو كسائر العبادات الأخرى المؤدية الى هذه الخاصية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) ومن تتحقق فيه هذه الصفة تتفتح له أبواب الخير وتتذلل أمامه الصعاب (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا) لذلك فالمؤمن الحق محاط بسياج منيع وحصن حصين وركن شديد يلجأ إليه كل وقت وحين.. فهو في مأمن من الوقوع في المزالق لأنه محفوف برعاية الله محروس بعنايته ومن كان ذلك حاله فقد جمع الخيرية من أطرافها.

كما أن مكاسب الصوم الدنيوية واقعة كذلك في هذه الدائرة من الخيرية، أشار إليها المصطفى الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم حينما قال: (صوموا تصحوا).. فارتباط الصوم بالصحة كارتباط هاتين الكلمتين ببعضهما دون حد فاصل بينهما، وكأن الصوم نتيجة حتمية تؤدي الى الصحة والحيوية والنشاط، فإذا أدركنا حتمية هذه المعادلة التي مردها: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى).. علينا أن ندرك أن العبادات الأخرى تتحقق فيها المعاني المؤدية الى كل معاني الخير والتقوى والصلاح التي يجني ثمارها الإنسان طيبة مباركة ولها من الفوائد الخير الكثير والتي لا ينبغي ان يساور المسلم أدنى شك في إثبات حقيقتها.

كما ان قوله صلى الله عليه وسلم: (مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ لقيمات يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ) يعزز هذه الحقيقة فقد أثبتت كثير من الدراسات أن الصيام يقي الجسم من الاضطرابات النفسية والجسمية، والانحرافات السلوكية، لذلك كان التوجيه النبوي لفئة الشباب الاستعانة بالصوم لأنه الحل الوحيد لتثبيط تلك الغرائز المتأججة في نفوسهم حينما قال: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء».