روضة الصائم

أدب قضاء - مهام القاضي وشروطه

28 مايو 2017
28 مايو 2017

زهران بن ناصر البراشدي/ القاضي بالمحكمة العليا مسقط -

تحتوي ولاية القاضي على 10 أشياء: الأول: الفصل بين الخصوم - إما بحكم نافذ بجبر وإما بصلح - والقمع عن الظلم.

الثاني: إيصال ذي الحق إلى حقه. الثالث: إقامة الحدود والقيام بحق الله تعالى بحسب ما يكون له. الرابع: النظر في الدماء والجروح. الخامس: النظر في أموال اليتامى والمجانين والغياب وفاقدي الأهلية، وتقديم الأوصياء إلى حفظ الأموال، السادس: النظر في الأحباس، السابع: تنفيذ الوصايا. الثامن: عقد نكاح النساء إذا لم يكن لهن ولي أو ثبت عضلهن، التاسع: النظر في مصالح العامة، العاشر: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ بالقول والفعل.

وإنه لمن متطلبات الحياة وإظهار العدالة واستتباب الأمن والأمان أن يعين ولي الأمر القضاة للناس؛ على قدر الحاجة؛ للقيام بمهمة الفصل في الخصومات، ونظر مصالح الأمة ودفع المضار عنها، ومن أبى عن الولاية وهو قادر على أداء المهمة ولا يوجد من هو أفضل منه علما وعملا وخيف تعطل الأحكام جبره عليه.

وهنالك واجب أساسي على ولي الأمر في تولية الأعمال من دونه من الرجال وهو: أنه لا يصح له أن يولي في أي عمل من الأعمال إلا صاحب أمانة وخبرة ودراية وعفة ونزاهة وعلم وعمل ونشاط ومثابرة، مع متابعته في جميع تصرفاته، كما كان يفعل المعصوم -صلى الله عليه وسلم- وخلفاؤه الراشدون المهديون، والدليل على ذلك من الكتاب والسنة والإجماع أما الكتاب فمنه قوله تعالى: (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) وقوله: (إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ).

ومن السنة ما روي عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من قلد إنسانًا عملًا وفي رعيته من هو أولى منه فقد خان الله ورسوله وجماعة المسلمين».

من ولي من أمر المسلمين شيئا فأمر عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة الله، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا حتى يدخله جهنم، ومن أعطى أحدًا حمى الله فقد انتهك في حمى الله شيئا بغير حقه فعليه لعنة الله. أو قال تبرأت منه ذمة الله عز وجل.

حديث معقل بن يسار لزياد لما ولي الإمارة سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من ولي من أمر المسلمين شيئا فلم يحطهم بنصيحة كما يحيط أهل بيته فليتبوأ مقعده من النار» قال «زياد»: ما سمعت هذا منك قبل اليوم. قال «معقل» ما كنت لأحدثك به إلا وأنا على حالتي هذه قال فخرج زياد يجر ثوبه.