إضاءة قلم: فرصة الدعاة

سيف الفضيلي -

«وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ». بهذه الآية المباركة نفتتح مقالنا المتواضع .. نحث بها أنفسنا أولا وكل من تسنّم منبر الدعوة الى الله ونقول لهم إن موسم الشهر الفضيل مرعى خصب لمن أراد اقتناص الفرص والاقتراب من قلوب الناس الذين يجدّون ويجتهدون في هذه الأيام وهم يرتادون المساجد في كل الأوقات -بحمد الله- بقلوب ملؤها الرغبة إلى التقرب إلى الله والابتعاد عن كل ما يقطع العلاقة معه جل وعلا، وما عليهم إلا أن يكونوا قريبين منهم ويجالسوهم ويتفاعلوا معهم.

إن الدعاة والمرشدين من إخواننا الذين خصوا بهذه الوظيفة العظيمة المباركة الطيبة وخاصة أولئك العاملين بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية والمنتشرين في شتى ربوع السلطنة المباركة عليهم المبادرة والتسابق بكل ما أوتوا من فهم وعلم في بث دروسهم ومحاضراتهم الدعوية ومخالطة الناس ومجالستهم والاستماع إليهم ونصحهم وتبصيرهم بأمور دينهم ودنياهم وآخرتهم، إذ ان هؤلاء الوعاظ والمرشدون لديهم أسلوبهم الخاص الذي تمرسوا عليه من خلال دراستهم الشرعية والفقهية ومطالعاتهم المستمرة والمتجددة لكل ما هو مستجد في الجانب الدعوي والإرشادي وبالأساليب التي تجذب الناس وتحببهم منه.

إن طريق الدعوة والإرشاد ليس طريقا سهلا بل هو شاق ولكن مشقته تنقلب إلى راحة بعد أن يوفق الداعي إلى أن يهدي الله به رجلا واحدا كما جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم « لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ» أو كما قال عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.

لا شك أن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية تقوم بوضع خطط وبرامج لوعّاظها ومرشديها كلّ حسب منطقته إلا ان إعلانات هذه الخطط والبرامج تكاد شبه مختفية، فكم من المساجد التي نمر عليها لا نجد في لوحاتها ما يشير إلى وجود مثل هذه البرامج، عكس ما كان قبل سنين عدة من وضع كل إدارة من الإدارات جداول للمحاضرات للوعّاظ والمرشدين لتقديمها في شتى الجوامع والمساجد التابعة لتلك الإدارات، ولعلهم تركوا هذا الجهد - وعسى أن لا يكون هذا التخمين صحيحا- على القائمين على المساجد ليستجدوا الوعّاظ والمرشدين لتقديم درس أو محاضرة في مسجد من المساجد أو جامع من الجوامع، فإما استجابوا وإما منعوهم.

ليعمل المختصون في الوزارة على بث هذه البرامج كما تبث البرامج الرياضية والإذاعية والتلفزيونية وغيرها إعلاميا وعبر التواصل الاجتماعي وغير ذلك من الطرق.