1023717
1023717
المنوعات

إبراهيم معلوف يكلل مسيرة عشر سنوات بأمسية في مهرجانات بعلبك

27 مايو 2017
27 مايو 2017

بيروت «أ.ف.ب»: يكلل المؤلف الموسيقي وعازف البوق الفرنسي اللبناني إبراهيم معلوف عشر سنوات من مسيرة موسيقية «يتحد فيها الشرق والغرب»، بأمسية يقيمها هذا الصيف على مسرح مهرجانات بعلبك اللبنانية العريقة.

ويقول معلوف في مقابلة اجرته معه وكالة الصحافة الفرنسية في بيروت «الحفلة في بعلبك ستختصر عشر سنوات من الحفلات والمشاريع»، معربا عن سعادته للمشاركة في هذا المهرجان العريق الذي ارتبط «بتاريخ لبنان وتاريخ الموسيقى والفولكلور فيه، من خلال تعاونه مع فيروز والرحابنة على ومدى سنوات».

ويطل إبراهيم معلوف في الثاني والعشرين من يوليو في مسرح معبد باخوس الأثري في المدينة الواقعة شمال شرق لبنان، مقدّما عملا بمشاركة عدد من الموسيقيين والمغنين، ضمن برنامج الدورة الحادية والستين من مهرجانات بعلبك الدولية.

ويوضح معلوف «لدي انطباع بأني آتي إلى بعلبك للتحدث مع عائلتي التي لا أراها غالبا. أشعر أن عائلتي كلها هنا وأنا هنا للتحدث إليها».

ويزور معلوف بيروت حاليا، قبل شهرين من افتتاح مهرجانات بعلبك، لإجراء مقابلات مع الإعلام المحلي، يطل من خلالها على الجمهور اللبناني الذي «لا يعرف جيدا» أعماله، على ما يقول. ويرغب معلوف بالتعاون مع فنانين لبنانيين، وقد سبق له أن تعاون مع عدد منهم مثل مارسيل خليفة وتوفيق فروخ المقيم مثله في فرنسا.

وفي زمن يسود فيه القلق من الانغلاق ورفض الآخر، يأمل معلوف أن تشكل موسيقاه وسيلة «تقرّب الناس» من بعضهم، لكونها تشكّل «اتحادا بين الشرق والغرب».

ويقول «عندما نقرأ الآخر من خلال مشاعره نتفهمه، أما إذا قرأناه من خلال التفكير المنطقي، فقد لا نتفق معه».

حقق إبراهيم معلوف شهرة عالمية في السنوات الماضية، وهو يرى أن سرّ نجاحه كان «حرصي على أن يفهم الناس موسيقاي».

ويوضح ذلك بالقول: «عندما أكون على المسرح تكون أولويتي أن يفهم الجمهور اللغة الموسيقية التي أستخدمها. أحاول أن أشرح معنى موسيقاي قبل أن أعزفها، وأتحدث مع الجمهور، وأطلب منه ترداد الألحان الرئيسية فيها».

ويضيف «أكتب موسيقى تشبهني ولا أرغب في الدخول في أطر جامدة. أكتب فقط ما أحبه. أؤلف مقطوعات موسيقية تجعلني سعيدا وأعتقد أن الناس يحبون ذلك».

ويؤكد إبراهيم معلوف أنه لا يسعى إلى جعل موسيقاه شعبية، بل «ما يهمني أن اكون محبوبا، وأن يحب الناس عملي. أفعل كل ما استطيع لكي أوفق بين ما أرغب في قوله وبين حرصي على أن يفهمني الجمهور ويحبني، لأنني أحب جمهوري».

يركّز إبراهيم معلوف في عمله على الارتجال الموسيقي الذي يرى فيه «طريقة فضلى للعيش معا»، فالارتجال يتطلب «التواصل في ما بيننا والاستماع جيدا إلى بعضنا رغم الاختلاف وتنوع الآلات الموسيقية».

ويقول «أهمية هذه التجربة لا تكمن في الجانب الموسيقي فحسب، ولكن خصوصا في الجانب الإنساني».

في العام الماضي، حصل الموسيقي اللبناني الأصل على جائزة «سيزار» أفضل موسيقى أصلية لفيلم. وهو يرى أن هذه الجائزة «تعبر عن تقدير عالم السينما» لعمله.

لكن هذه الجائزة وغيرها التي حصل عليه في مسيرته الفنية ليست الأهمّ كما يقول، بل الأهم «عندما تحضنني أمي بعد حفلة ما وأرى الدموع في عينيها وأشعر بأنها تفتخر بي، أو حين ترسل لي ابنتي مثلاً رسالة نصية بالهاتف تهنئني فيها بعد حفلة ما وتقول لي إنها كانت جيدة».

كشف معلوف أنه يعمل راهناً على مشاريع سينمائية عدة، لكن هوليوود بعيدة عن اهتمامه.

ويقول «في عملي، ثمة بحث حقيقي ومستمر عن الابتكار. أما في هوليوود، فالسينما صناعة تعمل وفق قواعد، ومن النادر لا بل من المستحيل أن يخرج فيلم عن الإطار المعتاد للصناعة السينمائية الهوليوودية».

ولد ابراهيم معلوف في بيروت العام 1980، أي خلال الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان بين العامين 1975 و1990، وانتقل مع عائلته طفلا إلى باريس حيث يقيم منذ ذلك الحين.

وبدأ أولى خطاه الموسيقية بين سن الثامنة والتاسعة متأثرا بوالده عازف الترومبيت (البوق) نسيم معلوف الذي اخترع أول بوق بأربع دوسات يمكنه أن يعزف ربع الصوت الذي تتميز به مقامات الموسيقى الشرقية.

ويعد مهرجان بعلبك من أعرق المهرجانات اللبنانية، وأقيمت أولى دوراته منتصف القرن الماضي.

وهو يستضف هذا العام فنانين وفرقا من لبنان والعالم العربي والعالم في عروض تراوح بين الموسيقى الشرقية والكلاسيكية الأوروبية والبوب والروك والجاز.