كلمة عمان

أمل السلام في شهر الصوم

27 مايو 2017
27 مايو 2017

في ظل أجواء الخير والرحمة والتسامح، التي تصاحب شهر رمضان المبارك، والتي تظلل أبناء الشعوب العربية والإسلامية، على امتداد العالم ، يشرفنا ان نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات الى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - داعين المولى عز وجل أن يعيد هذا الشهر الكريم على جلالته، وعلى الشعب العماني الوفي بالخير والبركات، وأن يمنح الله جلالته مزيدا من الصحة والعمر المديد، إنه سميع مجيب .

وفي هذه الأيام المباركة، التي يتطلع فيها أبناء الشعوب العربية والاسلامية على امتداد العالم إلى تحقيق السلام والاستقرار والوئام ، وإلى توقف الحروب والمواجهات المسلحة ، ليشعر المسلمون بالأمن والاستقرار ، وليتمكنوا من القيام بشعائر هذا الشهر الكريم، فإن العمليات الإرهابية الخسيسة التي يقوم بها تنظيم داعش وغيره ، وآخرها العملية التي وقعت في مدينة المنيا بمصر الشقيقة، والتي أدانتها السلطنة بشدة، مؤكدة تضامنها مع مصر الشقيقة في كل ما تتخذه لحماية أمنها واستقرارها ، فإنها تؤكد أن التعاون الدولي الواسع لمكافحة الإرهاب بكل صوره وأشكاله أصبح ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى، وأنه من المهم أيضا العمل بشكل مخلص لحل المشكلات المتفجرة في المنطقة. ومن المأمول أن تنجح الجهود المبذولة للتوصل الى توافق بين الأشقاء في الجمهورية اليمنية الشقيقة ، وأن يتمكن اسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن من تحقيق التوافق بين الأطراف اليمنية، وتجاوز الخلافات القائمة، تمهيدا للسير على طريق الحل واستعادة الاستقرار والتوافق ، وتعاون كل الأطراف اليمنية معا لتحقيق مصالح الشعب اليمني واستقراره والحفاظ على وحدته أرضا وشعبا ، وحل أية خلافات عبر الحوار البناء بين الأشقاء ، وبما يحقق المصلحة اليمنية في النهاية .

من جانب آخر فإنه ينبغي دفع الجهود المبذولة للتوصل الى حل سلمي للمأساة السورية، سواء في إطار مفاوضات جنيف، التي يرعاها ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا ، او في إطار مفاوضات آستانا التي ترعاها روسيا الاتحادية ، بالتعاون مع ايران وتركيا ، خاصة وأن السنوات الست الماضية كلفت الشقيقة سوريا خسائر غير مسبوقة ، سواء في الأرواح والمصابين ، أو بالنسبة لملايين اللاجئين والمشردين داخل سوريا وخارجها في أسوأ مأساة إنسانية في القرن الحادي والعشرين .

أما إذا اتجهت بعض المنظمات الإرهابية في سوريا أو غيرها ، الى التصعيد العسكري خلال ايام هذا الشهر الكريم ، بدوافع وادعاءات مختلفة ، فإن معاناة الشعب السوري، والشعوب العربية الأخرى ، التي تعاني من حالات من القتال والمواجهات المسلحة ستكون أكثر صعوبة ، ولذا ندعو الله أن يلتزم الجميع ، في سوريا وليبيا والعراق واليمن وفي كل دولة عربية أو إسلامية تواجه أو تعيش حالات من الصراع المسلح بأي شكل، بما يتطلبه شهر رمضان المبارك، وما يميزه من تسامح وتراحم ومودة وتقارب بين المسلمين .

ولعل ذلك يكون مدخلا للتهدئة والبحث الجاد عن توافقات وحلول سلمية ، وخطوات تمهد للسلام والاستقرار ، الذي تتوق اليه الشعوب العربية والاسلامية ، في المنطقة وعلى امتداد العالم من حولها .