1023049
1023049
العرب والعالم

لندن: استئناف الحملة الانتخابية التشريعية بعد اعتداء مانشستر

26 مايو 2017
26 مايو 2017

روسيا توصي مواطنيها بتجنب السفر إلى بريطانيا -

عواصم - (أ ف ب - د ب أ): استأنفت بريطانيا أمس حملة الانتخابات التشريعية التي باتت تتمحور حول الأمن والسياسة الخارجية في الوقت الذي شهد فيه التحقيق حول اعتداء مانشستر توقيفا جديدا خلال الليل.

وكانت الحملة للانتخابات التشريعية التي ستجرى في الثامن من يونيو، علقت منذ الثلاثاء الماضي بعد الاعتداء الذي استهدف حفلة غنائية واسفر عن سقوك 22 قتيلا و75 جريحا بينهم أطفال ومراهقون.

وتعتقل السلطات البريطانية حاليا ثمانية أشخاص في إطار التحقيق في هذا الاعتداء الذي تبناه تنظيم داعش ونفذه بريطاني من أصل ليبي يدعى سلمان العبيدي (22 عاما).

من جهة أخرى، وصل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون ظهر أمس إلى لندن للتعبير عن تضامن بلده مع البريطانيين.

وتهدف هذه المبادرة إلى تهدئة التوتر بين البلدين الحليفين الذي نجم عن تسريبات لوسائل الإعلام الأمريكية حول التحقيق في اعتداء مانشستر، مما أثار استياء القادة البريطانيين.

وطلبت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل ابقاء المعلومات المرتبطة بالتحقيق «سرية». وتعهد ترامب بملاحقة المسؤولين عن التسريبات.

وأكدت ماي أمام شركائها في مجموعة السبع في إيطاليا أمس ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب بإصرار.

كما ستدعو إلى ان تقوم مجموعات الإنترنت الكبرى ببذل مزيد من الجهود لإزالة المضامين الأكثر تطرفا من محتوياتها.

وتم اختصار زيارة ماي إلى الخارج بالنظر إلى الوضع الذي تمر به بريطانيا.

وبعد رفع مستوى التأهب في بريطانيا إلى أقصى درجة اثر اعتداء مانشستر، بات الأمن في صلب الحملة الانتخابية.

فقد اعتبرت نائبة رئيس حزب الاستقلال المعادي لأوروبا سوزان ايفانز الخميس أن ماي تتحمل «جزءا من المسؤولية» في الاعتداء بسبب الاقتطاعات في ميزانية الشرطة.

ومن المتوقع ان يشدد زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن في لندن على الرابط بين السياسية الخارجية التي تنتهجها بريطانيا وبين الاعتداءات، في إشارة الى الالتزامات العسكرية في العراق وأفغانستان بالإضافة الى الغارات الجوية ضد تنظيم داعش في سوريا والتي لا يزال كوربن يعارضها.

سيقول كوربن إن فوز العماليين في الانتخابات التشريعية «سيغير ما نقوم به في الخارج»، مع التشديد على أن «الحرب على الإرهاب لا تعطي نتيجة بكل بساطة».

وكشف استطلاع لمعهد «يوغوف» نشرته صحيفة «تايمز» أن الهامش بين المحافظين الأوفر حظا بالفوز بزعامة ماي والعماليين في نوايا التصويت تراجع إلى خمس نقاط فقط بعد أن كان 24 نقطة في أبريل الماضي.

وقبيل الاعتداء واجهت حملة ماي جدلا حول رعاية المسنين.

يقول أستاذ العلوم السياسية سيفن فيلدينغ من جامعة نوتنغهام «إذا أصبح الأمن والإرهاب الموضوعين الرئيسيين في الحملة الانتخابية فتيريزا ماي ستكون الرابحة الوحيدة».

وكانت ماي دعت إلى الانتخابات المبكرة على أمل تعزيز صفوفها قبل بدء مفاوضات بريكست حول خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي.

على الأرض، التحقيق حول الشبكة الجهادية التي تقف وراء اعتداء مانشستر يتواصل.

وصباح أمس أوقفت الشرطة رجلا في حي موس سايد (جنوب مانشستر) كما أطلقت سراح موقوف آخر.

ومساء أمس الأول أجرت قوات الأمن عملية تفتيش مطولة داخل منزل في حي ويغن (غرب مانشستر) عثرت خلالها على «أشياء تثير الشبهات» وقامت بـ«عمليات تفجير خاضعة للسيطرة».

ومنفذ الاعتداء يدعى سلمان العبيدي (22 عاما) المولود في مانشستر من والدين ليبيين كان توجه مؤخرا إلى ليبيا وعاد منها إلى بريطانيا قبل أربعة أيام على الاعتداء.

في طرابلس، أكدت حكومة الوفاق الوطني العمل بشكل «مكثف وقريب مع شركائنا البريطانيين». وكانت أجهزة الأمن الليبية أوقفت أحد أشقاء سلمان ووالده.

من جهته وعد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي خلال لقاء في مدينة تاورمينا في صقلية أمس بأن يفعل ما بوسعه لمساعدتها على مكافحة الإرهاب.

قال ماكرون لماي في لقاء قبل قمة مجموعة السبع «نحن هنا للتعاون ولنفعل ما بوسعنا فعله من اجل تعزيز هذا التعاون على المستوى الأوروبي، ولنقوم بالمزيد على الصعيد الثنائي ضد الإرهاب».

وسيحاول قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى الذين يجتمعون في مدينة تاورمينا بجزيرة صقلية الإيطالية الجمعة والسبت، إظهار جبهة موحدة ضد الإرهاب.

في السياق أوصت روسيا أمس مواطنيها بتجنب السفر الى المملكة المتحدة بسبب «مستوى التهديد الإرهابي» فيها، بعد الاعتداء الذي اسفر عن 22 قتيلا و75 جريحا في مانشستر.

وذكرت الوكالة الروسية للسياحة في بيان أن «سفارة روسيا في بريطانيا توصي للمواطنين الروس بتجنب السفر إلى هذا البلد، وزيارة المدن الكبرى خصوصا، إلا إذا أملت الرحلة ضرورة قصوى».

وأضافت أن هذا القرار «يبرره رفع حكومة المملكة المتحدة مستوى التحذير من التهديد الإرهابي إلى أعلى مستواه».

وقد رفع مستوى التحذير من التهديد الإرهابي إلى أعلى مستواه في المملكة المتحدة بعد اعتداء اسفر الاثنين الماضي خلال حفل موسيقي عن 22 قتيلا و75 جريحا في مانشستر (شمال غرب)، بينهم عدد كبير من الشبان والأطفال.

وتبنى تنظيم داعش هذا الاعتداء، معلنا عن هجمات أخرى.

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن الخطر «وشيك على الأرجح».

ووضعت الشرطة ثمانية أشخاص في السجن على ذمة التحقيق، في إطار التحقيق حول هذا الاعتداء الانتحاري الذي نفذه البريطاني الليبي الأصل سلمان العبيدي (22 عاما).