روضة الصائم

نســائم الفـرح

26 مايو 2017
26 مايو 2017

ميمونة بنت حميد الجامعية - معهد نبع الخير المشرق -

في أول أيام شهر الرحمة، الأجواء الجميلة تنعش النفس.. كأن القعت الذي وصلت ريحته قبل أيام مازال عبقه باقيا ليمتزج مع روحانية هذا اليوم.

- «والصبح إذا تنفس» صورة قريبة من ميلاد الإنسان في كل يوم.. زبيدة؛ تعالي نخرج قليلا نمشي في ساحة المنزل، فالمنظر خلاب يأسر النفس.

- زبيدة: الحمد لله الذي رزقنا نعمة الحياة حتى نشهد هذا الشهر الفضيل.

- نعم زبيدة وعسى أن يتم الله علينا الشهر كله.. انظري زبيدة إلى السماء كأنها تنتظر وشاحا ذهبيا يلف جيدها.. يا له من منظر رائع يعطي بعدا ليوم تغشاه السكينة.

- سرحت بفكري يوم أمس في وقت الأصيل وأنا أتابع رحيل الشمس معلنة عن وداع اليوم الأخير من شهر شعبان، فتبدأ روحانية شهر كريم من رب كريم.. صلاة التراويح.. صور الإنفاق.. أنواع البر.. الخلوات والمناجاة مع الله لها طعم خاص..

- زيد أراك تتحدث بشكل مختلف هذا الصباح.. نشوة الفرح بالشهر الفضيل تفاعلت مع بيانك لترسم لوحة أدبية تدفع القارئ إلى أن يتأمل في بديع الخالق.

- ما الذي يستوقفك صباح هذا اليوم؟

- الهدوء التام الذي يسود المكان.. ألا ترين خلوه من الطلاب؟.. خلو الشوارع من السيارات.. هل نسيت أن وقت انتشار الناس إلى أعمالهم يختلف في شهر رمضان؟ فرصتك في هذا الوقت لأن تسمعي تسابيح الطيور المتناغمة مع تسابيح بقية مخلوقات هذا الكون.. تأملك لآيات هذا الكون يمنحك الإحساس بالأمان، وأن وراءه خالقا عظيما.. تعيشين السكينة بمعناها الحقيقي عندما تمنحين لعينيك نعمة أن تجوبا صفحة الكون الواسع الأرجاء..

- زيد؛ هل ستجعل لنا شيئا من وقتك كما كنت تفعل معنا كل ليلة أم برنامجك الدعوي مليء بالفعاليات المتنوعة؟

- زبيدة حبيبتي وأم أولادي؛ كيف يهنأ لي بال أن أنفق من وقتي لغيركم دون أن يكون لكم نصيب منه؟ أنسيت قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي» وهل عهدت مني غير الوقوف معكم ورعايتكم كما يحب الله ويرضى؟

- لا يا زيد، إلا أنني خشيت أن لا يكون لنا حظ من روائعك عندما رمقت برنامجك الرمضاني وأنا أرتب مكتبك قبل يومين تقريبا.

- الموازنة يا زبيدة مطلب مهم حتى يتحقق الدور المطلوب منا جميعا، حتى أنت لك دور مهم ورئيس في إشاعة روح الألفة والمبادرة بالابتسامة في أرجاء البيت، فتخففين عني الكثير من نصب الحياة، كما أن دورك في توجيه قرة أعيينا إلى استثمار وقتهم في الطاعات لهو أمر إيجابي لن يضيعه الله، فاحتسبي كل ما تقومين به أنه في الله ولله.

- سنبدأ برنامجا أرجو أن يكون رائعا ومتكاملا كما ذكرت، يناسب الجميع بحيث يفي بمتطلبات الأسرة صغارا وكبارا..

- زبيدة؛ هل لي أن أشترط؟

- تفضل يا زيد، على استعداد للامتثال ما دام في الأمر غذاء للروح وحياة للقلب وراحة للبدن.

- نعم زبيدة سيكون كذلك بإذن الله.. أما عن شرطي فهو أن تواظبي على الحلقات وتفرغي نفسك من أي ارتباط؛ حتى تستفيدي من الحلقات ويستفيد أبناؤنا كذلك.

- هيا يا زبيدة، بدأت الشمس ترمقنا بلحظها.. سأدخل وأبقى مع وردي الآن.. تذكري عندما يستيقظ الأبناء أن تبسطي لهم كيف ستكون حلقتنا قبل النوم وكيف ستحلق أرواحهم مع آيات الله..