1015483
1015483
مرايا

نترقب هلاله - رمضان.. شهر الخير والمغفرة

24 مايو 2017
24 مايو 2017

استطلاع – سعاد السنانية -

أوقات قصيرة تفصلنا عن شهر رمضان، الذي يعد من أفضل شهور السنة عند الله سبحانه وتعالى، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وفي هذا الشهر تغفر الذنوب وتضاعف الحسنات، شهر تصفد فيه الشياطين وتكثر فيه العبادات، له نفحات روحانية وعادات وتقاليد مختلفة عن بقية الشهور، كذلك له فوائد صحية واجتماعية، كما ينفرد شهر رمضان ببعض الأطعمة التي يحرص المسلمون على طبخها وأكلها في رمضان، فلكل دولة إسلامية نكهتها الخاصة، ونحن في السلطنة نحرص على طبخ أكلاتنا الرمضانية الخاصة.

حول شهر رمضان التقت «مرايا» ببعض المواطنين الذين عبروا عن انطباعهم بقدوم شهر الخير.

سعيد بن ثاني الغزيلي يقول: إن الصيام من أعظم العبادات التي شرعها الله عز وجل لعباده، وهي سر بين العبد وربه، لذلك الصائم وهو يؤدي عبادة الصوم يتمتع بصفة الصدق والأمانة بينه وبين الله عز وجل، مما يؤدي ذلك إلى قبول هذا العمل الفضيل، وكما يعلم الجميع فإنه في شهر رمضان يؤدي المسلم صلاة التراويح وهي ميزة يتفرد بها هذا الشهر العظيم، حيث يجتمع المسلمون لأداء هذه العبادة في جماعة، مما يجعلنا نحن المسلمين نلتقي في رمضان من خلال هذه العبادة بشكل يومي، وتزيد من علاقاتنا وتوفر المزيد من الود والتعارف بيننا، كما تزداد علاقتنا بالقرآن الكريم ونسعى جاهدين لوضع برنامج لحفظه وتدارسه خلال نهار وليل شهر رمضان، مما تعد فرصة عظيمة لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتدارس معانيه.

وعن النصيحة التي يوجهها الى الذين يسرفون في شراء مستلزمات رمضان من الأطعمة قال: ان شهر رمضان هو شهر للعبادة وهو يتميز بأنه منظم لعادة الغذاء للانسان فهو فرصة مواتية للذين يعانون من بعض الامراض المزمنة والتي ترتبط بنتظيم الغذاء لتساعد على توازن الصحة لدى الانسان، وإن قيام البعض بالتكلف في شراء المواد الغذائية في شهر رمضان فهم بذلك يعطون هذا الجانب اهتماما غير مناسب، فلا داعي لأن يتكلف الانسان ما لا يستطيع بتوفير أصناف مختلفة من المواد الغذائية التي ربما تزيد عن حاجته الى ما بعد رمضان مما يؤدي الى فسادها وخسارتها بعد ذلك، لذلك أدعو الناس للشراء بقدر الحاجة فقط وذلك حفاظا على عوائدهم المادية واستغلالها فيما يفيد وينفع.

وعن سؤالنا كيف تجدون الأسعار هل هي مناسبة؟ رد قائلا: ان الاسعار مرتبطة بالسوق العالمية، فنحن في عمان نؤثر ونتأثر بالعرض والطلب بالسعر على المستوى العالمي في المواد الغذائية، لذلك يجب علينا ان نأخذ بقدر احتياجاتنا لنتحكم في المصاريف التي تناسبنا .

تنظيم الوقت

ويوضح بدر البطاشي عندما سألناه عن كيفية استقباله لشهر رمضان من ناحية العبادات فقال: نستقبل شهر رمضان في العبادات، أولا: الاجتهاد في الدعاء بأن يبلغنا الله تعالى شهر رمضان ونحن نتمتع فيه بالصحة والعافية، حتى نستطيع أداء العبادة بنشاط وهمة من صيام وقيام وذكر وصدقة. ثانيا: حسن التهيئة قبل مواسم الطاعات بالصيام من شهر شعبان وبفعل الطاعات؛ لنكون على استعداد لفعل الطاعة بهمة عالية إذا دخل رمضان. ثالثا: التخطيط لحسن الاستفادة القصوى من الأوقات في شهر رمضان، فمن حسن الاستعداد أن نحاول التخطيط للاستفادة القصوى من شهر رمضان، من أوله لآخره. وشهر رمضان هو شهر عبادة وليس شهر ملء البطون بالطعام، وشهر رمضان فرصة لاستعادة الصحة للمستهلكين الذين يعانون من الشحوم والدهون والأمراض مثل السكري والكوليسترول وغيرها.

ويقول ماجد بن محمد البوصافي: شهر رمضان شهر التنافس، شهر التغيير في كل ما يخص الإنسان، سواء على المستوى الاجتماعي كزيارة الأهل والأقارب ومساعدة الناس أو التواصل المباشر مع الأصدقاء أو فتح صفحة جديدة للمؤمن تجاه من تعكر صفو علاقته مع صاحبه من باب ما يفرضه الشهر الفضيل من التصافي وإزالة الشحناء بين الاخوة والأصدقاء.

وأيضا على المستوى الصحي فهو متعدد المنافع، فالصوم كما قال الحبيب المصطفى :«صوموا تصحوا» ففي رمضان تجد البعض يستغل هذه الفرصة لتغيير بعض العادات الغذائية الخاطئة، وخاصة إذا صاحبها ممارسة بعض الرياضات مساء كالمشي والركض وعدم الاكثار من تناول المأكولات الدسمة قبل النوم.

وأما عن الجانب الاستهلاكي فعادة ومن تجربة السنوات الماضية يكثر الإسراف في الشهر الفضيل، ولكن وخاصة في الآونة الأخيرة ظهرت أصوات تثقف الناس وتنبه إلى سوء هذه العادات، وفعلا هناك استجابة ملحوظة لدى بعض الناس، ولا ننسى أن هناك كثيرا من السلبيات لدى كثير من الناس، فما أن يهل الهلال إلا وانطلقت المسابقات المرتبطة بهدف السهر إلى آخر الليل والشجار والنزاع، وليس هناك مانع من إقامة المسابقات، بل بالعكس لها دور تثقيفي وترفيهي كالمسابقات الثقافية وحتى الرياضية التي تقنن وتراعى فيها الجوانب الأخلاقية.

واضاف: من وجهة نظري دائما نفتقر إلى ثقافة الاستمرار في الشيء فخير الأمور أدومها وإن قل، فعلينا أن نضع خطة تغطي جميع الجوانب لكي يكون رمضان محطة انطلاقة للأشهر القادمة حتى تكون هذه الأعمال عادات لا تفارقنا، فمثلا كل يوم يكون لك ورد يومي من القرآن وكتاب آخر ويكون لك كل أسبوع زيارة للاقارب، ويكون كل يوم صدقة لمحتاج أو فقير أو زيارة مريض بشكل منتظم، وهكذا على المستوى الرياضي يكون لك وقت محدد للرياضة، وهكذا تغطي جميع الجوانب التي تقوم شخصية الإنسان ويكون ناجحا معطاء له ولمجتمعه.

نكهات خاصة

وتشير عائشة السنسلية أن شهر رمضان شهر الخير والجود والكرم، فبقيت ايام معدودة وتدخل علينا الفرحة والبهجة والسرور، ففي شهر الخير نحافظ على عاداته وتقاليده العريقة التي نستقبلها بالصيام وتلاوة القرآن الكريم، فهو شهر عبادة ونكن له في نفوسنا مشاعر روحانية عالية للتعبد والتقرب الى الله عز وجل، ونحن حريصون على العادات والتقاليد في عمان الحبيبة، حيث لهذا الشهر الفضيل سحره الخاص في الولايات والقرى العمانية التي تتحول طول ايام الشهر الى اسرة واحدة ويرتفع صوت الأذان في كل المساجد، ويجمعنا الحب والتآلف والمودة والرحمة على مائدة الإفطار.

فشهر رمضان له رائحه طيبة وخاصة عند العصر، حيث النساء يكونن المطبخ، كما يتم توزيع بعض المأكولات الى بيوت الجيران مثل السخونة والكسترد واللقيمات وما شابه ذلك، وتمتلئ المساجد لأداء الصلاة، كذلك هناك عادات للافطار حيث يفطر الصائمون في البيت بتمر ولبن ووجبة خفيفة مثل الفطائر واللقيمات والسمك المقلي، من ثم يذهبون للصلاة، وبعد العودة من الصلاة يبدأون بتناول وجبة الافطار مثل الثريد والعيش (الارز) والسمك والفطائر وماشابه ذلك، وعند النداء لصلاة العشاء نذهب للصلاة والتراويح.

وفي ليالي رمضان يتجمع أبناء القرية في حلقات يستمعون فيها الى بعض الدروس والمحاضرات الدينية التي عادة ما تدور حول فضل شهر الخير، وبعدها يجتمع الأهالي والجيران لشرب القهوة ولتناول ما لذا وطاب من انواع الاطباق الرمضانية، ومع اقتراب الساعة العاشرة تبدأ وجبه العشاء التي تتكون من اللحوم والدواجن والاسماك والثريد والهريس، وبعدها نمارس الالعاب الرياضية، فالنساء يمارسن رياضة المشي، والرجال كرة القدم، كما نتبادل الزيارات .