مرايا

ساحة كراكوف .. إحدى أقدم الساحات بأوروبا

24 مايو 2017
24 مايو 2017

تعتبر مدينة كراكوف في بولندا، واحدة من أقدم وثاني أكبر المدن البولندية، ويرجع تاريخها إلى القرن السابع الميلادي، وتعد روايات الرحالة والتاجر الأندلسي إبراهيم بن يعقوب عن البولنديين وملكهم مْيَشكو الأول والمدينة التي زارها في رحلته بين 965-971 ميلادية من أهم وأقدم المصادر التاريخية، وبعد اجتياح القوات الألمانية لبولندا خلال الحرب العالمية الثانية، تحولت كراكوف إلى عاصمة الحكومة العامة.

وبنهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر لم تعد كراكوف مركزا سياسيا واقتصاديا وحسب، بل أصبحت أيضا عاصمة ثقافية متعددة القوميات والهويات، حيث يوجد بها الكثير من الجامعات، وفي عام 2000م حصلت على لقب عاصمة الثقافة الأوروبية.

وقد سلمت المدينة من الدمار خلال الحرب العالمية الثانية، لذا المباني والطرق بها قديمة جدا، يحكي تاريخ المدينة منذ مئات السنين عندما كانت عاصمة لبولندا، وبسبب المواقع التراثية والأثرية الموجودة فيها فقد أعلنتها اليونيسكو عام 1978 موقعًا عالميًا للتراث.

أهم ما يميز مدينة كراكوف هو المدينة القديمة والتي تتوسط المدينة الحالية وبالتالي يسهل الوصول إليها من مختلف الجهات، وتحيط بها الحدائق مشكلة حزاما أخضر جميلا حول المدينة، بدلا من الجدار الذي كان يحيط بها قديما، وتم هدمه لاحقا.

وبها ساحة تعد إحدى أكبر الساحات في أوروبا، وهو مكان يلتقي فيه الكل بمختلف أعمارهم، حيث توجد الأسواق والمطاعم والمقاهي والكنيسة، كما توجد عربات أحصنة للراغبين في القيام بجولة في الساحة، وسيارات كهربائية صغيرة للأشخاص غير القادرين على المشي والراغبين بالقيام بجولة في شوارع المدينة القديمة لمشاهدة معالمها السياحية.

سوق الأقمشة

ومن أهم معالم الساحة، سوق الأقمشة، وهو عبارة عن سوق طويل، ويعتبر أحد اقدم أسواق أوروبا، وحاليا تباع فيه المشغولات اليدوية التي تشتهر بها بولندا، كالكهرمان والسيراميك والجلديات وغيرها، واسفل السوق يوجد متحف.

وفي طرف الساحة تقع كاتدرائية مريم العذراء، والتي تعتبر أشهر كنيسة في بولندا، واستمر تطوير مبناها لغاية نهاية القرن الرابع عشر، عندما اتخذت شكلها الحالي. وقد صنعت لها شبابيك زجاجية ملونة في م1365، بقي منها ثلاثة إلى اليوم، ويبلغ ارتفاع برجها الأطول 81 متراً، وهو البرج الذي ينفخ فيه عازف البوق نغمة المدينة أربع مرات بداية كل ساعة، من الشباك الغربي، ثم الشرقي، فالجنوبي وأخيراً الشمالي. وينقطع اللحن في نقطة معينة، تذكيراً بنافخ البوق الذي كان ينذر السكان عند بدء الهجوم التتاري في 1241م، قبل أن يسكته رامٍ تتري بسهم من قوسه اخترق حنجرته، وفي الأصل كان البوق يعلن فتح أو غلق أبواب المدينة في القرون الوسطى، أو لتنبيه السكان إذا ما نشب حريق أو اقترب عدو.

ويحيط بالساحة العديد من المطاعم والمقاهي، وبعض هذه المطاعم قديم جدا، ومن بينها مطعم “فيجينك” والذي كان سابقا منزلا لأحد أغنى نبلاء المدينة وهو ميكولاي فيجينك، وتكمن شهرته حين أقام ميكولاي فيجينك فيه وليمة على شرف الملوك الذين حضروا اجتماعا سياسيا عقد في المدينة، وهم إمبراطور ألمانيا، وملوك المجر، والدنمارك، وقبرص.