1013468
1013468
مرايا

تستعد للدخول في معترك التجارة الإلكترونية - لافانيا نالي: حريصة على تطوير صناعة السّاري الهندي

24 مايو 2017
24 مايو 2017

تعرب الهندية لافانيا نالي دوما عن مشاعرها بالاعتزاز وهي تتحدث عن إدارة شركة عائلتها التي تأسست قبل 88 عاما، ولطالما أظهر بريق عينيها ذلك الشعور بالفخر كلما مشت بين أزياء الساري المعروضة في متجرها الرئيسي.

افتتح جدها المتجر الواقع في مدينة تشيناي في جنوب الهند عام 1928م، وعبر عقود من الزمن، أصبح متجر نالي أحد أشهر العلامات التجارية للسّاري الهندي، الذي يتكون من شريط طويل من قماش عريض يُلف أولاً حول الخصر ثم تُوضع إحدى نهايتيه على أحد الكتفين.

تقول لافانيا إن سمعة تلك العلامة التجارية كأرقى أنواع السّاري المصنوعة من الحرير تعد أمرا هاما للغاية في استمرار رواجها وجاذبيتها. وتحقق الشركة إيرادات سنوية تتجاوز 100 مليون دولار (76 مليون جنيه استرليني) من متاجرها البالغ عددها 29 متجراً في الهند، إضافة إلى مراكز بيع أخرى في سنغافورة وكاليفورنيا.

ومع ذلك، ونظراً لنمو عدد الهنديات اللاتي يفضلن ارتداء الملابس الغربية أو ملابس هندية ذات مستوى رسمي أدنى، تستخدم لافانيا، 32 عاما، المهارات التي اكتسبتها في مجال التجارة والأعمال على مدى سنوات عديدة في استحداث خطوط إنتاج جديدة وتطوير الشركة للدخول في معترك التجارة الإلكترونية.

موضة متغيرة

يشتهر متجر نالي ببيع أقمشة ساري حريرية منسوجة بأيادي محترفين في مدينة كانتشيبورام بمقاطعة تاميل نادو الهندية الجنوبية. يتميز هذا الساري بفخامته ونسيجه الفاخر وألوانه النابضة بالحياة وتصميماته المتطورة التي تمتد لتشمل زخارف نباتية وأشكال طائر الطاووس، إضافة إلى الخطوط والمربعات. وترتدي النساء هذه الملابس في مناسبات خاصة مثل المهرجانات والأعياد وحفلات الزفاف، وتتوارث الأزياء الأكثر جمالا من جيل لآخر.

تقول لافانيا إنه كان من المستحيل ألا تحب في طفولتها بالشركة وتجارة التجزئة بشكل عام، إذ كان والدها وجدها دائما ما يتناقشان حول أمور الشركة أثناء الجلوس حول مائدة الطعام. وتضيف: “كان العمل والحياة الشخصية متداخلين بشكل مذهل”.

انضمّت لافانيا بشكل رسمي للعمل في الشركة عام 2005 عندما كانت بعمر 21 عاما، وظلت تعمل بها لأربع سنوات قبل أن تعلن رغبتها بترك العمل لتتعلم نواحي مختلفة في الأمور التجارية. لذا، التحقت بكلية هارفارد للأعمال بالولايات المتحدة الأمريكية لتحصل على شهادة الماجستير بإدارة الأعمال. ثم عملت بشركة ماكينزي للاستشارات التجارية في شيكاغو خلال الفترة بين عامي 2011 و2013.

وعند عودتها إلى الهند عام 2014، عملت لمدة عام بشركة “ماينترا” لبيع الأزياء على الإنترنت قبل أن تعود في النهاية للعمل بشركة العائلة عام 2015. وبفضل الخبرة الهائلة التي اكتسبتها بعيداً عن الشركة، تقول لافانيا إن عائلتها كانت سعيدة بتبوئها مركز القيادة في الشركة.

أما التحدي الذي تواجهه فيتمثل في التغيرات المتواصلة في أذواق الهنديات وانخفاض عدد النساء اللاتي يرتدين الساري، تقول لافانيا: “كان الساري هو الخيار الوحيد والمفضل لدى الهنديات لزمن طويل جداً، وقد تغير ذلك عبر السنين”.

علامات تجارية غربية

لا يزال الساري يهيمن على شوارع المدن الهندية، لكن لن يمضي وقت طويل حتى ترى فتاة ترتدي ملابس غربية مثل الجينز والـ”تي شيرت” وغيرها، وتباع هذه الملابس في متاجر افتتحت في الهند من قبل شركات مثل “إتش أند إم”، وسلسلة “جاب” الأمريكية. وتسعى نالي لتطوير الشركة للدخول في معترك التجارة الإلكترونية.

يوضح أميت غوغناني، خبير بالأزياء لدى شركة تيكنوباك الهندية للاستشارات التجارية، التحديات المتنامية التي تواجه شركات مثل نالي، قائلا: “أصبح زبائن الأزياء الهندية يحبون كل ما هو جديد، ومهتمون بمظهرهم”.

ويضيف: “حدثت ثورة في سلوكيات الشراء لدى المستهلك الهندي نتيجة الاقتصاد المتنامي، إلى جانب فرص العمل الأفضل والدخل الأعلى، مقروناً بتأثيرات أعمق للتقنيات ووسائل الإعلام”. ويشير إلى أن “القدرة على تلبية طلبات الزبون الهندي في وقتنا الحاضر تعد تحديا كبيرا، فالأمر يتطلب إحداث توازن صعب بين فهم أذواق المستهلكين وتثقيفهم بما تقدمه وتعنيه علامتك التجارية.”

وبالرغم من أن نالي ليس لديها خطط لإنتاج ملابس بطراز غربي، فقد طرحت الشركة مجموعة من أزياء القميص والسروال، كما طرحت مجموعة من ألبسة الساري بأسعار معقولة ومصنوعة من أنسجة أرخص، مثل تلك المصنوعة من خليط من البوليستر والقطن. أدى هذا إلى تخفيض سعر الساري الواحد إلى 2.20 دولار، ويمثل هذا جزءاً بسيطاً من سعر الأنواع الأغلى المصنوعة من الحرير.

وتقود لافانيا تطوير موقع الشركة على الإنترنت، بما يلائم زيادة المبيعات حول العالم، كما تعتزم مضاعفة أعداد متاجر البيع التابعة للشركة بحلول عام 2020.

وتشير إلى أن عائلتها تواصل دعم جهودها وخاصة لأنها تقدم خططاً مفصلة لإدارة الشركة. وتقول: “الترتيبات التي نعدها تطابق تماماً ما هو متّبع في ريادة الأعمال، مما يتيح لنا التفكير بطرق مختلفة في كيفية إنجاز الأمور”.

وتضيف: “ كلما ساورني إحساس معين أو رغبة ما، أبحث عن معطيات تؤكد صحة حدسي أو فرضيتي. يجعلني هذا أكثر ثقة في السعي نحو تحقيقها، ودائما ما أحصل على الدعم اللازم من عائلتي”. وتقول “أنا ممنونة حقاً لأنني في المكانة التي أنا عليها الآن. أشعر بالفخر لكوني جزءاً من علامة تجارية عريقة أوجدتها عائلتي”. (بي بي سي)